أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر














المزيد.....

ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 08:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت ساحرات ماكبث_في رائعة وليم شكسبير الشهيرة_يدفعن بالملك ماكبث،نحو حافة هاويته،و نهايته المشئومة،و هو مأخوذٌ و مصدقٌ لأحاديثهن،التي يحمل باطنها غير ما يكشف ظاهرها،إذْ كن يؤكدن له كل التأكيد،و يعدنه كل الوعد،فيما نسميه بلغة اليوم السياسية"رسائل طمأنة":أن لا سبيلاً لأن تطوله هزيمةٌ إلا إذا رأى غابة"بريم"تزحف نحو قلعته،و أنه ليس لمولودٍ من امرأة أن يلحق به أذى أو يحدث به جرحاً.

إذن فهزيمته باتت أمراً مستحيلاً أو كادت أن تكون؛فمضى الرجل هانئ البال،قرير العينين،سعيداً غاية السعادة بما سمع،سادراً في غفلته،و ما هي إلا أيام معدودات،فإذا غابتهن تلك،لم تكن أكثر من الأغصان بأيدي الجنود،تخفي الجيش الزاحف إليه،حاملاً موته،و لم يكن هذا الذي ليس بمولود امرأةٍ إلا رجلاً مثلنا،انتزعه مشرط الجراح من رحم أمه و هي تقضى.

و تدحرجت رأس ماكبث على الأرض ثمناً لغفلته،و تصديقه الوعود بلا فحص أو روية،أو قل،إن شئت الدقة، ثمناً لاختلاف المفاهيم بينه و بينهن،و هن يدسسنها إليه،و يقصدنها قصداً، و كان الأجدر به أن يزن الأمور بعقله بعيداً عن الوعود،و أن يدرك واقعه الموضوعي،فإن أمعن قليلاً في آثار الركب لعلم منتهى سيرته...

و رب قائلٍ:ما لنا و حديث الساحرات الآن؟...في الحقيقة،أظن كل الظن،أن ما يحدث الآن في مصر،لهو الآمر بعينه!..و نحن إزاء مرشحين للرئاسة_حتى تاريخه_، لم تزد أحاديثهما و وعودهما على ألفاظٍ عن الدولة المدنية،و الحرية الدينية،و حرية الرأي،و الانحياز للطبقة الكادحة،و العدالة الاجتماعية..إلى آخره من المفاهيم التي اجترتها الألسن،و أسرفت فيها إسرافاً كبيراً،حتى ملتها أسماعنا أشد ما يكون الملل، بيد أننا ننظر إلى حالهما،فنرى الأمر نقيض ما يزعمان.

أما أولهما فصاحب مشروع قومي عروبي،و لما كان هذا المشروع قد فقد بريقه ورواجه، و لم يعد الظرف التاريخي،و لا القطبية العالمية تسمح به كما كانت،هذا مع بقاء الأعداء الطبيعيين لهذا المشروع على عداوتهم،من أنظمة عربية رجعية،جمهورية كانت أم ملكية،فألحد ذلك بصاحب هذا المشروع لأن يستجدي اليمين الديني كداعمٍ له،فطفق يمدح الفاشية الدينية حيناً،و يتمسح بالمنظمة الإرهابية التي أزاحتها ثورة 30 يونيو حيناً،و يتخبط أكثر الوقت،ثم يأمل من "الشعب الماكبثي" أن يصدقه حديثه عن الدولة المدنية!

أما ثانيهما،فلئن كان له الباع الأطول في 30 يونيو،فلم يعلن لنا صراحة رفضه للمشروع الديني جذرياً،و لمّا رماه البعض بأنه لا يمانع حكم الإخوان الديني من حيث هو ديني،إنما كان خلافه على تطبيقه الذي أوشك أن يفضي بالبلاد إلى كارثة محققة،لزم الصمت و حار جواباً،و الصمت في مصر يؤخذ كعلامة"على الرضا"!،كما أرى علاماتٍ لا تخطئها عين و ميلاً إلى البديل السلفي و احتفاءً به،أ لعله بديلاً عن سلفه الإخواني؟!

و لا أملك أن أشكر كليهما على رسائل الطمأنة،و تلك الوعود،و نقول: حسناً ما فعلتما،و لكن هذا لا يكفي،فأمور الدول لا تقوم على الكلمات و الوعود،و لست أسيء الظن بأحد،و لكننا كشعب لن نركن إلى هيوليات الساحرات و الوعود و الأقسام،و إن كنت أتكلم عن نفسي،فأحسب أنني أيضاً أمثل طائفة كبيرة من غمار المصريين،و إليكما ما يجب فعله:

أولا:إعلان رسمي مكتوب من المرشحين،لا لبس فيه و لا غموض،يتعهد فيه أمام الشعب،بنبذ الدين السياسي بكل طوائفه و أطيافه،وفي صورة وثيقة مكتوبة،تفقده الشرعية في حال ثبوت وجود تفاهمات مع تيارات اليمين الديني،و ليس ثمة بدعة في هذه الوثيقة،إذ أنها تتمشى مع الدستور الذي يحظر التعاطي السياسي أو الحزبي على أساس ديني.

ثانيا:أن يتقدم كلا المرشحين،برؤيته و مشروعه لترميم ملامح الشخصية المصرية،التي تآكلت و جرفت على مدي عقود،عن الطريق الرجعية الدينية،المجلوبة من دول النفط،و وضع الخطوط العريضة لعودة مصر الحضارة و الحرية،فمواد الدستور المكتوبة لا تكفي،و حان الوقت لوضعها في خطط تنفيذية،هذا إذا رغبنا ألا تصحو مصر ذات صباح مفزوعة من مرآتها و هي تكاد لا تستبين ملامحها و تنكرها.

ثالثا:تقديم رؤية تفصيلية،لتحقيق العدالة الاجتماعية،و توضيح السياسة الاقتصادية التي سيتبعها المرشح.

إذا لم يقم المرشحان،أو أحدهما بتقديم ما سبق،فسأقاطع _كمواطن مصري_الانتخابات، و أدعوا المصريين،و ضميري غير متحرج،إلى المقاطعة،فلسنا شعباً من المكابثة.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأتيميا اليونانية و الانحياز الواجب
- حياة الرومان:نظام التعليم(3)
- التهنئة و التفاهة و الإنسان
- حتى لا يبات النقد الديني ديناً
- يهوذا الذي لا نعرفه
- يهوذا..من يكون؟
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع
- نقابة المهندسين المصرية على المحك


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر