طلال الحريري
سياسي عراقي
(Tallal Alhariri)
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 01:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد الكثير من المتخصصين في الشأن السياسي بأن أغلبية شرائح المجتمع العراقي تنتمي إلى ولاءات وانتماءات حزبية وسياسية ثابتة يتحدد من خلالها صوت الناخب, الا أن هذه الأستنتاجات غير واضحة وغامضة كونها ضبابية ذات تحليل وصفي فهي تبرهن لمقياس عام وجازم لايمكن أدراكه, لذلك فأن هذه الأستنتاجات تتمثل بمقاييس نسبية ضيقة تبتعد عن الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بالناخب. وعلى الرغم من أن معظم الاحزاب والتيارات السياسية تزعم بأنها تعمل من خلال عقيدة ومسار ديني الا ان التطبيقات العملية لهذه الاحزاب والتيارات تتضارب وهذا الاساس مما ينعكس على البعد السايكولوجي للناخب ويؤثر على حركية التوجهات السياسية ويجعلها غير ثابتة بالنسبة للناخب, وعلى هذا الاساس فأن هناك عوامل عديدة محلية واقليمية أثرت على التوجه السياسي للناخب العراق كضعف الأستقطاب الجماهيري للأحزاب وااتيارات الدينية وفقدانها ثقة الجماهير وانتشار ثقافة المدنية في كافة اوساط المجتمع العراقي وتزايد حدة العنف والارهاب على المستوى الداخلي,وتراجع دور الاحزاب الدينية كالأخوانية في مصر وتكاثر حركات التطرف على المستوى الأقليمي فمجمل هذه القضايا والمؤثرات لها أنعكاسات واضحة على المجتمع العراقي عموماً, مع الأخذ بنظر الإعتبار فلسفة النظام السياسي العراقي التي فرضت على جميع القوى السياسية تغيير أيدولوجيتها وممارساتها بما يتفق مع مدنية الدولة.وأذا ما أردنا الخروج بنتيجة من خلال هذا الطرح فأن هناك مجموعة قضايا مهمة تحدد صوت الناخب العراقي في الانتخابات بعيداً عن أي أنتماءات وولاءات مما ذُكر أن هذه القضايا المهمة تتمثل بالأمن والأستقرار والمعيشة والخدمات في أطار مدني وطني بعيداً عن وتيرة العملية السياسية التوافقية.فصوت الناخب ذو بعد امني اقتصادي مادي ومدني يتماشى مع ظروف البيئة السياسية والاجتماعية والسايكولوجية ويتأثر بها ومن ثم يبقى صوت الناخب العراقي مرناً وحركياً في توجهاته السياسية وفقاً لهذه الظروف.
#طلال_الحريري (هاشتاغ)
Tallal_Alhariri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟