عبدالله عيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 17:09
المحور:
المجتمع المدني
لماذا الحب كلما ابتعد به الزمن للوراء يكون اكثر جمال وعمق واحساس ؟
ببساطه لأنه كان حب مجرد من ما تم اقحامه عليه حب نقى بدون أي تدخلات اخرى مثل الطبيعه البكر التي لم تصل لها يد الأنسان العابثه وتنزع منها جمالها وتكيفها مع محيطها ، هذه العشوئيه التي تشعر معها بالجمال ، ولهذا عندما يريد الانسان الهروب من ضغوط الحياه دائما يبحث عن أكثر الأماكن بعد عن تكتلات البشر وهكذا الحب اصبح ضائع مع الحياه السريعه والزحمه والحاجه ، في الماضي كان الحب احساس بذاته بدون أي تدخلات خارجيه عن النمط الانساني (فطرته) المحبين يعشقوا بعضهم البعض بدون حواجز تم وضعها واختراعها من البشر كان الحب هو المحرك يتصرف بناء علي معطياته في المقام الاول ، تسائلات التعارف بين العاشقين كانت اقل بكثير من الوقت الحالي حب بدون تعقيد وفروض اجتماعيه ماديه بحته فتم وضع أطار مادي لأحساس غير مادي احساس اصلا لا يعترف بفوارق وحواجز أجمل وافضل المشاعر في الكون التي بالفعل تستطيع ان تصنع المعجزات ويغير الإنسان للافضل اعلي بكثير من هذه الحواجز ، فتم تدريجياً حبسه في اطار يشبه القفص الذي يوضع به العصفور فتم تشويهه ومسخه وأصبح حب ميت حب حبيس كالعصفو يتم حبسه لأنه جميل في قفص وهو يستطيع ان يحلق ويغرد في كل جوانب السماء الواسعة لا تقف امامه اسوار أو حدود لكن بسبب حبسه مده طويله ينسى فطرته ويتعايش مع هذا القفص الكئيب ، أي يتعايش مع القبح هذا هو واقع الحب الأن اصبح حبيس عادات وتقاليد وفروض وفوارق وطبقيه وماديات وأطماع وكبت حتي تكنولوجيا العصر وقفت ضده فأصبح الانتظار واللهفة بين العاشقين غير موجوده فكلما تذكرها يستطيع ان يتحدث معها صوت وصوره فأنتهت اللهفة ورسائل الحب والغرام التي كانت تكتب بأبداع انتهت في عصر تكنولوجيا الاتصالات واصبح بكبست زر تأتي بما تريد وتشاهد ما تريد فأصبح الحب تائه في هذا الخضم الواسع من التكنولوجيا والحياه المتسارعة وسباق البقاء علي لقمة العيش فأنتهت الحياه الهادئه البسيطه التي بدورها تكون المناخ المناسب للحب الحقيقي هذا المناخ الذي ظهر به اساطير من العشاق نسمع قصصهم الحقيقيه علي انها خيال .
Abdala Essa
#عبدالله_عيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟