|
وزارة الخارجية الرضيعة ( 2-4 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 21:34
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
وزارة الخارجية الرضيعة ( 2-4 )
كور متيوك
في 29 من شهر مارس 2014م اصدرت عشرة دول اوروبية بيان مشترك هي المانيا ، بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ، السويد ، النرويج ، سويسرا ، اسبانيا بالاضافة الى الولايات المتحدة وكندا وبعثة الاتحاد الاوروبي ، عبروا فيها عن دعمهم لبعثة الامم المتحدة وممثلة الامين العام هيلدا جونسون وادانوا فيها بشدة إعاقة نشاط البعثة من قبل الحكومة و المتمردين ومطالبين فيها كافة اطراف الصراع ( الحكومة و المتمردين ) بالانخراط بجدية في المفاوضات التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية ( IGAD ) وردت الخارجية باخرى شديد اللهجة في إجتماع مشترك ضم الدول التي وقعت على البيان ، طالب فيها الخارجية تلك الدول بالاعتذار بسبب البيان معتبراً إياها بإنها ستؤثر في العلاقات بين البلاد وتلك الدول ومعترضاً على عدم إطلاع وزارة الخارجية على فحوى تلك البيان قبل نشرها في وسائل الاعلام إلا إن ممثل الاتحاد الاوروبي نيابةً عن الدول العشرة رفض تقديم اعتذار معتبراً إصدار البيانات الصحفية بالحق السيادي ومن المعروف دبلوماسياً إن البيانات المشتركة تصدر في اغلب الاحيان للتعبير عن موقف سلبي ، لان المواقف الايجابية لا تحتاج إن تكون صادرة من عدة دول في اغلب الاحيان ؛ فالاول ( المشترك ) هي تعبير عن تضامن ( مع ) او ( ضد ) ، وبما إن نائب وزير الخارجية كان يقرأ على ممثلي تلك الدول بنود من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961م إلا إن البنود البالغة عددها ( 53 ) مادة لم يورد فيها نصاً يشير إلا عدم احقية البعثات الدبلوماسية بإصدار البيانات الصحفية بل إن المادة ( 22 ) في الفقرة ( 1 ) جاءت كالاتي ( تكون حرمة دار البعثة مصونة ، و لايجوز لماموري الدولة المعتمد لديها دخولها الا برضا رئيس البعثة ) و في المادة ( 3 ) الفقرة ( 1 ) تتالف اهم وظائف البعثة الدبلوماسية مما يلي : أ . تمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمدة لديها . ب . حماية مصالح الدولة المعتمدة ومصالح رعاياها في الدولة المعتمدة لديها ضمن الحدود التي يقرها القانون الدولي . د . إستطلاع الاحوال و التطورات في الدولة المعتمد لديها بجميع الوسائل المشروعة وتقديم التقارير اللازمة عنها الى حكومة الدولة المعتمدة . تعارف الاوساط الدبلوماسية على إن البعثات الدبلوماسية لها حق ايواء المجرمين والسياسيين ولم يورد نص صريح يجيز ذلك العمل ( الايواء ) مستفيدين من نص المادة ( 22 ) التي تصون حرمة مبنى السفارة ومنع سلطات الدولة المعتمدة لديها من دخولها لاي سبب كان و إلا بموافقة رئيس البعثة شخصياً على الرغم من إن المادة ( 41 ) الفقرة ( 3 ) جاءت كالاتي : يجب على تستخدم دار البعثة باية طريقة تتنافى مع وظائف البعثة كما هي مبينة في هذه الاتفاقية او في غيرها من قواعد القانون الدولي او في اية اتفاقية خاصة نافذة بين الدولة المعتمدة و الدولة المعتمدة لديها . ومثال على ذلك هو لجوء مؤسس موقع ويكيليكس ومحررها العام جوليان اسانج الى السفارة الاكوادورية في بريطانيا في 19 يونيو 2012م حتى يتجنب الترحيل الى السويد الذي تتهمه بتهم الاغتصاب و التحرش الجنسي كما إنه مطلوب ايضاً من الولايات المتحدة بسبب نشره ملفات استخباراتية سرية ولقد حاول الاكوادور إخراجه من بريطانيا حتى تمنحه اللجوء السياسي الى إن تلك المحاولات باءت بالفشل وظل اسانج يقيم في السفارة الاكوادورية حتى اليوم ، و لقد هددت الحكومة البريطانية باقتحام السفارة للقبض على اسانج واستنكرت الحكومة الاكوادورية تلك التهديدات بانها ستكون انتهاكاً على سيادتها ؛ لم تحاول بريطانيا الدخول الى مبنى السفارة الإكوادورية بالقوة و هي تملك تلك القوة الطاغية التي عن طريقه يمكنها إحتلال الاكوادور باكمله وليس سفارتها في لندن فحسب لكن احترام القانون الدولي و العرف الدبلوماسي حالت بين الحكومة البريطانية و اسانج . طالما البعثات الدبلوماسية تمتلك كل تلك الحقوق فكيف يعتقد وزارة الخارجية إنها لا تمتلك حق إصدار البيانات الصحفية ، نتفق مع وزارة الخارجية في إن البيان كان ينبغي إن تعرض عليها قبل نشرها لوسائل الاعلام لكن هذا يحدث في حال كانت العلاقات ودية ، إلا إن قضية هيلدا التي ظلت الحكومة تشن حملات ضدها اضرت بعلاقات البلاد بالعديد من الدول ومنها الدول الاوروبية ، لان هيلدا جونسون قبل إن تكون رئيسة لبعثة الامم المتحدة هي نرويجية ووزيرة سابقة و لايمكن للنرويج إن تسكت على اي عمل ضدها دعك من الامم المتحدة ، لان اي عمل او اي إساءة ضدها سيعتبرها النرويج إساءة إلى النرويج كدولة وحكومة لانها تعكس بوجودها في جنوب السودان مدى نجاح السياسة الخارجية للنرويج ، و في حال اتخذت النرويج موقف ما لا يمكن للدول الاوروبية إن تتركها وحيدة ! اتساءل ليلاً ونهاراً ماهي العائد السياسي التي ستجنيها الحكومة من معاداة هيلدا و الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي ، قضية هيلدا ليس بالامر العسير بل يسير فقط كان يمكن لوزارة الخارجية إن تتصل بنظيرتها النرويجية مبلغة إياها عن الدور السلبي في حال ( وجدت ) و التي تقوم بها هيلدا في البلاد ، على إن تعمل الخارجية النرويجية على حث هيلدا في القيام بمهامها بحيادية او التفاوض معها من اجل تغييرها بشخص اخر يمكن للحكومة إن تتعامل معها . إستغربت جداً عندما رايت احد اللافتات في مظاهرة ضد هيلدا كتب عليها ( why Hilda kill people of south Sudan ) لم اصدق عيني !! الم يكن القتال و القتل الذي عم كافة ربوع البلاد سببها هو إن قادة الحركة الشعبية لم يستطيعوا إدارة إجتماع مجلس التحرير بتجرد وقومية واضعين في الاعتبار معاناة شعب جنوب السودان ورغبته في الاستقرار ، فهل كانت هيلدا عضو بمجلس التحرير او في المكتب السياسي ، اعتقد إن هذا هروب من المسؤوليات ومحاولة تحميل الاخرين إخفاقاتنا ؛ الحقيقة هو إن الحرب التي طالت اثارها كافة مكونات شعب جنوب السودان سببها هو إفتقادنا الى قادة وطنيين متجردين من الـــ( انا ) وناكرين لذواتهم . طيلة الشهرين الماضيين و الحالية ظللنا نسمع مسؤولين بالدولة و الخارجية يتحدثون عن تاجير شركة علاقات عامة لترميم علاقات البلاد مع امريكا على وجه التحديد وهذا ليس بالامر الجديد في العلاقات الدولية و العمل الدبلوماسي لكن الجديد هو إن الحكومة تقوم بتدمير علاقات البلاد مع كافة الدول الاوروبية و الافريقية وهي واعية بذلك ومن ثم تتحدث عن تاجير شركات فكيف ستنجح تلك الشركات في تصليح ما إنكسر طالما إن الرغبة غير موجودة . فهل يعقل إن يطالب من يريد تاجير شركات علاقات عامة و تطوير علاقاته الخارجية إن يطالب نفس الدول بتقديم اعتذار مهما كانت الاسباب ، إن المطالبة بالاعتذار هي اخر مرحلة و قبل الاخير في العلاقات الدبلوماسية ومنها يتم اعتبار مبعوث تلك الدولة او الدول اشخاص غير مرغوب فيهم ونادراً ما يلجا الدول الى تلك الخطوة لانها تسئ الى العلاقات بدرجة كبيرة وتتخذ في حالات نادرة و الضرورة القصوى ولا اظن إننا وصلنا تلك المرحلة واتذكر الخلاف الذي وقع بين اسرائيل وتركيا في العام 2010م بسبب القتلى التركيين الذين كانوا في السفينة المعروفة بمرمرة و التي اقتحمتها افراد من قوة خاصة تابعة للبحرية الاسرائيلية وذلك بعد إن حزرت اسرائيل تركيا بمغبة دخول السفينة الى قطاع غزة الى ان الاخيرة لم تستجب وبعد الحادث طالب تركيا بالاعتذار الرسمي لها إلا إن اسرائيل ظلت ترفض ذلك لما يقارب الخمس سنوات حتى اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره اردوغان بوساطة قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري ، على إن يقدم الاول اعتذاراً للاخر ولكن ليس اعتذاراً رسمياً ، وتم ذلك وعاد العلاقات بين الدولتين الى ما كانت عليه لكن ليس بنفس المستوى ولولا إن الدولتين لهما مكانتهم الخاصة و الكبيرة في منطقة الشرق الاوسط لكان من الصعب إيجاد حل مناسب لها لكن غلب الاقتصاد على السياسة . فهل فعلاً قصدت وزارة الخارجية إن تقدم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا و المانيا وفرنسا و النرويج ..... الخ اعتذاراً و إن كان هذا هو ما ما كان يقصد فهذا لا يمت بالدبلوماسية بشيء فلا يمكن لك إن تسعى الى تحسين علاقاتك مع دولة بينما تطالبه بتقديم اعتذار كان ينبغي على الوزارة إن تكتفي بطلب استيضاح من تلك الدول و الاتفاق على اليات عمل مشترك حتى لا تتكرر مثل هكذا بيان التي تسيء الى صورة البلاد في الخارج ؛ في حال إفترضنا صحة إجراء وزارة الخارجية وذلك قد يكون بنسبة 0% فكان الافضل إن يتم في القنوات الرسمية دون الخروج الى وسائل الاعلام حتى تتجنب الحكومة الحرج في حال رفض تلك الدول الاعتذار كما فعلت ؛ لكن رؤية نائب وزير الخارجية وهو يقرأ معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961م عبر الــــ SSTV لا يشير الى الاحترافية و الخبرة لان فيينا 1961م للعلاقات الدبلوماسية و فيينا 1963م للعلاقات القنصلية هي بمثابة الانجيل و القران بالنسبة للدبلوماسي ؛ يمكن الإشارة اليه في مذكرات داخلية او في اتفاقيات ثنائية ، اما قراءتها على الشكل الذي بدأ اليه عبر التلفزيون لا تدل على الاحترافية ؛ إن الدبلوماسيين اكثر معرفة بالعرف و القوانين الدبلوماسية اكثر من الوزراء لان الوزراء في اغلب الاحيان هم سياسيين ليس لهم علاقة من قريب او بعيد بالعمل الدبلوماسي لذلك يمكن للدبلوماسي إن يقرأ للوزير معاهدة فيينا لانه قد لا يكون ملماً بها وليس العكس .
نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 1-4 )
-
المصالحة الفلسطينية وانتهاء الحسم العسكري
-
قراءة في رواية زهرة الكركديه الارجوانية
-
اوباما الوديع و بوتين الحاذق
-
استفتاء شبه جزيرة القرم
-
إمتحان النزاهة و الاستقلالية رقم ( 3 )
-
إنتخابات كيم جونغ اون ( نعم ) او ( نعم )
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
محاصرة دويلة قطر
-
وزارة الخارجية للشؤون الداخلية و الاعلام
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
روسيا : حرب من اجل البقاء في اوكرانيا
-
يوليا تيموشينكو : الديكتاتورية قد سقط
-
لماذا لا تكون مصر من محافظات جنوب السودان
-
إفريقيا : الديمقراطية .. القتل .. المرض .. الامية
-
السيسي مشيراً و رئيساً و مرسي سجيناً
-
مؤتمر جنيف 2 و السلام المفقود
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|