أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - المنعطف الهرمينيطيقي لفلسفة للدين عند بول ريكور














المزيد.....

المنعطف الهرمينيطيقي لفلسفة للدين عند بول ريكور


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 10:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"بهذا الانعطاف لفك الرموز القديمة فإن الايمان ليس صرخة ولكن فهم"1
لم تمنع استقلالية الخطاب الفلسفي بول ريكور من الاهتمام بالدين في العموم من وجهة نظر تأويلية نقدية ، ولم تشكل صعوبة الطريق المؤدي الى فهم الديني عائقا أمام تفكيك العلاقات الموروثة والمترسبة بين التيولوجي والأنثربولوجي وتطبيق المنهج الفنومينولوجي المنحدر من هوسرل وهيدجر على الحياة الدينية وتطعيمها بقراءة هرمينوطيقية للوجود الديني تتحرك ضمن دائرة تأويلية متكونة من مساري التفسير والفهم ومنفتحة على مناهج علوم اللسان والذهن والمجتمع. في هذا السياق تتكون اشكالية المداخلة من ابراز مواطن التوتر بين الفلسفي والديني في النصوص الريكورية وتقصي مزايا وحدود طريقة التجسير التصالحي بين النقائض التي اتبعها بول ريكور بغية استثمار ما تجود به التقاطعات بين الذاكرة والنسيان وبين المقدس والدنيوي وبين الاثم والغفران من كشوفات أنطولوجية وما تسبعده من أوهام كوسمولوجية وأغراض ايديولوجية.
لقد كان رهان ريكور هو التخلص من آفة الشر وتخطي مأزق الخطأ واماطة اللثام عن العمق الخير والبراءة الأصلية التي تتميز بها الطبيعة البشرية، وظل شغله الشاغل استخراج الأبعاد الاتيقية للقصص الديني من خلال ازالة الأسطرة عن المقدس وتشفير اللغة الرمزية وبناء علمانية ثالثة تخرج من مضيق اللاهوت القروسطي للدولة الدينية والتصور اللائكي المعادي للإيمان وتضع الخطوط الأساسية لقيام دين مدني يتوافق مع التصور الجمهوري لدولة الحقوق.
بناء على ذلك فرضت المقارنة بين الهرمينوطيقا الفلسفية والهرمينوطيقا الدينية نفسها وكان استدعاء كل من أوغسطين والاكويني وأنسلم وديكارت وسبينوزا وكانط وهيجل وماركس ونيتشه وبرجسن وهيدجر وبولتمان ومارسيل وياسبرس وتيليش وفرويد وألياد وميسراحي وغرايش ولاكوك وفانسان أمرا لازما للتفكير في الوضع الهرمينوطيقي للدين.
لقد حرص ريكور على تخليص الدين من المعنى السياسي والتركيز على الأبعاد الكونية والقاع الانساني الذي تكتنزه اللغة التوراتية في مستواها الشفوي المحكي أو في المدونة العقدية المكتوبة. كما بشر بحسن الضيافة بين القراءات والاجتهادات للنص المقدس وشرع للاختلاف والتعدد والتنوع في التعامل مع الالهي تأملا وعرفانا ومناجاة وتفكرا وممارسة اجتماعية وتعبدا فرديا. هكذا يكمل الحوار البيديني ما تحقق من بيذاتية وبيشخصية وبيثاقية وبيمنهاجية وبينصية وتتحول قيم التعارف والصفح والشهادة والشكر والمروءة إلى عناصر تكوينية للإتيقا السردية.
أطروحة البحث لا توجد فلسفة دين قبل بول ريكور بل مجرد أفكار فلسفية متناثرة حول الدين تناولت قضايا اللاهوت وحاولت البرهنة على وجود الله وبحثت عن الروح والموت والحياة الأخرى والغفران.
يمكن حصر الخطوط العامة للتناول الريكوري للمسألة الدينية في التمفصلات التالية: لقد بحث ريكور عن أسرار فطرية التدين وصعوبة الطريق نحو الديني ضمن رؤية تيولوجية هرمينوطيقية للوجود الديني وحاول تفكيك العلاقات الملتبسة بين الفلسفة والتيولوجيا وطبق منهجا فنومينولوجيا لدراسة الحياة الدينية يقوم بالأساس على ازالة الأسطرة عن المقدس ويجري تجارب من الحوار البيديني ويتحرك ضمن المضيافية الاتيقية. فماهي المسلمات الاتيقية لفلسة الدين عند ريكور؟ وماهي الشروط الضرورية لقيام فلسفة الدين في حضارة أقرأ؟
من الضروري احداث تقاطع بين الهرمينوطيقا الفلسفية والهرمينوطيقا الدينية وتفكيك الأنطوتيولوجيا والاقرار بالمبادىء التالية:
- لا يمكن الحديث عن فلسفة في حضارة اقرأ بالمعنى المستقل عن اللوغوس الاغريقي وعن نمط من التفلسف النقدي الحر عند العرب الا بالكف عن النظر الى الفلسفة العربية كونها تعريب للفلسفة اليونانية وتحقيق اضافة خصوصية في التيولوجيا ( كلام وفقه وحديث) والانتباه إلى أهمية فلسفة اللغة وفلسفة الدين وفلسفة الثقافة وفلسفة الطبيعة عند الناطقين بلغة الضاد.
- يجب أن تقر الهرمينوطيقا الدينية بشرعية الاختلاف بين الديني واللاديني وتتوجه نحو البحث عن دين بلا مذاهب وترتقي الى ماوارء الملل والنحل والطوائف مادام الأمر يتعلق بتدبير النص وتفسير الكون وعقل الوجود وفهم الذات في كونيتها.
- لقد تحولت الرؤية المقاصدية للدين الى عائق معرفي ولم تعد تمثل الفهم التقدمي لقضايا الايمان بل مجرد قراءة تقليدية للتراث تتحرك في حلقة مفرغة ومن الضروري تثويرها والانطلاق نحو قراءة أنطولوجية عبر تقاطع مناهج التفسير ومناهج الفهم ضمن دائرة هرمينوطيقية.
- نزع تأويل النص الديني من قبضة السلطة السياسية بما أن أزمات التأويل هي أزمات سلطوية ومنح الفلاسفة والعلماء شرعية الاستنباط والتحليل والتدبر في اطار قراءة عقلانية نقدية.
- تعاني فلسفة الدين من تصارع بين الاعتقاد والاعتقاد وتنازع بين تثبيت القداسة وخلع الهالة وتوتر بين الإقرار بالايمان وحيرة الروح أمام التباس تجربة المطلق وتلك هي هشاشة وضعيتها الهرمينوطيقية وموانع تشكلها كاختصاص معرفي قائم الذات.
جملة القول أن ما يوجد الى حد الآن في الثقافة العربية هو مجرد أفكار فلسفية حول الدين تتراوح بين الشك والاثبات وأن فلسفة الدين بالمعنى الحقيقي للكلمة لم تر النور بعد. فماهي العدة المفهومية الضرورية والعمل الابستيمولوجي اللازم لتحقيق هذا التأسيس الفلسفي؟
( تخليص للمداخلة التي قدمت في ملتقى التأويل بين القدامى والمحدثين في اطار وحدة البحث في تاريخ الفلسفة والعلوم العربية والاسلامية في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية كلية 9 أفريل تونس يوم 19 أفريل 2014)
الهوامش:
________________________________________
[1] ريكور بول ، صراع التأويلات، دراسات هرمينوطيقية، ترجمة منذر عياشي، دار الكتاب الجديد المتحدة، طبعة أولى، 2005.ص.438.

المراجع:
ريكور (بول) ، صراع التأويلات، دراسات هرمينوطيقية، ترجمة منذر عياشي، دار الكتاب الجديد المتحدة، طبعة أولى، 2005.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التبعية الثقافية الى الاستقلال الحضاري
- كيف يمكن ممارسة فعل التفكير الفلسفي؟
- نقد الدعاية وتفكيك الخطاب الاعلامي
- واجب الدفاع عن الحق في الحقوق
- الحرية بين المعتقد والضمير، مقاربة فلسفية
- فلسفة الدستور ومرونة التأسيس
- نظرية الذات في الفكر مابعد الحديث
- سلام الى روح المناضل نيلسون مانديلا
- أحمد فؤاد نجم وملحمة الشاعر الثائر
- نظرة الذات ومرآة الغير
- اكتشاف الكوناتوس والإقرار بوحدة الوجود عند باروخ سبينوزا
- استراتجية التكوين في اليوم العالمي للفلسفة
- في ذكرى ترجل جيل دولوز ورغبته في الترحل الدائم
- مستقبل القوى الثورية في ظل الارتدادات
- أدوات التفكير وعمليات الاستدلال
- متى نكون ديمقراطيين بالفعل؟
- العنف السياسي وأولوية السلم الأهلي
- طرق مقاومة الارهاب
- علم السياسة والمعطى الديني عند حنة أرندت
- اشتباك المثقف بالسلطة عند إدوارد سعيد


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - المنعطف الهرمينيطيقي لفلسفة للدين عند بول ريكور