أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة ج1














المزيد.....


الدين والدولة ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 19:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من إفرازات الانتخابات العراقية اليوم شيوع كلمة الدولة المدنية واعتبر أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على الحركات والأفكار اليسارية والليبرالية والعلمانية وحكرا عليها بل تعدت لتنطلق من داخل كيانات وأحزاب وأفكار دينية خاصة في الصف الشيعي بعد أن تحولت من اتجاهاتها التقليدية التي تؤمن وتسعى لتكريس ولاية الفقيه أو حتى ولاية الفقهاء لتدور في فلك الدولة المدنية , ولكن الملفت للنظر ومن خلال الحوارات هناك تفاوت حقيقي وجذري في معنى المدنية بيم مختلف التوجهات السياسية منهم من يوسع المفهوم لربط بين الدولة المدنية كأنها صنو للعلمانية السياسية وتجسيد لمعانيها أو ترجمة لتوجه العلمانية لإقامة دولة تنحو نحو الشكل الغربي عموما لمفهوم الدولة , في حين أن هناك من يناقض هذا السعي ويعتبر الدولة المدنية هي الدولة التي يديرها رجال ادارة من غير ذوي الاختصاص الديني كمدنين او تكنوقراط بشرط أن يكون عملهم مستند على قاعدة التولي والتبري وإيران نموذج لها إذ لا تشترط هذه الأحزاب ان تكون المرجعيات الدينية هي صاحبة الكلمة الفصل وإنما للبرلمان الذي يعمل تحت مباركة وتوجيه غير مباشر للمرجعية بانتظار أن تثبت هذه الأحزاب يدها بالسلطة لتباشر بالعودة إلى مفهوم الدولة الدينية.
كل المنادين بالدولة المدنية لا يدركوا ولم يتوصلوا حقيقة لهذا المفهوم السياسي والتنظيمي وان إطلاق صفة المدنية عندهم إطلاق اعتباطي وذلك لأن الجميع وأقول بلا استثناء لا يملك الشجاعة الكافية أن يصرح بالليبرالية كهدف أو يدعو ضدها كهدف واتخذوا من هذا المصطلح الغامض شعار يختبئون خلفه , فلا الليبراليون صادقون في دعواهم المدنية لأن الهدف ومن خلال شعاراتهم وسلوكياتهم وأدبياتهم يقصدون الدولة الليبرالية الدولة التي نجعل من كيان الدين خارج الوظيفة التنظيمية الاجتماعية ويستبدلونها بالقانون الوضعي , أي أن البنية التحتية القانونية لديهم هي بنية وضعية لا يهم أن تتقاطع أو تتناقض مع الدين طالما أنها تؤمن للمواطن حق تعتبره العلمانية حق وجودي ,فهب مثلا تؤمن بحرية الاديان والتدين والاعتناق في حين أن دستور الدولة العراقية يعتبر الدين مصدر رئيسي من مصادر التشريع ولا يقبل ان تكون هناك قاعد قانونية تخالف ذلك, في هذا التناقض لا يمكن تبني العلمانية لأنها تناقض الدستور الأساسي للمجتمع.
طالما أننا نتكلم بصراحة فلا بد ان نذكر التيار المدني خاصة أن استعمال كلمة مدني ومدنية مرادفا معنويا للعلمانية في تجني وضحك على العقلية العراقية لأن الهدف الحقيقي يكمن في سعي هذا التيار لبسط العلمانية كحل بديل للشكل السياسي المطروح اليوم في العراق , وهذا العمل يحتاج في الحقيقية كي ينجح إلى سلسلة من التغيرات والتغيرات تبدأ من تعديل الدستور والعقد الاجتماعي برمته ومن نقطة حساسة ومهمة هي أعتبار ان المجتمع العراقي يقوم على أساس الأحتكام للشرائع الوضعية وأن المعرفة الانسانية تتساوى مع المعرفة الدينية في كونها مصدر للتشريع وبالتالي نصل إلى أن كونية المجتمع العراقي لا بد ان تتحول إلى كونية مغايرة لما جاء به الدستور ويتبع ذلك سلسلة من التداعيات التي ستطيح بكل الإرث الثقافي والاجتماعي الديني والروحي له وعلى المجتمع ان يسعى لإبدال القاعدة هذه بقاعدة الله في الجامع والكنيسة والسياسي في دار الحكومة , وعلى الأول أن لا يتدخل في عمل الثاني كي يقوم الثاني بالدعوة لاحترام الأول وهو في مكانه , هنا يثور السؤال , هل حقا أن مجتمعنا قادر فعلا أن يتحمل هذا التحول الدراماتيكي؟. وهل أن القوى العلمانية قادرة على مصارحة الناس بهذه الحقيقة ؟, أشك في ذلك.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمالية في السرد القرآني ,سورة يوسف مثالا
- الحلم العراقي
- نظرية الطائفة الدولة ج2
- نظرية الطائفة الدولة.
- جمهورية العقل ج2
- جمهورية العقل ج1
- السلام الآن...
- العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2
- الزمن وعلم الله ج1
- سرك الحب
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة


المزيد.....




- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة ج1