أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم














المزيد.....

أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تعيش تونس منذ أسبوع، وبعد صدور الأحكام بشأن المتورطين فى قتل المشاركين فى الثورة، على وقع الجدل والتراشق بالتهم، والبحث عن شمّاعات يلقى عليها كلّ طرف المسئولية: مسئولية عدم إيلاء ملفّ شهداء الثورة والجرحى كلّ الاهتمام، واعتباره أولويّة الأولويات اعترافا بالجميل، وردّا للاعتبار لمن وهبوا أنفسهم من أجل أن ينعم جميع التونسيين بمناخ التحرّر من نظام عبث بمصيرهم، وغابت فيه العدالة الاجتماعية والحرّيات.

ولأوّل مرّة توجّه أصابع الاتهام إلى الجميع بلا استثناء بمن فيهم:

ــ رئيس الجمهورية الذى جشّم نفسه عناء وضع «شعار الثوّار» على كلّ بدلة رسمية يرتديها مقسما أنّه لن يخلعه إلاّ بعد أن ينال أهالى الشهداء والجرحى حقوقهم.

ــ الفاعلون السياسيون فى الحكومات المتعاقبة ذات التوجه الليبرالى أو الإسلاموى، أو «التكنوقراطى».

ــ وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية التى عجزت عن ضبط قائمة الشهداء وشككت فى قائمة الجرحى.

ــ نوّاب الشعب الذين شكّلوا لُجينة وعدت بإنصاف أهالى الشهداء وجرحى الثورة.

ــ المعارضة السياسية التى التزمت أكثر من مناسبة بالوفاء لدماء الشهداء.

ــ الناشطون الحقوقيون ومختلف مكونات المجتمع المدنى الذين قادوا معارك شرسة، وما استطاعوا أن يجعلوا قضية الشهداء فى سلّم الأولويات.

ــ الهيئة العليا للحقوق والحريات التى كان من المفروض أن تعالج هذا الملفّ إذ بها تتنكّر لأهالى الشهداء والجرحى وتفضّل معالجة ملفّ الانتهاكات داخل السجون.

ــ النخب الثقافية التى اكتفت بتخليد ذكرى الشهداء تدوينا وتوثيقا سينمائيا ومسرحيا إلى غير ذلك من ضروب الإبداع.

ــ أهل القانون الذين قادوا نضالات من أجل صياغة الدستور، واستقلالية القضاء وفاتهم الانكباب على قضيّة أهالى الشهداء وتكييفها قانونيا هل هى من اختصاص القضاء المدنى أم العسكري؟ ولم صدرت الأحكام دون مستوى انتظارات الأهالى بحيث استعاد المتهمون حريتهم، وضاعت الحقيقة بضياع أدلة الإدانة. وبدل أن نردّد من قتل شكرى بلعيد ومحمد البراهمى صرنا نقول من هم القناصة؟ ومن قتل الشهداء؟ ومن أصدر الأوامر؟ أسئلة لا تجد لها تفسيرا ولا أجوبة تفحم السامعين كلّ ما جادت به قريحة القضاة فى المحاكم العسكرية: بن عليّ هو الذى سُلطت عليه أقسى الأحكام أمّا وزير الداخلية الأسبق ومن لف لفه من قيادات وأمنيين وغيرهم فلا غبار عليهم «ولا هم يحزنون».

ــ الإعلاميون الذين قادوا معارك من أجل حرية الإعلام وإصلاح القطاع، والإعلاميون الذين تهافتوا على الدعاة وأشباه الدعاة، ورؤساء أحزاب دعوا إلى تعدد الزوجات وزواج القاصرات، ومؤخرا الجهاديين المروجين لثقافة الموت، ولم يعتبروا قضيّة أهالى الشهداء وجرحى الثورة مثيرة للرأى العامّ، محققة للكسب والسبق الإعلامى.

ــ شرائح من الشعب التونسى التى تفرّغت للاحتجاجات والاعتصامات والمطالب الشعبوية فى خلط واضح بين الحقوق واللاحقوق، بين المشروع وغير المشروع، ولم تعر الاهتمام لمن مكّنهم من التعبير عن طموحاتهم ورغباتهم.

وهكذا صارت المسئولية مشتركة فى حجب الحقائق، ومأسسة النسيان والتنكّر للثوّار، والتقصير فى معالجة الملفات، وسوء ترتيب الأولويات. فهل تُجدى السرديات التى صيغت لتمجيد الأموات، وبعض الأغانى الوطنية؟ هل هو أقصى ما يمكن تقديمه لشهداء الثورة وجرحاها.. قدرة على نظم الخطاب، وبلاغة، وكلام، وشعارات، وتفنّن فى إسدال الحجاب على عوراتنا؟

يبدو أنّنا شعوب تلهيها الحكايات والقصص والأساطير، نريد أن نعترف بالشهداء من خلال سرد بطولاتهم، و«كفى المؤمنين».. أنّهم يترحمون على الشهداء، ويتلون بعض آيات، ويفتتحون الجلسات بالإشادة ببطولات الشهداء، ونريد أن ندفنهم مرّتين: المرّة الأولى حين ماتوا وقبروا، والمرّة الثانية حين أزحناهم من تاريخ بناء المسار الانتقالى فلم نستحضر قضيتهم إلا من خلال التلاسن والتنابز والاتهامات المتبادلة.

لم يتمسك الشعب التونسى بالحقّ فى معرفة الحقيقة: كلّ الحقيقة حول ما جرى أثناء الثورة، لم يرغب فى ملاحقة الجناة، ولم يحرص على تحديد هويّة المسئولين عن القتل العمد، وإلحاق الأذى بأجساد النساء والرجال، وتعطيل حقهم فى الحلم بغد أفضل.

فهل ستلازم عقدة الذنب الجميع ؟ وهل سيستبد الشعور بالعار بالجميع، أم أنّنا سنطوى الصفحة وسنتعوّد على النسيان دون أدنى شعور بالخجل لأنّنا ببساطة أتقنا توظيف هذا الملفّ وامتهنا البكاء عند اللزوم، واكتسبنا مهارة فى إحداث «الضجيج».



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «التابع» وعقدة «الأجنبى»
- الإسلامويات قادمات ليزاحمن القيادات
- مأزق الاستقالات من حزب النهضة
- فى عيد الاستقلال.. النهضة تؤيد شرعية مرسى
- احتجاج «العاملات بالجنس»
- قادة النهضة يستعينون بأمريكا
- وزيرة سياحة «مستفزة»
- المرزوقى والرقص على الحبلين
- هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟
- التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد
- هل دقّت ساعة تقييم الأداء السياسى للترويكا؟
- لله درّه من دستور .. أطلق عنان الذوات
- فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام
- كان لنا حلم.. وضاع
- ليس بالإمكان أبدع مما كان
- سوق السياسة كسوق الرياضة


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم