محمد بن زكري
الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 17:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم أن المصالحة لم تكن - بالأصل - خيارا وطنيا فلسطينيا ، بل أملتها ظروف خارجة عن إرادة حماس و فتح ؛ فقد اضطرت إليها حماس .. تحت ضغط العزلة الخانقة ، نتيجة للإجراءات و التدابير التي اتخذتها السلطة الجديدة في مصر ، ضد إمارة غزة الإسلامية ، بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في القاهرة . و اضطرت إليها فتح ، تحت ضغط الشارع الوطني الفلسطيني ، بعد وصول خيار المفاوضات العبثية الفتحاوي - مع دولة الاحتلال الإسرائيلي و اميركا - الى حائط مسدود ، بالرغم من كل التنازلات الفتحاوية ، الممرّرة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية .. منزوعة الميثاق الوطني الفلسطيني .
أقول إنه رغم كل ذلك ، فإن (أم ريكا) مستاءة جدا من المصالحة بين دولة الضفة و دولة القطاع ، فوزارة الخارجية الأميركية تشجب و تستنكر و تدين المصالحة (البراغماتية) بين طرفي الانقسام السلطوي ، الذي قصم ظهر القضية الفلسطينية - فوق ما هو مقصوم أصلا - و الكونغرس الأميركي يهدد و يتوعد سلطة اللاسلطة ، في المستعمرة الإسرائيلية بالضفة الغربية لنهر الأردن ، برفع الدعم المالي الهزيل ، الذي تقدمه أم ريكا - بالقطّارة - لحكومة رام الله ، استقطاعا من مليارات الدولارات المتراكمة في خزائن مجلس الاحتياطي الفدرالي بواشنطن ، من إيداعات عائدات بيع النفط و عائدات الاستثمار الأميركي للأموال السعودية و الخليجية . و إن إسرائيل غاضبة جدا من اعلان المصالحة المتلفزة بين حماس و فتح ، و هي تهدد بحرمان سلطة اللاسلطة الفلسطينية من عائدات الضرائب والجمارك التي تحصلها لحساب السلطة ، و قد وجدها ناتنياهو فرصة ثمينة لايقاف الاتصالات الستيبي ليفنية مع (كبير ... المفاوضين) ، والاستمرار في تهويد ما تبقى من أرض (يهودا و السامرة) . أما الأعراب و المحمديّون فهم منشغلون بتحرير سوريا من الشعب السوري .
#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟