أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه حسين عبده - العرب بين العقل و النقل------------------------------














المزيد.....

العرب بين العقل و النقل------------------------------


طه حسين عبده

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 03:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-----------------------العرب بين العقل و النقل------------------------------

هو صراع فكرى قديم بين فقهاء المسلمين دار بين مدرستين الاولى تنادى بإعمال النقل و الثانيه تنادى بإعمال العقل -------
و فى ظل انشغال المسلمون بهذا الصراع الفكرى - كان هناك من يراقب هذا عن كثب لسيتفيد منه ويجنى ثماره - تلك كانت اوربا و التى كانت فى مراحلها النهائية فى التخلص من سيطرة وتحكم رجال الدين فى مجتمعاتها وتطلعت فى حينها الى مستقبل اكثر اشراقا و تحضرا فدفعها ذلك و بقناعة كاملة الى ان تختار و بدون تردد ان تُعمل عقلها وتنجح هى فى الاختيار بينما تركت العرب خلفها غارقين فى صراعهم و ادركت ان هذا هو سبيلها الوحيد للانطلاق نحو الابداع و التقدم والازدهار واتخذت من افكار( رائد مدرسة اعمال العقل ) الفيلسوف (المسلم ) ابن رشد نبراسا لها ليضىء ظلام جهلها ويرفع عن كاهلها غبار الجمود -- وانطلقت لتثبيت الاركان الهامه لبناء حضارتها وهى بناء انسان له القدره على التفكير المنطقى و النقد والتحليل السليم ومحاربة الخرافات - ثم انجزت و شيدت حضارتها العملاقه و الماثلة امام اعيننا اليوم فى شموخ ---
– اما المسلمين فحرقوا كتب ابن رشد !! فأحترقت معها قيم ومبادىء مثلى .
و نحوا عقلهم جانبا و اختاروا - مدرسة اعمال النقل- وهى التى تستسلم لافكار السابقين دون تمحيص و لا مراجعه و لا اضافة وتعطل العقل وملكاتة فيحرم البشر من اسمى ما خلقة الله سبحانه وتعالى فيهم وميزهم به عن سائر خلقه .
فى الواقع كان ذلك اختيار المسلمين ولم يكن اختيار الاسلام !! - فالاسلام هو دين يعلى من قيمة العقل و يرفع من شأنه فهو مناط التكليف عند الانسان والهدية المهداه من رب العباد --- و الاسلام يشجع ايضا على التفكير ويرحب بالنقاش و الجدل والانفتاح على الاخرين وقبولهم و ينمى روح النقد و اشغال الفكر و اعماله --
و من اراد الدليل فعليه بألقرآن الكريم ففيه آيات محكمات كثيرة تحث على التفكير و التدبر و التعقل وسؤال اهل الذكر ---الخ
وواقع الامر ان الفقهاء القدامى سامحمهم الله اختاروا هذا المنهج وشجعوا عليه طمعا فى الحصول على المنح و العطايا التى كانوا يحصلون عليها عند ارضائهم للحكام و الولاه الظالمين الذين وصلوا الى مراتب الحكم على أسنة الرماح و بحور الدماء فدفعوا بالامة للاسف الى براثن الجهل و الظلام والتخلف- وخشوا ان يشجعوا ابناء امتهم على منهج اعمال العقل و التفكيرالمنطقى و امتلاك القدره على انتقاد الواقع بعقلية نقديه ثاقبه ظنا منهم ان ذلك قد يدفع الرعيه الى محاسبة حكامهم و معارضتهم و بالتالى التخلص من استبدادهم –و بالرغم من ادراك هؤلاء الفقهاء بان محاسبة الحكام هو اسلوب ومبدأ اصيل ارتضاة الاسلام منذ بدايتة وشجع عليه المسلمين--- ولنا عبرة فى الخطبة التى ألقاها الخليفة الاول سبدنا ابو بكر رضى الله عنه على عامة المسلمين قبيل توليه مهام الحكم حينما اقر انه ليس بأفضلهم واباح لهم محاسبتة ومسائلتة اذا انحرف ( ايها الناس انى وليت عليكم ولست بخيركم فان اصبت فاعينونى واذا اخطأت فقومونى ) - الا انهم كفقهاء اخفوا ذلك خشية ان يؤثر ذلك على مصالحهم و مكاسبهم التى ينالونها فأرتضوا هذا المنهج وفرضوه على سائر الناس فصاروا يبررون للناس ما يصدر عن الحكام من سوء تصرف او انحراف فى السلوك ويدفعونهم لقبول ذلك بحجة طاعة اولى الأمر تارة اوالادعاء بانه ابتلاء يجب الصبر عليه تارة اخرى --
و من الغريب انه فى الوقت الذى اهتم علماء المسلمين بنقل معظم العلوم بكل صورها من الحضارت المختلفة وترجموا منها الكثير و العديد مما جادت به قريحة تلك الحضارات و على رأسها الحضارة اليونانيه القديمه و التى نهل منها العرب الكثير و لم يتركوا شاردة ولا واردة من مختلف علومها المتعدده الا و نقلوها - الا نوع واحد من العلوم تجاهلوا نقله --!!! الا و هى علوم السياسة و الحكم التى برع فيها اليونانيون و كانوا فيها من الرواد الاوائل -- و ابدع فلاسفتهم و مفكريهم من امثال افلاطون و ارسطو وغيرهم فى كتابة و تسجيل افكارهم و ارائهم عن السياسة و نظم الحكم و الديموقراطية فى كتبهم المختلفة التى كان من ابرزها كتابى -- الجمهورية و السياسه--,
تجاهل علماء المسلمين نقل علوم السياسة كان عن عمد ذلك لخشيتهم الوقوع فى صدام مع الحكام و الولاه و حفاظا على فيض الهبات و العطايا التى كانوا يتلقونها منهم و هذا الموقف المتخازل حرم الامة للاسف من معين لاينضب من افكار مستنيرة كانت من شآنها لو اتبعتها الامة فى حينها لاختلف حالها تماما عما هى فيه اليوم من امة تعانى من عجز مذل وحال منكسر الى امة قوية شامخة فى مقدمة الامم لا فى مؤخرتها ---- طه حسين عبده



#طه_حسين_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم تدمير 20 دبابة ميركا ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: الحصيلة التي نشرت لا تتضمن خ ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: القوة الجوية في المقاومة أدخ ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه حسين عبده - العرب بين العقل و النقل------------------------------