أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حُلم المصالحة الطوباوي














المزيد.....

حُلم المصالحة الطوباوي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 13:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يظلُّ حلم التصالح الوطني، ووحدة الشعب، والتفافه حول مشروع تنموي واحد، حُلمَ أي حاكم على رأس أية دولة. حلمٌ طوباوي أقربُ للرومانسية السياسية، والمثالية الوجودية، منه إلى الواقع المُعاش. لأن اختلاف البشر، وتعارض مصالحهم أحدُ ملامح الوجود. حتى في الأسرة الواحدة، لن تجد أربعة أفراد يأكلون من صحن واحد، متفقين على فكرة ما. سيتفق الجميع على صالح الأسرة، لكن الاختلاف، ثم الخلاف، سيبدأ حين تُطرح سُبل تحقيق ذلك "الصالح"، فيراه كلٌّ من زاويته وعبر مفهومه الخاص عن معنى "الصالح".
أذكر بعض رسائل طفولية بديعة، أرسلها أطفالٌ أمريكان إلى الله، وقمتُ بترجمتها لطرافتها. من بينها رسالة كتبها طفلٌ في الثامنة، قال فيها: “عزيزي الله، أراهنُ أن ليس بوسعك أن تحب جميعَ البشر في العالم. لأنني لم أستطع أن أفعل ذلك في أسرتي ذات الأربعة أشخاص.” وبعيدًا عن قصور الطفل عن تصور ماهية الله الكونية القادرة على المحبة حتى جناح أصغر فراشة في الكون، لأنها خلقه وصنعة يده، إلا أن الاستدلال هنا على تنافر رؤى البشر حتى بين أربعة أشخاص يعيشون تحت سقف واحد.
تظلُّ المصالحة الوطنية حلما مشروعًا لكل حاكم يود بناء مجتمعه، أو انتشاله من هوّة الانهيار الاقتصادي والتنموي والفكري كما الحال في مصر. من هذا المنطق أفهم التصريحات المنسوبة للمشير السيسي، حول رغبته في التصالح مع جماعة الإخوان وإعطائهم فرصة المشاركة السياسية، بشرط تخليّهم عن العنف. أفهم رغبة التصالح "فلسفيًّا" لأنها أحد أحلامي الطوباوية التي نذرتُ كل كتاباتي من أجلها. أن يتآلف البشرُ في كل العالم وينبذوا التباغض والعنف، ليقدّموا الأرضَ لله، يوم القيامة، كوكبًا نظيفًا متحضرًا مُعمّرًا بالمحبة والسلام. لكن "الحلم" شيء، وإمكانية "التطبيق" شيء آخر. كما لا أفهم "المقايضة" على ترك العنف! العنف يُواجه بالقانون والعقوبة، لا بالمساومة.
تصالَحنا مع إسرائيل عبر معاهدة تمت دون استفتاء الشعب المصري عليها. ورغم رفضي تلك المعاهدة، إلا أن تحقيقها لم يكن مستحيلا، واتقينا شرّها. لأن بيننا وبين إسرائيل حدودًا وثكناتٍ عسكرية تحمي أرضنا. وبيننا وبينهم حدودٌ فاصلة في الشكل واللغة والأفكار، تسمح لنا، كمصريين، أن نميّز عدونا فنحذره. لكن المشكلة تكون حين يعيش عدوك بين ظهرانيك. حيث لا حدودَ فاصلةً بينك وبينه في اللون واللغة والشكل، فيستحيل عليك تمييزه واتقاء شره. الجندي الصهيوني حين يحاربك، سينازلك وجهًا لوجه، على جبهة حرب. لكن عدوك الرابض بين خلايا مجتمعك، سوف يطعنك من الخلف مثل اللصوص، كما يفعل الإخوان الإرهابيون اليوم.
وجود المعارضة السياسية ضرورة حيوية في كل مجتمع. لكن جماعة الإخوان ليست قوى معارضة لنرحب بها، إنما هي قوى تدميرية تعمل على تقويض دعائم الوطن بالإرهاب والعنف وهدم المؤسسات وإزهاق الأرواح.
من حقّك أن تحلم أيها المشير بأن يتآلف الشعبُ لنبدأ عملية البناء والتنمية. ومن حق كل مرشح محتمل أن يحلم حلمك. ومن حقي وحق كل مصريّ أن يحلم الحلم ذاته، لأنه الهدفُ الوجوديّ الأسمى. لكن المشكلة في استحالة تطبيق الحلم. لأن تاريخ الإخوان الدموي، منذ عام 1928 شاهدٌ على انعدام وطنيتهم وكراهيتهم لمصر بقدر افتتانهم بكرسي الحكم. كيف تصالح فصيلا يعتنق مبدأ عرابهم “سيد قطب”: “ما الوطن إلا حفنةٌ من تراب عفن.”؟! فصيلا قال أحدُ عرّابيه بملء الفم: “طز في مصر وفي المصريين.”؟!!
أيها المشير العزيز، لا تجازف بشعبيتك التي استحققتها حين أنقذت شعبك من الإرهاب.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أرباب الفتن: مصر في الكاتدرائية
- رجلان يعرفان الله
- لقائي الأخير بالعصفور سلطان
- طريق الفرح
- هدفٌ في مرمى الحضارة
- الرئيس وأسئلة ديكارت
- عروسة لطفلة السماء
- لن أعزّيك يا صديقي ..
- شهيدتا الحق والحب
- النبلاء ينقذون رعايانا في ليبيا
- الصورة الحقيقية لمصر
- صانع العرائس قاتل ماري
- اسمك إيه يا أم محمد؟
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.
- معندناش كتب خيالية
- مليون إنسان في بيتي
- رسالة إلى حابي
- الشاعرة اللبنانية زينب عساف تكتب عن ديوان الشاعرة المصرية فا ...
- وجدى الحكيم أيام زمان


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حُلم المصالحة الطوباوي