القدموس مرة ثانية

عادل محفوض

الحوار المتمدن-العدد: 1257 - 2005 / 7 / 16 - 11:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

هذه البلدة الهادئة والمرتفعة عن سطح البحر بقدر شموخ أبنائها الطيبين ، تتمتع بهواء عليل يشفي حتى من مرض السل ، والتي تشكل نموذجا يحتذي للانصهار الوطني .
تتعرض للمرة الثانية لهجمات الشبيحة ( والشبيح من شبح وهو الشخص الغير معروف من الآخرين ويبث الرعب في نفوسهم، لكن الشبيح في سوريا معروف ولخوف الناس منه ومن سلطته وسطوته لا يذكرون أسمه بل يذكرون لقبه ) في المرة الأولى أتهم أهالي البلدة مدير الناحية بالتواطىء لصالح الشبيحة ورغم ذلك بقي في منصبه وكأن شيئا لم يحدث.
للمرة الثانية أتهم أهالي البلدة مدير الناحية والأجهزة الأمنية في البلدة بالتواطىء لصالح الشبيحة وبعدم التدخل لردع المها جمين على البلدة وبحضور السيد المحافظ وقائد الشرطة ورؤساء الأفرع الأمنية في محافظة طرطوس، وقد وعد السيد محافظ طرطوس بنقل مدير الناحية من البلدة.
ولكن السؤال المهم ماذا كان يفعل السادة محافظ طرطوس وقائد الشرطة ورؤساء الأفرع الأمنية في محافظة طرطوس من الساعة العاشرة ليلا وحتى الساعة الثانية والنصف ليلا لحظة وصول وحدات من الجيش وقوات حفظ النظام إلى بلدة القد موس ؟!
كان جميع أولئك المسؤلين متواجدين في البلدة عند استباحتها من قبل الشبيحة مابين الساعة العاشرة والساعة الثانية والنصف ليلا، أمام أعينهم وسمع أذانهم !!؟
هل أولئك المسؤولين الوارد ذكرهم لديهم سلطة للتدخل أم لا ؟ أم إن حالة الطوارىء لا تطال مثل هذه الحالة كون استباحة المدن والبلدات لا يمس أمن الدولة !؟
إذا كان لديهم سلطة ولم يتدخلوا فمن واجب السلطة التنفيذ ية تقديمهم إلى المحاكم لتقصيرهم في أداء واجبهم والتأكد من إن هذا التقصير كان تقصيرا وليس تواطىء ؟
أما إذا لم يكن لديهم صلاحية في التدخل لمثل هذه الحالة فما هي صلاحيتهم ؟ ومن المسؤول عن التأخر في حماية البلدة ؟
إن ما جرى في القامشلي ومصياف والقد موس ينذر بكارثة خطيرة تطال سوريا كوطن وكشعب وأي كانت الجهات الخارجية المستفيدة مما يحدث, إنا ما حدث هو فعل داخلي بامتياز يتمتع بغباء سياسي لا نظير له.
ما يجري على الساحة السورية ناتج عن إقصاء السلطة للمجتمع السوري وإلغاء أي دور للأحزاب وهيمنتها على هيئات ومؤسسات المجتمع المدني, وإلغاء أي حل سوى الحل الأمني.
ورغم ذلك فقد كان لأهل الفكر والعقل والثقافة في بلدة القد موس دور كبير بعدم تطور الأمور إلى مرحلة لا تحمد عقباها.
كذلك ولأول مرة منذ سنين طويلة تمت ملاحظة دور مهم لأحد الأحزاب السياسية المعارضة في سوريا في تهدئة الأمور.

#عادل_محفوض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات