حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 23:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما ارى سياسيا يلج تكسبا وعنوة الى النهرِ الثالث لبلاد مابين النهرين شارعَ المتنبي ، يخيل لي ان حشرة ما قد عكرت بطنينها صفوةَ الذوق العام ، سيما وصرنا نعلم القدرَ الثقافي للكثيرين منهم من خلال برامج فضائياتنا ، ولعل دخولهم في صباحات الجمعة هذا ماهو الا محاولة لاستمالة النخب ليكتبوا عنه او يذكروه بسطر او سطرين في مقالة او ندوة ثقافية او بزنس لعين يفضي بكتاب شعري من تاليفه وهو لا يفرق بين الضاء اختِ الصاد او (ام الشَخطة) .
عندما اجد الثقافةَ تختزل بشعر طويل ومناظرَ شفافة وحقيبةٍ جانبية في معرض كتاب يمتد عمره تسعةَ قرون ، يراود الوجعُ مفاصلَ مقهى الشابندر وتلازم الحمى منارة القشلة التي اضحت نقاشاتٍ استعراضيةً يؤطرها شبابٌ خارج دائرة الفهم .
عندما يتسارعون لليخوت و العبارات المحملة بضجيج صاخب (اللا _موسيقى ) وتهجر اروقةُ المركز الثقافي البغدادي وتصبح عاريةًً عن فعل الادب وفاعل الفن ومفعول المسرح . اشعر حينها ان رواقَ نازك الملائكة سيبقى شِبهَ خال من الملائكة المفكريين ، ويخيل لي ان قاعة جواد سليم سينام على مقاعدها مزيدٌ من الغبار وبالتالي ينخفض ضغط الامل ويفقد الوطن وعيه لاستفحال فايروس الجهل المنتشر بما يكفي في جسد هذا المواطن ، بل وصار هذا الجهل يعبث ويشطب ويشعوذ بما فيه التشوية من بشاعة ليكون سياقا وعرفا اجتماعيا معمولا ويتحول المكان من مركز للثقافة الى فرع اخر لبحيرة الجادرية مع جل احترامي لقصيد المعنى .
عندما تتغير او تتحول محال الثقافة الى مطاعم ، اتيقن ان حرب القلم والدينار حسمت في معركة المعرفة و الفلافل لصالح الاخير ، اما اخر تشخيص سجلته خلايا دماغي وظل همزا تعجبيا فريدا عندي هو عندما شممت رائحة الكتب الزكية المنبعثة من مطابخ المكتبات و (البسطيات) حينها قلت في نفسي سلام عليك يا عراق الحرف الاول وعلى تناقضات الناس فيك ويوميات الانقسام والابداع عليك .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟