أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - جاسم العايف - الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل















المزيد.....

الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 17:08
المحور: ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا
    


عام 1886 في شيكاغو الأمريكية ثمة عمال يتظاهرون سلميا للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وبؤس حياتهم بسبب الضغوط التي تمارس عليهم من قبل أصحاب العمل المسنودين بالسلطة السياسية وتشريعاتها الرأسمالية المتوحشة وأجهزتها القمعية وعملائها الذين أطلقوا النار على عمال عُزل هزلت أجسادهم وذوت أرواحهم وتوجهوا سلمياً للمطالبة بالحق الأدنى من حياة البشر لعوائلهم, وجراء ذلك سقط بعض العمال صرعى الرصاص مجهول المصدر وكان من الضحايا بعض عملاء الشرطة السرية الذين كان دمهم مميزا عن دم العمال. ولذلك تم دفع بعض العمال الى محاكم صورية والحكم عليهم بالإعدام ونُفذ الحكم في حينه، وإزاء الهيجان الشعبي والسخط وموجات الاحتجاج واستيقاظ ضمائر بعض الحكام وإحساسهم بالذنب المتأخر واستمرار حملة الاحتجاجات في كل الولايات الأمريكية بضراوة وتفعيلها عالمياً، تكشفت الأسرار وأعيدت المحاكمة عام 1888 لتتم براءة المعدومين من العمال بعد فوات الأوان مع إدانة بسيطة للشرطة السرية الأمريكية ، دون تحميلها تلك المجزرة التي وقعت بحق هياكل عظمية لا ذنب لها سوى مطالبتها بالحد الأدنى في الحياة , وتخليداً لتلك الذكرى ومنعاً لتكرار همجية الرأسمالية وهي في طريقها للصعود على جثث ومصالح الناس والشعوب تنادت المنظمات العالمية العمالية عام 1889 والتي بدأت في تنظيم نفسها بجدية، لتخليد شريان الدم العمالي وجعل (الأول من أيار) في كل عام عيداً للعمال في العالم ، معلنين الحقيقة القوية البسيطة التي نطق بها العامل(بيشوب) وهو في طريقه إلى المشنقة قائلاً: "إن في نفسي شيئاً لن تستطيعوا قتله أبدا". مع كل المتغيرات الكبرى التي وسمت التاريخ الكوني في بداية القرن العشرين المنصرم وما صاحب ربعه الأخير من انهيارات مدمرة لأحلام ملايين البشر في العدالة الاجتماعية- الإنسانية بحدها الأدنى في الأقل. وما رافق ذلك من وأد للآمال والأحلام و كذلك التغييرات العاصفة التي جرت في نهايته وبداية القرن الحالي, ومع تصاعد سعار الذئب الأمريكي الإمبريالي المتوحش وشراسته ووحدانية قدراته العسكرية وبطشها وتسيده العالم المعاصر, في قطبية أحادية بلا منازع بقيادة جناحه المحافظ الجديد المتصهين ,ومع هذا وغيره فان ثمة شيئاً في الحياة والذات الإنسانية لا يمكن قتله حقا, شيئاً في حياة بشرية آمنة لا قهر فيها ولا عدوان ولا تمييز بين البشر بغض النظر عن اللون والعرق والجنس, فالحياة التي لا تعاش ثانية أثمن من تهضم من خلال القسوة والعنف والقتل والغدر والتمييز وشراسة البيروقراطيات, مهما كان الرداء الذي خلفها او التبريرات التي تتقنعها وكذلك قوة رأس المال الذي يغلف "ارق الطبائع البشرية وأعظم الأفكار الإنسانية بجليد لا يمكن لأية قوة في الكون أن تذيبه ما لم تنسجم معه وتخدمه او تحقق مصالحه "- كارل ماركس . وخلال تاريخ العراق لعب العمال وتنظيماتهم النقابية -السياسية دوراً فاعلاً في البناء الاجتماعي ولم تشغلهم الطائفية الدينية والسياسية والقومية مغلقة الأفق والمناطقية والعشائرية, وأدت الطبقة العاملة العراقية دوراً اجتماعيا جوهريا منذ ان تبلور وعيها الطبقي في أوائل ربيع الثلاثينيات من القرن الفائت, فساهمت في وأد الأحلاف, والحكام الذين حاولوا فرضها على العراقيين ,و مواجهة مخططات الاستعمار الإنكليزي الذي سعى الى تحويل العراق إلى محمية بريطانية . ان مراقبة السجل والسفر النضالي لعمال العراق تاريخيا لا يمكن لفرد واحد توثيقه بدقة, ولكنه يثير في النفس زهو وعنفوان مجد صناع الحياة وبناة الأوطان ومستشرفي المستقبل. لقد انخرط ملايين العمال بعد /14 تموز 1958/ في العمل النقابي التطوعي وتبلورت قدرات الطبقة العاملة العراقية في الدفاع عن منجزات ديمقراطية مدنية كان يمكن ان تحدث تحولات جوهرية في المجتمع العراقي ولكن القيادة العسكرية وتوجهاته الشكوكية خنقت بجهلها وسذاجتها ووحدانية ودونية فكرها التحولات الجنينية الديمقراطية- التقدمية في العراق التي كان لها ان تغير وجهه ومصيره، وساهم احتراب القوى السياسية في ذلك, ولم ترتفع كل القوى السياسية للمستوى الوطني المناسب لتلك المرحلة العاصفة, فسارت خلف التيار الشعبي الجارف بدلاً من قيادته, ورهنت الوطن لرغبات الجهلة من العسكر على أمل قطف الثمار في ساحات اخرى, لا علاقة لها بالوضع الشعبي العراقي المرتهن حينها لمصالح دول كبرى أصبحت في ذمة التاريخ آلآن, وتزامن ذلك وشراسة القوى الرجعية المحلية- الإقليمية في لجم التحولات الديمقراطية في العراق والإجهاز على ذلك الضوء التموزي الباهر في عاصفة /8/ شباط الدموية بدعم وتخطيط وتنسيق إقليمي وعربي - أمريكي واضح لا مجال لنكرانه قطعاً, وما أن بدأت العافية تتجدد في الحياة العراقية حتى اطل البرابرة ثانية في 17 تموز 968 , وتم تبييض صفحاتهم السوداء والمريبة السابقة وغسل أياديهم القذرة الملطخة بالدماء وتأهيلهم دوليا ومحليا, مع كل الرفض الشعبي الذي رافق ذلك, وسيق الشعب العراقي إلى محارق الحروب والتعسف وتبديد الثروات والمقابر الجماعية, والمهانة والفقر, وأخيراً الوقوع فريسة للاحتلال والإرهاب ومرحلة الاقتتال الطائفي ضمن مخططات دولية- إقليمية. لقد دمر الطاغية صدام حسين الوجود الطبقي للطبقة العاملة العراقية وبدد ارثها المعنوي و المادي وعتم على تاريخها النضالي. في (الأول من أيار) عيد صناع الحياة بناة المستقبل ، يطرح الواقع الراهن على العراقيين مهمات جسيمة في أولياتها قضية إنهاء الوجود الأمريكي في العراق بطريقة تؤمن امن بلدنا ومواطنينا من الإرهاب وشرور الـميلشيات ومحاولتها تقاسم النفوذ في الساحة العراقية, وفق مصالح ومؤشرات لا علاقة لبلدنا بها ومحاولة رسم الخارطة الجغرافية العراقية بما ينسجم ومصالح بعض القوى الإقليمية خاصة تلك المجاورة للعراق و التي تملك أوراقاً واضحة في الساحة العراقية وتحاول من خلالها تصفية حساباتها الخاصة مع الإدارة الأمريكية مستغلة الوضع الراهن في العراق . إن إعادة بناء العراق على أسس وطنية مدنية سياسية متوازنة قائمة على قواعد العصرنة والتوجه صوب بناء الإنسان العراقي وطنياً وتجذير إحساسه بالهوية الوطنية-العراقية مع بناء دولة المؤسسات القانونية التي تؤسس للدولة العراقية,دستورياً، من اجل التحولات الاجتماعية التقدمية وإعادة الاعتبار للسلطات القضائية المستقلة والمؤسسات المدنية ، الحارس والضابط من طغيان أجهزة الحكومة في العبث بحياة الناس وكراماتهم, وفي مقدمة تلك المؤسسات المدنية, النقابات العمالية المستقلة عن الحزبية وبرامجها وأهدافها في الكسب الحزبي الرخيص الذي يجري راهنا, وبعيداً عن الطائفية ومحاصصاتها, وتلك المؤسسات، والنقابات العمالية ,بوجه خاص, كفيلة بإعادة شريان الحياة للعراق اجتماعياً واقتصادياً, من اجل ان يتمتع أبناء العراق وبما ينسجم وما يملكون من ثروات مادية هائلة, ويتوافق ذلك مع العدالة الاجتماعية الإنسانية المتوازنة والتوجه صوب المستقبل عبر التخطيط الاقتصادي والتنمية الاقتصادية التي تنسجم والأسس القائمة على العصرنة, من اجل عراق قادم تتعمق فيه التحولات الاجتماعية التقدمية وبما ينسجم والإرث التنويري العراقي المعروف تاريخياً.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر منذر خضير:.. ورحلته إلى السماء السابعة
- قدرات الدماغ البشري الفائقة:.. و علم (الباراسيكولوجي)
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (2 -2 )
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )
- مقاربات في الشعر والسرد..شهادة عن الإبداع العراقي الحديث
- في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)
- كنت ألمحه..؟!
- جاسم العايف.. و( مقارباته في الشعر والسرد )
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يضّيف الكاتب جاسم العايف
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يخص الكاتب جاسم العايف وكتاب ...
- جريدة( الأديب الثقافية):..عدد جديد
- سالم علوان الجلبي.. و مجرى الاوشال*
- رواية (أفراس الأعوام) لزيد الشهيد:تاريخ وطن..تحولات مدينة*
- قصائد أربع للشاعر: أماجيت شاندان
- شيء عن ( 8) شباط الدامي*
- من الأشرعة يتدفق النهر.. للناقد- مقداد مسعود-..وبعض الملاحظا ...
- تتبع الأثر وملامح المكان في:- ذاكرة الزمن-للقاص رمزي حسن
- جاسم العايف يدخل أفق المعاينة الثقافية
- في ذكرى محمود عبد الوهاب.. الشاعر كاظم اللايذ يصدر: (دفتر عل ...
- نزعة التجديد والتجريب في السرد العراقي القصير.. للناقد جميل ...


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ... / حمدي حسين
- الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق / عدلى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - جاسم العايف - الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل