فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 21:52
المحور:
حقوق الانسان
في الوقت الذي کان العالم ينتظر تبريرا مقنعا من جانب الرئيس الايراني حسن روحاني بشأن تصاعد الاعدامات في إيران بشکل استثنائي في ظل حکمه"الاصلاحي"، کما يزعم، لکنه فاجأ العالم بتقديمه لنفس التبرير و الحجة التي تعود النظام على تقديمها منذ أکثر من ثلاثة عقود، وهي العامل الديني، عندما قال بأن الاعدامات تنفيذ لما سماه"شريعة الله"، وهو يعتقد أن العالم المتحضر الذي سبق وان إکتوى بنار الاستبداد الديني سوف يقتنع بهذا التبرير و يتناسى الامر و کأن شيئا لم يکن!
مايسميه روحاني بشريعة الله، فإن المجازر التي جرت في ظل هذه الشريعة تجاوزت کل الحدود و المقاييس، ويکفي أن نشير الى مجزرة تنفيذ حکم الاعدام بثلاثين ألف سجين سياسي إيراني بفتوى ذات أثر رجعي من خميني في عام 1988، کما يمکننا أن نلفت الانظار أيضا الى ماعرف وقته بجرائم القتل المتسلسل حيث قامت وزارة الامن للنظام الايراني بإغتيال نخبة لامعة من الساسة و المفکرين و الادباء و الفنانين و الوجوه الاجتماعية الايرانية التي لم تکن تساير التيار الديني الاستبدادي الحاکم، وهذه الجرائم أيضا کان تبريرها بأنهم(أعداء الله او محاربين ضد الله)، مثلما أن مصادرة الحريات و الحقوق الاساسية و الاضطهاد الفاحش للمرأة و إقصائها عن اداء دورها الاجتماعي الذي يليق بها و بشخصيتها الانسانية، کل هذا کان بالاضافة الى الاعدامات المتصاعدة الاخيرة و کل المجازر و الجرائم التي تم إرتکابها بحق المعارضين ولاسيما ضد سکان أشرف و ليبرتي، کلها هذا تم إدراجه تحت مسوغ تنفيذ"شريعة الله"!
الاعدامات المتصاعدة و الاوضاع بالغة السوء و الوخامة لمسألة حقوق الانسان في إيران، وسوء الحالة في السجون و إنعدام أبسط الشروط الانسانية فيها، والتي صارت تثير إستياء و سخط و غضب معظم الاوساط المحبة للسلام و المؤيدة لنيل الشعب الايراني حقوقه المشروعة و تمتعه بالحريات المکفلة له بموجب مبادئ حقوق الانسان، فإن السعي لجعل العامل الديني مبررا أمر لايمکن أن يدفع مختلف الاوساط الدولية للإقتناع و القبول به، وان روحاني يجب أن يعلم أن الاصلاح و الاعتدال أمران يتعارضان و يتناقضان مع النظام الديني الاستبدادي و لايمکن لهذين النقيضين أن يجتمعا او يتناسبا و يتفقا مطلقا.
مايجري تطبيقه في ظل النظام الايراني انما هو مناقض و متعارض مع مبادئ حقوق الانسان و کل القوانين و المعايير ذات الصلة بها، وان الذي يتم تطبيقه ضد الشعب الايراني المتطلع للحرية و ضد المقاومة الايرانية انما هو شريعة الغاب التي تمجد للفردية و الطغيان و القمع و الاستبداد و من واجب المجتمع الدولي أن يساهم في وضع حد له و الوقوف الى جانب آمال و طموحات الشعب الايراني و مقاومته الوطنية.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟