أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - كيف نصنع التغيير؟














المزيد.....

كيف نصنع التغيير؟


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 13:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"كل العبيد كانوا يكرهون المعابد التي تقول بالعبودية، ويكرهون إلهها. بينما يقبلون أن يعبدوا إله اسبارتاكوس وصاحب الزنج وأي قرمطي، حتى ولو أخبرهم نبي ما وليس كاهنا بأنهم كفرة. ليس لأن لديهم بديهية إنسانية وجودية شعورية تقول إن الإله الذي يقول بالعبودية لا يستحق العبادة بل وليس إلها. وإنما لأن لديهم بديهية إنسانوية شعورية هو أنهم على حق حتى وإن أُخبروا أن الإله ضدهم. لذا فهم ثوار على العبودية حتى وإن حرمتهم الثورة الجنة".. (من كتاب "لصوص الله"، لعبدالرزاق الجبران)

في حياتنا الحديثة لا توجد حدود معينة للتفكير أو أطر لا يستطيع الإنسان أن يتجاوزها. ولا يمكن تكميم فم التفكّر وتكبيل يديه بأغلال تمنع عنه الحرية، أو ترميه في سجون اللاتفكير.
فالإنسان في الماضي كان يعيش في ظل أطر من التفكير لا يستطيع أن يتجاوزها. وهذه الأطر كانت تحتل مكانة في الحياة أهم من الإنسان نفسه وأهم من وجوده. كانت تحدّد للإنسان طريقة التفكير دون أن يكون قادرا على نقدها أو تغييرها، أي كانت ترسم له طرق التفكير وكيفية التفكير وما يجب أن يفكّر فيه وما يجب ألاّ يفكّر فيه.
هذه الأطر كانت متعلقة بالعالم الآخر، بالعالم المرتبط بالدين وبالغيبيات. وكانت مهمة البشر كشف تلك الأطر لا أكثر. وكانت الحقيقة الدينية تفسّر في إطار هذا النهج. فالحقيقة كانت تعني الوجود. و"المقدر" الإلهي كان يسيطر على التفكّر والتفكير.
والخطاب الفقهي بات يضحّي راهنا بالغالي والنفيس من أجل استمرار هذا النهج في الحياة. أي أنه لا يزال يعتقد بأن الحياة لا يمكن لها أن تسير إلا وفق الأطر القديمة.
ولأن تغيير هذا النهج الديني التاريخي هو بمعنى تقليل التدخّل غير المبرر لدين الفقهاء في الحياة العامة، ومعناه أيضا الحد من سلطة رجال الدين الفقهاء على أمور الناس وأمور السياسة والاقتصاد والاجتماع وحتى الجنس، فإن الطريق أمام هؤلاء الفقهاء سار في اتجاه واحد هو: مواجهة هذا التغيير.
وفي الوقت الراهن لا توجد أي أطر تستطيع أن تكبّل التفكير أو تسوّره بأسوار تحد من حريته وتعيّن أنواع موضوعاته التي يراد التفكير فيها. وهذا الأمر ينطبق أيضا على فهم الدين والتفكير فيه وتفسير مكنوناته وحقيقته.
ففهم الدين بات متجاوزا النهج القديم، الذي - كما قلنا - كان محددا في أطر خاصة غير قابلة للتغيير والتطوير. والحقيقة الدينية المطلقة القديمة، أصبحت متغيرة ومعبّرة عن حقائق جديدة، نسبية، في ظل مناهج تفسير جديدة لا ترتبط بأطر جامدة مسوّرة بأسوار حديدية.
والإنسان الحديث، أو إنسان اليوم، تم وضعه في صحراء كبيرة غير منتهية، ومهمته في حياته هذه هي اكتشاف نفسه، إذ عليه أن يعيش في إطار ما تمليه عليه مسؤوليته، وأن يحدّد هو بنفسه كيف يريد أن يعيش فيها.
أي أنه وُضِع في حياة لا توجد بها أطر، ومسؤوليته تكمن في وضع أطر لحياته. فالغالبية العظمى من معوقات التفكير التاريخية التي كان الإنسان يستند إليها قد سقطت، كما أن الباقي في طور السقوط.
لذلك، لا يمكن في الحياة الحديثة قبول دور للمرجعيات الدينية (وغير الدينية) في تحديد أطر ماضوية وغيبية ثابتة للتفكير، وتغيّب عقل الإنسان وتكبل حريته وتجعل إرادته تابعة لإرادة وعقل إنسان آخر، إنسان غير منتم للوقت الراهن. أي تجعله بمثابة "عبد" للآخر.
فالإنسان الحديث ما عاد يقبل للمرجعيات الدينية أن تلعب نفس الدور الذي كانت تلعبه في الحياة القديمة، وما بات يقبل للمنهج التاريخي، القائم على "تقليد" تلك المرجعيات التي ينتمي فكرها إلى الأصول الحياتية والعلمية القديمة، أن يكون عنصرا أساسيا في حياته يديرها حسبما اقتضى هذا المنهج.
لكننا نرى اليوم أن "تقليد" المرجعيات الدينية التي تتبنى الأصول الماضوية والمنهجية التاريخية، بات مهيمنا على حياة الفرد، وبالذات الفرد الشيعي. فأصبح هذا الفرد أسيرا لتفكير قديم ضمن أطر لا يستطيع أن يتجاوزها، وبات تابعا ومستسلما لذلك. أي أصبح مستسلما للماضي.
وهناك مسعى من البعض للخروج من هذا الأسر من خلال البحث عن مفاتيح للحلول تنتمي إلى نفس المنهج التاريخي وفي ظل نفس الأصول التي يقوم عليها، وهذا مما لا يمكن أن يحدث. فمناهج التفكير القديمة، كانت صالحة للحياة القديمة. ومناهج التفكير الجديدة، أصبحت هي الرهان لخروج الفرد، وبالذات الشيعي، من هذه المعضلة.
فـ"التقليد"، منهج ينظّم حاجة دينية قديمة تتناسب مع واقع الحياة القديمة. وبدلا من تطوير المنهج وتحديثه، لِنُطوّر في البدء فهمنا لهذه الحاجة الدينية. فتطوير المنهج لن يصل بنا إلى أي نتيجة حداثية حول فهمنا للحاجة الدينية. فنحن نحتاج إلى فهم ديني جديد يناسب حياتنا الجديدة. نحتاج إلى علم كلام ديني جديد. ثم بعد ذلك، علينا أن نفكر في المنهج الذي ينظم ذلك.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمنّيتها من مسلّم.. ولكن
- أي إصلاح؟
- عبث لا جدوى منه
- هل الدستور الكويتي بحاجة إلى تغيير؟
- تناقضات المجتمع.. ومسؤولية المثقف
- الإقصاء لمعالجة -الإقصاء-؟
- الشيعة.. وحزب الله.. والصراع السوري
- لا تنهزمي.. أمام -السلطة-
- إلى متى -تسجد- المرأة؟
- الثائر.. حينما يَنتقِد الثورة
- ازدواجية الإسلام السياسي
- وجه الإسلام السياسي
- إخفاقات ليبرالية
- اعتدال روحاني وواقعيته
- -الفتنة-.. ومبرر الإسكات
- الديمقراطية.. وخطاب المشاركين بالانتخابات
- لندعهم ينتقدون
- حساسية مفرطة
- بين سروش وخلجي: الساحة العامة ملك للجميع
- لماذا رُفضت أهلية رفسنجاني ومشائي؟


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - كيف نصنع التغيير؟