أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - غشني في السعر، لا البضاعة














المزيد.....

غشني في السعر، لا البضاعة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 23:11
المحور: المجتمع المدني
    


بالأمس 26/4/2014 شاهدتُ تحقيقا صحفيا جريئا في القناة الفرنسية الخامسة، أثار قضية كبيرة تستحق أن يكون لها نصيبُ كبيرٌ في الإعلام عند العرب، وهي قضية الغش في أوزان البضائع، فقد عرض التحقيقُ طُرقَ الغش في أوزان البضائع، وأشار إلى أن هناك فرقا بين الوزن المكتوب والوزن الحقيقي، وهذا الفرق يُربحُ الشركاتِ المنتجةَ ملايين الدولارات، وعرض التقرير طرق احتيال الشركات في زيادة أوزان البضائع، إما بالأغلفة، أما بوسائل أخرى.
وعرضَ التقريرُ الغشَّ في اللحوم والأسماك المجمدة، فيُزاد وزنُها بواسطة حقنها بالماء، مما يزيد أوزانها بنسبة الثلث، ولم يكتفٍ التقريرُ بذلك، بل أشار أيضا إلى خلل الموازين الإلكترونية، وآليات صيانتها!
إن سيادة القانون هي السببُ الرئيس في التقدم والنهضة، كما أن المتابعةَ والتفتيش جزءٌ رئيس من منظومة تطبيق القوانين، كذلك فإن جمعيات حماية المواطنين هي الركن الثالث الذي يحقق السيادة، أما الركن الرابع فهو بالتأكيد الإعلام الحر الحارس على القوانين!
تحدثتُ مع صديقٍ عن هذا الموضوع فابتسم وهو يقول: ليتَ الغشَّ عندنا يقتصرُ على الوزن، فذلك أهونُ، ولكن الغش الأكثر خطورة في بلدنا، هو الغش في البضاعةِ نفسها، وهذه جريمة تستحقُّ أن تكون لها الصدارة في مجتمعنا!
فالسياسة عندنا صادرتْ كل ما عداها، ولم يعد يهمنا من أمر حياتنا سوى تصريحات وخطابات وأقوال فرسان الأحزاب السياسيين، ولم تعد الأحزاب تُسخِّر جهودها لمتابعة حياة المواطنين وخدمتهم، بقدر ما تسعى لإنهاكهم بالضرائب والفواتير والمستحقات الأخرى، بدون أن تؤدي لهم أبسط الخدمات، أي، حماية صحتهم، فالصحة الجسدية مطلبٌ رئيس للصحة النفسية والوطنية! وأضاف:
هل اشتريت بعض الأجبان التي تُباع في الأسواق بمبالغ رخيصة جدا؟ غلافها يقول: جبن خالص من حليب بقري طازج، غير أنها في الحقيقة مجموعة أخلاط ونكهات لا علاقة لها بالحليب الطازج، فهي ضارة!!
هل اشتريت لحوم المارتديلا في الأسواق الشعبية؟ كثيرون يشترونها، إنها كذلك أخلاطٌ ضارة لا علاقة لها بالعبارات المكتوبة فوقها!
هل اشتريت المشروبات الغازية والعصائر المعبأة في البيوت؟ إنها أيضا بأصباغها الزاهية سرطانات آجلة !!
أما عن العبوات الملونة التي يستهلكها الصغار، فهي الأخطر لأنها تحتوي على سموم ناقعات!!
أنا أعرف بأنك ياصديقي صوَّرتَ بهاتفك المحمول ذات يومِ حقلا من الملوخية اليانعة، وهي تسقى بماء المجاري، ثم تُباع في الأسواق لنأكلها، وما خفي كان أعظم!!
قلتُ: أنتَ على حق، فقصة موازين البضائع المضَلِّلة، ليست على جدول أعمالنا، فهي مؤجلة، لأن هناك خطرا أكبر، فنحن نستهلك مغلفات وأوارق وعلب مُزيفة، وبضائع سامة!!
قديما قالتْ العربُ: غشني في السعر، ولا تغشَّني في البضاعة!!
فإذا كان الاحتلالُ كارثةً، وكان الإغلاقُ والفقر مصيبةً، فإن الأخطرَ منهما هو أن يصبح التسمم والغشُّ أمرا ثانويا في مجتمعنا، لا يستحق أن نناقشه باهتمام، وأن نسعى إلى وضع حدٍ لهذه الكارثة، فهي أخطر من الاحتلال والفقر والحصار، لأنها تصيبُ جيلنا كله بالأمراض، فيغدو جيلا مُعوَّقا، يحتاج إلى العلاج والدواء فقط، جيلا، غير قادر على القيام بواجباته الوطنية!
إن كلَّ حزبٍ يغضُّ الطرفَ عن مسؤوليته نحو صحة المواطن وبيئته، هي جماعةٌ لا تستحق أن تُسمى حزبا وطنيا نضاليا!
كما أن كل جمعية غير ربحية تَقْصِرُ اهتمامها على رصد الانتهاكاتِ السياسية والقمع الفكري فقط، ولا تعالج قضايا الغش والفساد في المجتمع، هي في الحقيقة جمعية ربحية مأجورة، تسعى لإثراء جيوب مؤسسيها!
وكل إعلامي يمنعُ الصحفيين المغامرين من ملاحقة هذه الجرائم، ليكشف فساد التجار والسماسرة والوسطاء، لغرض كسب إعلانات الشركات، ونيل رضاها ودعمها المالي، هو إعلامي مُضلِّل، يشارك من حيث لا يدري في الجريمة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بوتفليقة أسدٌ حطوم؟
- الفتاة السوداء إيهود باراك
- وجه آخر للنضال في غزة
- أوباما يتسول في السعودية
- حكاية عجين نتنياهو النجس!
- الغش في الأبحاث الجامعية حلالٌ
- أول كتيبة مالية صهيونية
- روج على شفاه عربية مشقَّقة
- إبداعات وتخاريف وجهالات
- الحرب السايبرية وحروب الألسنة العربية
- زعيمان وسفينتان
- مناجم التكنولوجيا الرقمية
- ربيع النساء المقهورات
- دحلانيون مجنحون
- دعواتكم بسلامة أوكرانيا
- من هو الرئيس الكهل الذي تنبأ بالنانو؟
- التوحيدية كارثة ثقافية
- البصاق ليس مطرا من السماء
- جيش يهودي لغزو أسبانيا
- أسباب شيخوخة الأحزاب


المزيد.....




- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - غشني في السعر، لا البضاعة