يا أى شئ .. أفعل اى شئ .. فقد طحننا اللاشئ

محمد الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 09:00
المحور: حقوق الانسان
    

بأسم كل مستضعف يحيا على هذه البقعة المنهوبة والمقموعة والمغتصبة والمنهكة على مدى قرون طويلة ..
أنادى هذا الشئ الذى يقولون بأنه صاحب كرامات وانه القادر وحده على فعل المعجزات والوحيد الذى يستطيع أن يأمر فيمتثل الجميع .. يأمر فيطاع .. لا تناقش أوامره .. ولا نواهيه .. ولا احد يستطيع ان ينادى بحقوقه او يطالب بها .. مادام هو لم يأمر بذلك أو يقر به .

اناديه وهو الوحيد الذى يمكنه ركل مؤخرة من يحكمنا -24 عاماً - بالقمع والديكتاتورية وألأستبداد ..

الوحيد القادر على فعل ما عجز عنه الشعب- طوال فترة نضاله القصيره ان كانت والممتده عبر سنوات وعمر النظام - مراراً ..

الوحيد الذى يقول بأن فى يده كل شئ ,ومن الممكن ان يفعل كل شئ ..

الوحيد الذى لا اعلم عنه أى عدل او حق ويصف نفسه دائماً بالعادل ..

الشئ الذى لا اعلم عنه الا طغيانه وحبه لأستعراض قوته دائماً على من هم بالطبع أضعف منه ..

أيها الشئ أفعل -أرجوك- أى شئ وأرحنا من نظام أهلكنا وأهلك معنا بلادنا -مصر-التى أعلم انها تشاركنى ما أشعر به جراء أستنجادى بك - ولكن ما باليد حيلة-.

أيها الشئ - الشئ بالشئ يذكر- لقد فعلنا كل ما بوسعنا على ما اعتقد - بالفعل قمنا بفعل كل شئ - ولم يبق إلإ شئ واحد , ان نقول لك :

أيها الشئ أن كنت تسمعنا وتسمع صراخنا يومياً ..

أن كنت تهتم لأهات ألاطفال وعويلهم من الجوع والحرمان , صراخهم من المرض والالم , رغبتهم فى حياه أفضل - أفعل اى شئ - ..

أن كنت تهتم بأنين أمهات وزوجات وبنات الذين فقدوا أبنائهم وأزواجهم وأبائهم خلف معتقلات وسجون بناها من يحكمنا -غصباً وزوراً - ومقار امن الدوله وأقسام الشرطة .. أو فقدوهم للأبد بسبب التعذيب , أفعل أى شئ ..
أن كنت تهتم لصراخ الذين لا يجدوا إلا الصبر ليروى ظمأهم , ألا ألاحلام لسد جوعهم , فأفعل أى شئ ..

ان كنت من ألاساس تهتم بما أسطره لك الان - فافعل اى شئ - يا أى شئ , لا اعرفك .. وأعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أننى لا ارغب بمعرفتك .. ولكنى وكما أسلفت " ما باليد حيلة " مضطر الى مناداتك بأن تفعل أى شئ ..

لقد طحننا بالفعل اللاشئ .. لقد اعيتنا الحيله .. لقد اتعبنا الفقر والجوع ..

لقد تحطمنا حتى امام أنفسنا , نعانى من كسر أصابنا جميعاً ..

يا أى شئ :
هل تعتقد بأن شعب يستنجد باى شئ ليفعل اى شئ ضد اللاشئ .. يستحق أن يحيا كما تحيا شعوب اخرىة سواء كنت راضً انت عنها ام كنت غير راضِِ عنها ..

يا أى شئ .. لقد يأست تماماً ..

لقد كفرت تقريباً بأغلب ما يقال حول الحق والعدل ..

فى الماضى القريب كنت قد قررت ان أقاطع تقريباً أى شئ وكل شئ - قررت ألا اشكوا من
اى شئ - حتى ولو كانت كل شئ .

ولكننى أشكوا اليك الان..

فهل تساعدنى ؟؟

قبل كل شئ .. يا اى شئ , هل تسمعنى ؟ هل تعي من كل ما قلته اى شئ ؟؟

يا أى شئ .. اعلم تماماً أننى لا انتظر منك اى شئ ..

يا اى شئ .. أعلم ان هذه أخر فرصة لك معى وان كنت اطمح ان تكون اخر فرصة اخيره مع جموع شعبنا .. حتى نؤمن بقدراتك .. ونعتقد فى كل ما يشاع عنك وعن كراماتك التى تخرق العقل ..

#محمد_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات