أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - صلاة الجنازة على العدالة في العراق














المزيد.....

صلاة الجنازة على العدالة في العراق


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 11:56
المحور: المجتمع المدني
    


صلاة الجنازة على العدالة في العراق
رياض هاني بهار
العدالة ترتكز على الإنصاف والمساواة والحقوق الفردية والمباديء المجردة والتطبيق الذي يوائمها، فالإنصاف يكون باحترام النصوص والحكم طبقا للقانون حيث لا ينتج عن هذا الحكم ظلم لطرف دون آخر ، وإذا ما أنتج ظلم على طرف فإنه سيكون تأثيره عليه قوياً فيشعر بالظلم والتعسف ، من طرف القضاء والعدالة المفترض فيهما الحفاظ على حقوق الملتجىء إليهما ، ويمكننا هنا أن نستحضر واقعة الحكم الجائر باستبعاد الشيخ صباح الساعدي والعفو عن مشعان الجبوري شيئان متناقضان ولم يسبق للقضاء العراقي ان يقع في فخ السياسة التافهة ، وتحويل المحاكم إلى بورصات للمتاجرة في العدالة باستبعاد الشرفاء والدفاع عن الفاسدين , وتصبح خطوط الهاتف تحمل التعليمات القاتلة التي تبيع وتشتري في مصائر الناس , ومكائد ضد الأشخاص والجماعات المناؤئة للحاكم , بشكل يجعل الإستقرار عملة نادرة سواء على مستوى الدولة أو القضاة أنفسهم والذين يجب أن يحذروا من لعب أدوار ليست لهم أو خوض معارك سياسية بالنيابة عن جهات غير قادرة على خوض المواجهة بشكل مباشر ، انكشف أمر "الخوفقراطية" حاليا وأضحى الجميع يعرفها ولم يتصدى لها باعتبارها أحد ركائز منظومة ونهج تدبير وتسيير لامور العراق، وعلى رأسها القضاء ، خلافا لما كان سائدا بالأمس ، إذ كانت "الخوفقراطية" تحتم السكوت على بعض أشكال وتمظهرات الظلم والجور ، في عراقنا الجديد يشبه العراق البائد لا اعتبار لطبيعة الدستور ولا حجم ومساحة السلطات الموضوعة بين يدي الحاكم ، لأن إمكانية مساءلة رئيس الحكومة معدومة قانونا وعرفا وسياسة ، بل الأدهى من ذلك أن نجد بين المحكومين من يبررون - جهلا أو خوفا أو مصلحةً - هذا الوضع الذي يؤبد التخلف ويرسخ الاستبداد ويُبقي على واقعنا المأزوم .
يعيش الناس حياة كريمة في الدول الغربية المتقدمة وينال كل ذي حق حقه، بفضل تطبيق القانون وحده ومؤسساته لولاه لما كان بينهم وبين نظرائهم في الدول المتخلفة أي فرق، حيث تهضم فيها حقوق الناس في كل يوم، وتعيش الأغلبية حياة مليئة بالبؤس والظلم والذل، بل حتى من طرف من انتخبوهم من الرؤساء المتنفذين الذين تمارس غالبيتهم الفساد بأشكاله المختلفة ، ويترقون بفضل ذاك الفساد واللصوصية إلى مناصب عليا، فيصبح بعضهم قادة سياسيين يخططون لمصير شعب ووطن بدلاً من أن يكونوا في السجون ما وسع من دائرة الفئات الانتهازية التي تسّلقت السلم الاجتماعي، وتحظى دون وجه حق بالمناصب القيادية التي تؤهلها للمشاركة في صنع القرار، مما أدى إلى شيوع مظاهر الإحباط واللامبالاة في أوساط الأكفاء، والمجِّدين والمخلصين، مما جعل أجواء العيش خانقة مضجرة تنهك عجلة الحياة، وتعيد المجتمع برمتّه للوراء، بمعنى أنه على من احتكروا السياسة وعطايا السلطة واقتسموا الوطن ككعكة كما عبرت عنها احدى نائبات دولة القانون عليهم أن يفهموا ويدركوا ويتقبلوا بالكف عن التهريج ، نريد تغييرا حقيقيا، وليس شكليا لا يضمن لنفس الوجوه الفرصة كي لا تكمل مشوارها الجاد في سحب الوطن نحو الحضيض .
خلال الأيام االماضية امتحن قضاؤنا بطريقة تعاطيه مع ملف استبعاد المرشحين وكانت طريقة التعامل لم يكن لها سابقة قضائية ، ومن المعيب تكرار الكلام واجتراره والعزف على إيقاع حول دولة حق او دولة قانون ، وناسف على ماوصل اليه قضاءنا ؟ لمن نلتجا ؟؟؟ كما قلت بأننا لسنا في دولة القانون ولا في دولة الحق، اننا كعراقييون ليسوا متساوين أمام القانون، أي نحن درجات، منهم أصحاب المال وأصحاب النفوذ وأصحاب السلطة ، فأغلبية هؤلاء معفيون من المساءلة والعقاب وكما هو واضح بالقرارات القضائية ، ثم هناك عدد كبير من الأشخاص المرتبطين بمراكز القرار السياسي والأمني والذين يكرسون ممارسة لابشع الجرائم ولا يسري عليهم القانون كما باقي الناس .
[email protected]
عمان



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرزة الانتخابات بين دَجَلِ العرافين وسَفَهِ بعض المرشحين
- من هو الارهابي بالعراق
- رسالة من ركاب (الكيا) الى دولة خلف الصبات
- افحصوهم البعض منهم مجنونون
- ضياع الاستقرار الامني بين امراء الاضطرابات وحكومة الازمات
- السياسي الفاسد تهديد خطير على الامن الوطني
- عيد الشرطة بين تغييب التحديث واستبعاد الاصلاح
- تقاعد القاضي القدوة
- اكشن فرارالمحكومين والموقوفين واجراءات الحكومة
- رؤية جنائي مخضرم مهداة للسياسي الدمج
- الامن العراقي وغياب العقيدة الامنية
- مخاطر افتراس الحكومة للسلطة القضائية
- غياب الستراتيجية للامن الوطني العراقي
- ارقام مخيفة للعنف وحكومة باحصاءات مضللة
- دولة العراق الامنية لامن الحاكم ام لامن الشعب
- هرم الامن المقلوب وشيخوخة التفكير
- التمرد على الظالم الفاشل
- الكوارث الامنية وسياسة التبرير
- دور الانتربول بالبحث عن الفارين من اصلاح اباغريب
- تداعيات هروب النزلاء من اصلاح ابا غريب


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - صلاة الجنازة على العدالة في العراق