|
الثعالب والبرامج والرجال
أبو العز الحريري
الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 11:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل من يتقدم لأي وظيفة يطلب منه المؤهلات وسابقات الاعمال لتعرف جهة التوظيف ان كان المتقدم يصلح لمجرد القبول به، ثم تتم متابعة نجاحه او إخفاقه في اداء ما طلب منه .. ويحدث ذلك في الوظائف والانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية .. والأمثلة عديدة للبناؤن العظام (احمد عرابي وزملاؤه) يعني فريق العمل منه وزملاؤه الذين درسوا احوال مصر وأرادواها للمصريين ولهذا وقف في ميدان عابدين ليحدد للخديوي مطالب الشعب الذي حمل شرف الدفاع عنها وتحقيقها وهاهو (جمال عبد الناصر وزملاؤه) درسوا تردي احوال حياة المصريين وفساده الجيش والحكم والأحزاب وجثوم الاستعمار عل صدر الوطن 70 عام وقرروا التغيير الي الافضل ولهذا أزاحوا قيادة الجيش بنجاح حركتهم وابعدوا الملك وفورا (بعد 35 يوم) أعادوا الثورة والارض لأصحابها بقانون الإصلاح الزراعي، فتحول الفلاحون الي ملاك (فدادين) خمسة، وما ان تم جلاء الإنجليز بدء الأعداد لبناء السد العالي وأمام حصار أمريكا ورفض صندوق النقد تمويل بناء السد العالي أعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس وتمصير المؤسسات المملوكة للدول المعتدية ومشجعيها، وتوالت عمليات البناء في الداخل ومساعدة (كل) حركات التحرر في العالم العربي والعالم.
ثمانية عشر عام فقط أنجز الشعب فيها مشاريعه العظيمة التي ظلوا يهدمون فيها طوال 44 عام، فلم يكن عبدالناصر فقط صاحب البرنامج بل اصبح الشعب كله صاحب مشروع برنامج يتطور بالتجربة في الاتجاه الصحيح.
المفسدون في الارض
كانت خطيئة عبد الناصر ابعاده الأقوياء من زملاؤه، واتي بالسادات بظن انه لن ينقلب عليه، وحين تم ترحيل عبد الناصر لترئيس شخص تم إعداده لينفذ الانقلاب علي الثورة لصالح اسرائيل وأمريكا، انحني السادات امام تمثال عبد الناصر وأعلن انه سيسير علي طريقه وطلب من ا.د.فؤاد مرسي إعداد تصور لما يمكن ان يتم إنجازه لتحسين احوال الناس عن فترة الثورة ايام عبد الناصر، واعد دكتور فؤاد مرسي برنامج العمل الوطني وطرحه السادات علي الناس واستحوز على استحسان الكثيرين، ثم طلب من ا.د.اسماعيل صبري عبد الله اعداد ورقة لتطوير الاتحاد الاشتراكي وأعدها، وتولى فؤاد مرسي وزارة التموين.
وعندما أعد السادات قانون الانفتاح أدرك د.فؤاد مرسي مخاطر القانون علي الاقتصاد المصري وان السادات بذلك قد ركن برنامج العمل الوطني علي الرف، وبعين الخبير اصدر د.فؤاد كتابه (هذا الانفتاح الاقتصادي) محذرا من الكوارث التي ستحدث، والتي حدثت بالفعل وبدلا من اعادة تطوير الاتحاد الاشتراكي تم تفكيكه واستقال د.اسماعيل صبري عبد الله
اعطاني الاستاذ محمد عبد السلام الزيات نسخة من مشروع دستور 1971، فقلت له هذه مختلفة عن التي طرحت للاستفتاء، قال السادات أخذ المشروع االذي أعدته اللجنة واستدعي ترزية القوانين وعمل الدستور اللي هو عايزه وقدمه للاستفتاء علي انه الذي أعدته لجنة الأعداد.
وبالفعل سار السادات علي طريق عبد الناصر بمحو كل ما حققه الشعب مع طلعت حرب وعبد الناصر، ومبكرا بدء تنفيذ المخطط الصهيو أمريكي / ومع مبارك امتد المخطط الإجرامي المحقق لهذا المخطط وصولا لافتقاد مصر استقلالها الشامل ارضا وسياسة (إرادة) واقتصاديا واجتماعيا وهدمت وتشتيت الطبقة الوسطي وافتقد الشعب دورها القيادي في قيادته وتطوير حياته.
السيسي وزملاؤه قبل وبعد قدومه كنتيجة مأساوية لعصر الانحطاط (كلهم آبناء السادات / مبارك) والنفوذ الامريكي الصهيوني نتيجة لسياسات ومنهج كامب ديفيد فمنه رضعوا وترعرعوا، ولذا أسرع المجلس الاعلي للقوات المسلحة بإصدار القانون 4 لعام 2012 بالمصالحة مع شركاؤهم من نظام مبارك، والأكثر إجراما تقاسمهم مع الاخوان في دسترة وتقنين التفريط في الارض وحدود الوطن وبيع ارض سيناء لصلح اسرائيل و(وحماس) .. فتناسوا جريمة المجلس العسكري بصدور القانون 2012/14 الذي ىبيح للرئيس المعين أمريكيا "محمد مرسي" عملية البيع علي ان يصدر اللائحة التنفيذية للقانون، ولما وجدوا اننا طعنا عليه امام القضاء، حصنوا القانون بنص خياني في دستور 2012 .
ولم يكونوا في حماية الشعب، فهذه تصرفات معادية للوطن والشعب كما حاولوا قهر إرادة شباب الثورة، فكان عدوانهم الهمجي علي خمسة من مصابي الثورة بالتحرير، وفوجؤا بالميدان يمتلئ بالشباب بعد دقائق ليحملوا زميلهم المصاب بالشلل الرباعي والذي استشهد وألقي به المجرمون الي صندوق الزبالة .. ثم توالت محاولات قهر الشباب، فكان شهداء محمد محمود الأولي والثانية ثم (ربعوا) بجرائمهم حول مجلس الوزراء (وخمسوا) بسحق الشباب - دهسهم - بمدرعات منسوبة آسفا للجيش.
وحتي بدون اعتراف السيسي بان المجلس العسكري مكن الاخوان (فلولا كفاح الشباب والشعب عامين ونصف) ما كانت 30 يونيو والذي أنجحها ايضا لم يكن "شجاعة السيسي وزملاؤه" بقدر ما رزقنا الله بغباء الاخوان الذين رفضوا الاقتراح العبثي للسيسي وزملاؤه بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كانت ستأتي بخيرت الشاطر.
وهاهو السيسي يعلن انه يقبل بعودة الإرهابيين بشرط ان يحلفوا بالطلاق انهم لن يمارسو الإرهاب، وقبل ان يترك مجلس الوزراء للترشح كان قانون إهدار ممتلكات الشعب قد أعد وهاهو القانون (إفساد قانون الإجراءات) يصدره عدلي منصور لحرمان المواطن المصري من الطعن علي تعاقدات البيع الفاسدة، وبمنع المواطن من هذا الحق يهدر حقوقه الطبيعية والدستورية والعالمية بهذا القانون الغير دستوري وغير الأخلاقي وغير الوطني، ولم يعترض عليه بل باركه السيسي وصدقي صبحي وزير الدفاع الجديد.
هذا القانون سوف نبطله في مصر والخارج، وعندما تحكم الثورة وهي بالتأكيد ستحكم سوف نحاكم من أصدروه ونعيد البطلان كما هو مستمر للعقود الفاسدة من هذه الثروة التي يريدون التنازل عنها للصوص المتمصرين كذبا والأجانب، فعلي مكتب النائب العام منذ عبد المجيد محمود للان بلاغين عن فساد عقود الغاز قيمة التفريط فيها 125 مليار دولار تساوي 875 مليار جنيه وبعوائدها منذ توقيعها تتجاوز (1،5) تريليون جنيه.
وبما أنكم المتحكمين منذ فبراير 2011، فان إجمال النهب في زيادات الاسعار والدعم يتجاوز التريليون جنيه!!!، ولماذا ترددكم في محاربة الجماعة الإرهابية؟؟، ولماذا التصريح المنسوب الى السيسي شخصيا ومسؤل حملته الانتخابية بانه يقبل بعودة الاخوان بشرط يحلفوا الطلاق بأن الإرهابي لن يمارس الإرهاب؟؟؟.
ونسأل السيسي ومن تصوروا خطأ بانه المخلص .. هل تجدي أية ادعاءات عن البرامج المزمع .. هل اختلفتم مع مبارك؟؟، بل تزايدتم عليه بأنكم تطمسون جرائم عهده وعهد السادات؟؟، يعني أنتم ضد كل ما قامت الثورة لكنسه؟؟، وبتحقيقها والمثل يقول يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويزوغ منك كما بزوغ الثعلب.
كنت طامحا ان يتولي الجيش اعادة بناء الدولة المصرية .. أما الان فخاب ظننا رغم انه كان مجرد ظن نعرف انه وهمي.
هذه ابئس اللحظات .. والامر ايضا لا يختلف كثيراً مع وصيفك في لعبة الانتخابات.
ابو العز الحريري 26-04-2014
وللتواصل
تليفونيا : 01222275289
الصفحة الرسمية على الفيس بوك: https://www.facebook.com/Abou.Elezz.Elhariry
الحساب الرسمي عل تويتر: https://twitter.com/AZELHARIRY
الايميل: [email protected]
#أبو_العز_الحريري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصر الخيانة .. مصر المحتلة
-
مفاهيم للخيانة .. (قانون تحصين فساد السادات-مبارك-اخوان الإر
...
-
عن البرنامج والرجال
-
يا غبي انه النهب
-
لا خير فيكما .. للمشير السيسي والمسترشح كما يدعي من الثورة (
...
-
فليعتذر د. رفعت السعيد
-
برنامجنا لرئاسة حزب التجمع
-
بل تآمر على التاريخ - تعليقا على مقالة التعديلات الدستورية ل
...
-
بل التآمر على التاريخ -تعليقا على مقال التعديلات الدستورية ل
...
-
العسكر والديمقراطية
-
الثروة المعدنية أراء وتحفظات
-
مراجعات العسكر والديمقراطية
-
الوطنية .. مواقف مستنيرة
-
إشراقة مراجعات العسكر .. والديمقراطية
-
الإشراقة طحن بلا طحين
-
الفرقاء لا يبنون وطنًا
-
غسل الأموال والذمم
-
الفرقاء لا يبنون وطنًا
-
بيدنا لا بيد الأوغاد - نموذج الإسكندرية . مفترق الطرق
-
أزمة التغيير .. وتغيير الأزمة
المزيد.....
-
هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ
...
-
المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل
...
-
-تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
-
صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري
...
-
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ
...
-
بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل
...
-
برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا
...
-
سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية
...
-
-تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات
...
-
شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|