أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم وحولهم؟














المزيد.....

هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم وحولهم؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت ألتقي يومياً بعدد كبير من الأخوة الكرد في كردستان العراق, كنت أتحاور معهم, أسألهم, استمع إلى أقوالهم وأدقق في ما يقولون. سجلت في دفاتر ملاحظاتي الكثير من المعلومات والإشاعات والشبهات. إذ ليس كل ما قيل لي يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به.., ومع ذلك فالكثير مما قيل لي كان صائباً وحريصاً على مصالح الشعب الكردي. إذ تيقنت منه من مصادر أكثر قرباً من مواقع اتخاذ القرارات أو أكثر قرباً من الأحداث ومن الذين يثق الإنسان بأقوالهم ولا يشك بحرصهم الشديد على كردستان العراق وتقدمها أو علاقاتهم الطيبة بالقيادة السياسية الكردستانية. كنت صريحاً في أسئلتي وأسباب استفساراتي وواضحاً في مواقفي, فأنا باحث علمي وأستاذ جامعي سابق لا يمكن إلا أن يدقق بمنهجية ما يراه ويسمعه ويبحث فيه أو يكتبه, كما أني صحفي يواكب الأحداث ويتحرى عن الحقيقة, وإنسان يدرك أهمية نجاح التجربة الكردستانية لصالح الشعب الكردي ولصالح الشعب العراقي كله ومن أجل انتصار الديمقراطية في العراق. وبعد هذا وذاك فأنا, كما أدعي, مناضل يسعده فرح وسعادة المضطهدين الذين عانوا الأمرين وصنعوا الأعاجيب لقيام اتحادية كردستان ويسعون اليوم بعناد إلى تكريسها وتطويرها وضمان الديمقراطية للعراق كله.
أنا أمام لغز عجيب وواقع لا يطاق. فالذين تحدثت معهم, وهم من مستويات علمية وثقافية وسياسية وصحفية متقدمة ومتباينة, سواء أكان ذلك في كردستان أم من التقيت بهم في الخارج خلال الأشهر الأخيرة بعد عودتي إلى ألمانيا, كانوا يؤكدون ثلاث حقائق, وهي:
1. إن القيادة السياسية تعرف وجود الفساد الوظيفي وتعرف مواقعه والمتورطين فيه من أعلى السلم إلى أسفله, وهي تعرف أكثر مما أعرفه أو مما سمعته, وأن من التقيت بهم يستطيعون تقديم أمثلة كثيرة أخرى بهذا الصدد.
2. وأن القيادة السياسية تعرف بأن تجاوزات كثيرة تحصل على مختلف المستويات الحكومية والحزبية, وأن أغلب هؤلاء يعملون لأنفسهم وليس لمصلحة الشعب الكردي, بل أن الشعب الكردي يعمل لمصلحة هؤلاء, ومنهم الحكومة.
3. وأن هذا الواقع يتسبب في توسيع الفجوة بين القيادة السياسية والغالبية العظمى من بنات وأبناء كردستان, وخاصة الكادحين والمنتجين للخيرات المادية منهم.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: إذا كان كل ذلك معروفاً للقيادات الحزبية أو لرئاسة الإقليم والمجلس الوطني الكردستاني, فَلِمَ لا تتخذ الإجراءات الكفيلة بتغيير الواقع الراهن بصورة تدريجية, ولكن بصورة حازمة وصارمة أو تغيير الحكومة, بما يساعد على تعزيز ثقة المجتمع بالمسؤولين الحزبيين والقيادة السياسية؟ ولِمَ لا يجري تغيير المسؤولين الذين لا يتميزون بالقدرة السياسية لقيادة مواقعهم أو بالأمانة الضرورية لقضية الشعب الكردي والحرص على ثرواته؟
إنه سؤال مشروع والإجابة عنه كثيرة الوجوه والتشعب. ولكن من حقنا نحن الذين نسمع بكل ذلك ونتابع كل ذلك, من حقنا أن نعرف الحقيقة, ومن حقنا أن نطالب بتغيير الواقع المزري الراهن بغض النظر عن المعوقات, لأننا نرتبط بمصير واحد ما دام الشعب الكردي قد اختار الاتحاد مع الشعب العربي وبقية القوميات في العراق الاتحادي الواحد.
والسؤال الذي لا أريد أن أحرج أو أجرح به أي شخص في كردستان العراق ولا أميل إلى ذلك بأي حال هو: أليس من حق المواطنين الكرد أن يتمتعوا بخيرات كردستان وموارده من غير النخب الحاكمة؟ أليس من حق شعب كردستان أن يطالب بتنظيف الأجهزة أياً كان موقع ومكانة المسيء للثروة الوطنية والمجتمع أو الساكت عما يجري فيه؟ أليس من حق الكرد أن يطالبوا بالكشف عن صور الفساد الوظيفي التي أصبح أمرها مفضوحاً ويتحدث بها القاصي والداني ورائحتها تزكم الأنوف؟
إن الفساد الوظيفي إذا ما انتشر وساد يتحول إلى نظام عمل متكامل ومتشابك ومعقد يصعب تغييره ولا يخضع عند ذاك لإرادة الحاكم, إذ تتكون له آلياته الخاصة التي لا تتحرك عندها بإرادة هذا المخلص من الحكام أو ذاك, بل تجبر الحاكم على السير في الطريق الجاري بالرغم منه وبالرغم من نظافته شخصياً. إن ما يحصل في القسم العربي من العراق ليس أفضل مما يجري في كردستان العراق, بل ربما أمر وأدهى, ولكن حديثي الآن يدور عن كردستان, إذ كتبت الكثير عن العراق ككل وسأبقى أكتب عن ذلك حتى نمنع وقوعه.
لقد توحدت الآن بعض مؤسسات الحكم الفيدرالي مثل رئاسة الإقليم ورئاسة المجلس الوطني, كما يفترض أن تنتهي قريباً تشكيل الحكومة الكردستانية الموحدة. عندها تتوفر للسيد رئيس الإقليم والحكومة أن تمارس وتنفذ قانون من أين لك هذا؟ على كل المسؤولين حزبيين وغير حزبين وموظفين حكوميين كبار, كما يمكنه اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة هذه المسألة, خاصة وأن كل من تحدثت معه كان يؤكد معرفة رئيس الإقليم والسيد رئيس الجمهورية العراقية بكل ذلك, وأنهما راغبان بالتغيير, ولكن لا يعرف الجميع متى سيتحقق ذلك! وأن لم يتحقق فستظهر نتائج ذلك في صناديق الاقتراع, إذ أن شعب كردستان العراق لم يعد بعدها قادر على تحمل المزيد من كل ذلك. فهل على المجتمع أن ينتظر صناديق الاقتراع لكي يمكن إجراء التغيير المنشود؟ هل نراهن على الزمن, أم على الإنسان وعلى الحرص والمسؤولية إزاء مصائر الشعب. إن ما أقوله هنا يكرره الكثيرون جداً من بنات وأبناء كردستان ولا نحتاج إلا إلى أذن صاغية لنتيقن منذ لك, وأملي أن يمتلك المسؤولون في كردستان العراق تلك الأذن الصاغية الضرورية لسماع شكاوى هذا الشعب المعطاء.

برلين في 11/7/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!
- هل طرأت تغيير ات فعلية على فكر وممارسات القوى القومية العربي ...
- العراق والتعذيب الجاري في المعتقلات العراقية الراهنة!
- هل من بديل عن شعار -الدين لله والوطن للجميع- في العراق؟
- القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم وحولهم؟