|
دولة -إسرائيل- بين الوهم والواقع !!!
مجدى نجيب وهبة
الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 16:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
** إنت حر فى رأيك ، إكتب كما شئت .. إنت حر ، إرفع الشعارات الحنجورية كما يحلو لك .. تذمر .. إغضب .. إضرب رأسك فى الحيط .. عيش فى الوهم الذى ولدت به .. ولكن فى النهاية ستكتشف أنك أمام حالة من الوهم وحفنة من الأكاذيب ، وهو وهم القضية الفلسطينية .. وعدم الإعتراف بدولة إسرائيل !!!..
** نعم .. الوهم الذى ستصحو منه وأنت فى زيارة لإسرائيل .. ستجد إنك أمام دولة ، أكررها ، دولة وليست قطاع كما يتصورها الكثيرين ، بل ومازالوا مقتنعين بأنها دويلة مغتصبة .. نعم ، دولة لها كيان ووجود وقانون وجيش وشرطة وقضاء ، وتطبق القوانين على كل المقيمين من القدس الشرقية إلى القدس الغربية بكل قوة وحسم .. فلا مظاهرات كما توهمنا بعض القنوات الإعلامية فى مصر وقناة الجزيرة ، ولا يوجد شعارات تطالب بسقوط حكم العسكر أو الجيش الإسرائيلى ، ولا إعتصامات أمام أى إدارة حكومية .. ولم أسمع عن أى محاولة من قبل البعض حتى لو إختلف مع السياسة الإسرائيلية بالإعتداء على فرد شرطة مهما كانت رتبته ، أو محاولة التحرش بأى شرطية ، أو الهجوم على أحد مراكز الشرطة الإسرائيلية .. ولم أرى فى كل المدن الإسرائيلية أو الفلسطينية الواقعة تحت الحكم الإسرائيلى من يكسر إشارة مرور رغم عدم وجود أى شرطى فى كل الميادين إلا فى بعض الإشارات فى ذروة الزحام ..
** لا أقول إننى حصلت على رشوة إسرائيلية أو دعم أمريكانى ، فمعروف أننى أكثر الناس فى العالم عداء لأمريكا وسياستها القذرة ، ولا أدعى هذا الكلام لأننى حضرت إحدى مؤتمرات حقوق الإنسان فى تل أبيب .. بل كانت الزيارة روحية من أجل الحصول على البركة من الأماكن المقدسة وزيارة كنيسة القيامة .. ولا أدعى ذلك لأننى متعاطف مع الدولة والكيان الإسرائيلى .. فلا فرق بين تل أبيب وكفر ناحوم .. القانون هو القانون ، حتى فى أكثر المناطق إنتشارا للفلسطينيين وهى القدس الشرقية ومنطقة الجليل ، فالقانون هو القانون .. وإذا كانت هناك تجاوزات فهى موجهة من الفلسطينيين ضد المصريين ، وكراهيتهم الشديدة للمصريين ..
** أعتقد أن الجدار العازل الذى بنته إسرائيل لتفصل الضفة الشرقية عن الضفة الغربية لم يعد له أى فائدة ، بعد أن ضمت إسرائيل القدس الشرقية إلى القدس الغربية .. نعم هناك نقاط تفتيش إسرائيلية للتفتيش على السيارات العابرة للتأكد من هوية أصحاب السيارة ..
** دعونا نتكلم بهدوء وواقعية .. واللى مش عاجبه كلامنا يتفضل مشكورا بزيارة أى مدينة أو حى أو شارع فى إسرائيل أو فلسطين التى إغتصبتها دولة إسرائيل ..
** لقد إستطاع الإسرائيليين فى مدة وجيزة جدا أن ينشئوا أحدث الطرق بأحدث الوسائل العلمية والفنية ، فلا إعوجاج مفاجئ فى الطريق ، ولا مطب صناعى فى الطرق السريعة ، وإن وجدت فهى فى أماكن بسيطة جدا ، والمطب مصمم بطريقة فنية لا تؤدى إلى أى نوع من الحوادث المفاجئة أو غلى تآكل الأسفلت .. بل أستطيع أن أؤكد أنه طوال مدة الرحلة البالغة 10 أيام لم أرى حادث تصادم واحد سواء داخل المدن أو على الطرق السريعة التى تعلو فوق سطح البحر بحوالى 140 ميل فوق سطح البحر أو حوالى 160 ميل أسفل المسطح المائى ، بل أن فى هذه الطرق تفاجئك بعض المنحنيات الخطيرة جدا ، وأنت على مسافات عالية جدا .. ومع ذلك ومع وجود اللافتات التحذيرية لم أجد حادثة واحدة ..
** هذا بجانب نظافة السيارات .. فلا ملصقات على زجاج السيارات ولا زجاج فامية لا ترى من خلاله ركاب وقائد السيارة .. والسيارات ليس بها أى خدش أو بعض الملصقات مثل "ماتبصليش بعين ردية بص فى اللى إتدفع فيا" ... أو "العين صابتنى ورب العرش نجانى" .. أو "الحلوة دى مهرها غالى" .. وأمثلة كثيرة تمتلئ بها السيارة المصرية ..
** السيارات هناك حديثة الصنع فلا تجد سيارة خردة مثلما يوجد فى شوارع مصر .. بل أن فى مصر يستطيع قائد السيارة المتهالكة ، الحصول على رخصة قيادة بعد كل إجراءات الفحص الفنى !!!..
** أما عن المحلات .. ففى الأماكن التجارية ومعظم أصحاب هذه المحلات من الفلسطينيين .. فتجدهم يعرضون بضائعهم أمام محلاتهم فى شياكة وإحترام للمارة .. لا تعيق المواطنين أثناء سيرهم فوق الأرصفة ..
** العلاقة بين الشعب الإسرائيلى والشعب الفلسطينى هى فى ظاهرها علاقة حميمية دافئة ، يسودها الحب .. ولكن فى الواقع والحقيقة هى علاقة بين إثنين كل لا يطيق الأخر ، ويتمنى نسفه وتدميره .. فعندما تستمع لبعض الفلسطينيين ، منهم مرشدين سياحيين والبعض فتيات يعملن فى فنادق فلسطينية داخل القدس الغربية والبعض يعمل كسائق تاكسى أو بائع فى محل أو حتى صاحبه أو سيدات فلسطينيات .. فلن تسمع إلا شئ واحد وهو "نحن نعيش تحت الإحتلال الإسرائيلي ، ولا نستطيع أن نتعايش معهم ، والمعيشة مرتفعة جدا" .. والعديد من الشكاوى التى تشمل بعض الإتهامات التى نسمعها فى قناة الجزيرة وهى المداهمات الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية ، وإعتقال الشباب وحالات التعذيب فى السجون الإسرائيلية ، و ... ، و.... ، و ... ، وإذا تكلمت مع الجانب الإسرائيلي فهو يتخوف من التعايش مع الفلسطينيين والتشكيك فى مصداقية شعاراته التى يرفعها فى التعايش فى سلام ..
** بل المدهش عندما تتحدث مع أى فلسطينى عن قرار الدولة المصرية بإعتبار منظمة حماس بأنها منظمة إرهابية ، يفاجئك بوصفه للمنظمة بأنها منظمة وطنية تدافع عن الكيان الفلسطينى ، ويقوم بسب الجيش المصرى الذى تحمل كثيرا من تضحيات قدمها من أجل القضية الفلسطينية ..
** فى النهاية .. كل ما رأيته فى إسرائيل ، ولا أستطيع أن أقول فى فلسطين لأن الشرطة إسرائيلية والجيش إسرائيلى والقانون إسرائيلى .. وهكذا تكون الدولة ، بل والمعدات التى تنشئ الطرق والعمارات والأبنية هى إسرائيلية .. كما أن الإسرائيليين يتعاملون مع المصريين بكل أدب وإحترام وتحضر ، أما الفلسطينيين فيتعاملون مع المصريين بكل صفاقة وعدم إحترام ، فهم يفضلون المعتوه المعزول محمد مرسى العياط ، لأنه جاسوس وإرهابى ، ويرفضون رجل الدولة الذى حمى مصر وأيده الشعب القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسى ..
** إنها حقا إسرائيل لم تعد الوهم ، بل هى حقيقة مؤكدة ، ودولة لها كل الحقوق فى الحياة .. وكل من يرفض ذلك عليه أن يذهب إلى زيارة للقدس أو أى مكان فى إسرائيل ليرى ما هو أكثر مما أكتب ..
** أما أخطر ما يحدث فى مصر .. فهو دور الإعلام ووزيرة الإعلام ، فقد فتحت سماء مصر على البحرى لنقل كل كبيرة وصغيرة ضد الدولة المصرية ، بل بث مباشر لكل من يتعرض للجيش فى الإعلام المصرى والقضاء دون مراعاة لأمن الدولة والأمن القومى المصرى .. بل أن أى دولة تستطيع أن تبث سمومها عبر الأقمار الصناعية المصرية ، ويتم بث هذه السموم فى قنواتنا ..
** أما فى إسرائيل .. فلم أجد فى تليفزيون الفندق إلا خمس محطات فضائية فقط ، وهى الجزيرة ، والـ سى إن إن ، والعربية ، بجانب قناة فلسطين ، وقناة كرتون .. ولا يسمح بغير ذلك ..
** وأستطيع أن أقول أننا بالفعل نعيش فى فوضى والمسئول عنها هو رئيس الدولة وحكومة محلب .. وأصبحنا فى لا دولة .. فالزبالة فى الشوارع والسكك الحديدية غير أمنة والطرق مترهلة والعقارات فى إنهيار مستمر فماذا تبقى ؟ .. بينما إسرائيل دولة تسعى بكل المقاييس للبناء والتنمية ..
** لا تقولوا أننا 95 مليون بينما إسرائيل 10 مليون .. فالتخطيط السليم فى العقل السليم .. ولا تعليق !!...
#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الأقباط فى القدس- يصلون فى .. قاعة أفراح ؟؟!!!
-
هل -شيخ الأزهر- يدعم الإرهاب ؟؟!!
-
الأبطال يتساقطون .. ومازال الأندال يحاكمون !!!
-
-حمدين صباحى- وأسباب ترشحه للرئاسة !!
-
حكومة إخوانية .. شعارها -الإرهاب هو الحل- !!
-
فشل السيسى على يد -موسى- و-هيكل- !!
-
هل الدعوة للتصالح هى مع -الإرهاب- أم مع -الإسلام- ؟؟!!
-
إنتهى الكلام .. -السيسى رئيسا لمصر- !!!
-
إخوان -SA- .. وإخوان -فرنسا- !!
-
الجرذان تهاجم حكم جنايات المنيا بإعدام الإخوان !!!
-
إغلقوا جريدة الوطن .. أو حاكموا مجدى الجلاد !!!
-
سهرة مع ذكريات الزمن الجميل فى رحاب -أم كلثوم- !!!
-
رسالة إلى الأعمى -أوباما- .. لماذا هى محظورة ؟!!
-
بصراحة .. دولة لا تستحق الإحترام !!!
-
قرار رئاسى .. إقالة -محلب- وعودة -الببلاوى- !!
-
الدوحة وقناة الجزيرة .. الخطر الحقيقى على مصر والخليج !!
-
لماذا إنسحب الفريق -عنان- من السباق الرئاسى ؟!!..
-
-طنطاوى- و-مرسى- وجهان لعملة واحدة !!
-
كوارث الجامعة من عصر -السادات- و-مبارك- إلى عصر -مرسى- !!!
-
هل مجالس حقوق الإنسان .. أوصياء على مصر ؟!!
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|