نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 11:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لازالت هناك محنة في ذاكرة الثقافة العراقية ..ويبدو أن هذا الأمر أزل لا يريد أن ينتهي ، ولكنه حتما سينتهي يوما ما وتفكر هذه الذاكرة المبدعة بقضاء قيض تموز على رمال البسفور.
لاأقدر أن أحصي أيام المثقف العراقي تلك التي تشعره برغبة الذهاب بعيدا إلى دلمون مع وطن لازال فيه الجرح ينث دما كما أمطار السياب ولازال أطفاله يقتلون بهمس التكفير وأغراءات حلوى رجال الدبابات . أنها أيام لا تطاق من رتابة مشهد اليوم الدموي وانقطاع الكهرباء وجنون أولئك الذين يكرهون فيعبثون بأنابيب الناقلة للماء الصالح للشرب . ورغم هذا كما يقولون : فثمة أمل أن يتحول حصان طروادة إلى نهد يشع بالبياض لكليوباترا .
اليوم الثقافي هو يوم الخبر أولا ..ثم الصحيفة ثم الانترنيت للذي يملك حاسوبا وهناك المقهى التي قل فيها تداول الموضوعة الأدبية المتخصصة ليحل بدلا عنها الحدث اليومي : الرواتب ، المفخخة ، البيانات المستنسخة ، قراءة الصحف ، حديث بطاقة التموين ، الدستور والجديد بكل مشاهده .
غير أن ثمة رغبة عند الكثير ليكونوا مع الثقافة بروحها الحقيقية حين اتسعت دائرة الحرية وتنوعت طرائق النشر ليصبح العراق غابة يومية من الصحف والعناوين . كما نشط اليوم الثقافي العراقي على شبكة الانترنيت وصار بمقدور الكاتب أن ينقل همه وإبداعه واحتجاجاته بالصريح وبالاسم المستعار .
أوقات المثقفون تبدأ وتنتهي ضمن رتابة الواقع الذي لازال مثخنا بجراحات الأمس وما أضيف لها من العهد الذي لازال يكابد ترسبات الماضي وجعل البلد ساحة أممية لتصفية الحسابات في شأن لايمت للعراقي بصلة ..لقد حزموا حقائب الديناميت من كابل ليحطوا في أرض الرافدين ضيوفا غير مدعوين .
وربما دعاهم هاجس العداء لأمريكا ليمتنهوا غيظ قتل أهل البلد في مشهد قد تقف الثقافة العراقية عاجزة للتعبير عنه أو اشتغاله في ذروة إبداعها وأن أشتغلته فهو صورة دائمة للحزن والكآبة والفقدان حين يدخل جسد بشري وينفلق وسط حشد من الأطفال وهو لم ينتبه إلى صرخة يسوع القائلة .
هذا هو تصور خاص لآن الثقافة العراقية ويومها ..وعساه في القادمات يوفر لمنجزه مناخات أفضل لينقل مجد حلم الأوليين إلى حاضر جديد ومشرق .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟