|
بحث موجز دور الصحافة الكردية في التنشئة القومية و نوعيتها، و الحركة التحريرية الكردية
ممتاز الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة عامة إن ظهور الصحافة كظاهرة اجتماعية – حضارية أصبح أداة صراع هامة عظيمة للقضية الاجتماعية و السياسية والوطنية، بل أحدث ثورة عظيمة في مسيرة العالم الثقافية و الحضارية، و لاقت طريقا صعبة و نضالا شاقا متعدد الجوانب، و ذلك طول القرن العشرين علي وجه الخصوص، و قد حدث خلال هذا القرن عدد من الحوادث الهامة و التغييرات و التطورات الأقتصادية و الصناعية، و كان تبلور مطاليب التحرر الوطني عامة للشعوب المستعدة و الوحدة الوطنية احدي سمات هذه التغييرات و التطورات. و لو دققنا النظر بصورة عاجلة في تأريخ نضال هذه الأمم التواقة الي الحرية، و خاصة بلدان الشرقين الأدني و الأوسط، لوجدنا أن الصحافة أصبحت الأداة الثقافية و السياسية لكفاحها الوطني القومي و تعد مصر و لبنان مثالين حيين بهذا الخصوص. فأذا كان لدور الصحافة في التطور الاجتماعي و الحركة التحريرية للامم ذات الكيانات الجغرافية و السياسية، تأثير الي هذا الحد، فياتري أي دور يمكن أن تلعبه الصحافة لسلاح النضال بالنسبة لشعب مغتصب وطنه بشتي صنوف الغضب و الإحتلال، و المتخلف اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا و عضه الفقر بنابه؟! أقول في جواب ذلك: لقد ولدت الصحافة الكردية ولادة قومية. كيف؟ سوف أتحدث عن ذلك بقليل من العجلة و أمر عليه مرورا سريعا. إذا نظرنا الي تأريخ الشعب الكردي، و خاصة بعد معركة "ضالديران" و المعاهدات و المؤامرات التي تلقها، نجد أن الشعب الكردي قد أصبح قضية بين فكي كماشة صراع الدولتين الاستعماريتين العثمانية و الفارسية حكتيهما، أو بمعني آخر رأ دق، ظهرت بداية قضية الشعب الكردي كصاحب أرض قومية من أجل استقلقل كوردستان. و هنا أشير بذات الي سقوط أمارات بابان و سؤران و بؤتان كمثال، حيث تعقدت – نتيجة ذلك – المسيرة القومية و السياسية الكردية، و خاصة باتباع هاتين الدولتين سياسة عنصرية شوظينية. و من الواضح أن قضية استقلال كوردستان – بأي أسلوب من الأساليب – قد ويدت و خاصة أمارة بؤتان و كما يقول الدكتور "كاوس قفطان": وصل الأمر في عهد رئاسة بدرخان ثاشا الوطني و المقتدر الي حد تحقيق استقلال كوردستان، لكن هذه الأمارة قد أسقطت من جراء شن الحكومة العثمانية هجوما و حشيا عليها من جهة، و نتيجة الخيانة الداخلية من جهة أخري. و من الواضح أن الادراة الوطنية و القومية لأمارة بؤتان، و خاصة قائدها العظيم بدرخان ثاشا، بجانب الضرورة التأريخية، كانت مصدر الإلهام و الروح القومية الحضارية لأول صحيفة كردية، بل بمعني أدق، ولدت علي يد عائلة بدرخان ثاشا المناضلة – مقداد بط و أخيه عبدالرحمن بط – في الخارج بعيدة عن عاصمة الدولة المحتلة في مدينة القاهرة ذات النزعة التحررية، ولدت ولادة قومية. و علي ضوء حديثنا أعلاه، تكون باكورة الصحافة الكردية منذ البداية، إذن، سلاحا وطنيا أصيلا، فل تصبح أول أداة لأيقاد جذوة نار الثوعية القومية و سانعة النبراس السياسي للحركة التحررية الكردية. و لأجل التأكيد و المزيد من الأثبات، نتحدث في البداية عن صحيفة كوردستان ذاتها لمعرفة الكيفية التي أصبحت خلالها هذه الصحفية و قودا لسراج نضال كردستان التحرري: 1- إن اسمها "كردستان" يعني أن ثمة وطنا قوميا بإسم كردستان يسكنه الكرد، أي أنها تعطي معنيين هامين، أو نقول أن البيان يتوجه الي العدو و يبلغه: نحن أصحاب وطن قومي محتل مغتصب اسمه كردستان، و بالتزامن مع هذا يقول لجماهير شعب كردستان: كونوا واعين، نحن كردستانيون ننضال من أجل تحرير كردستان، لأن إثبات وجود الوطن القومي و اسمه الرسمي، يشكل أحد الشروط الهامة جدا لتحقيق حق تقريرا لمصير و انشاء دولة كردية. 2- صدورها باللغة الأصلية و العزيزة الكردية، يؤكد هويتها القومية و روحها، و كما يقول العالم الألماني المشهور "هانطر": "إن اللغة هي روح الأمة." 3- إن محتوي مواضيعها السياسية و القومية فيما يخص القضية الكردية و إرسال ألفي نسخة منها الي كردستان لتوزيعها مجانا، يشكل بحد ذاته نبراسا يضيئ دروب النضال، بل إنه إثارة للفكر و الوعي القوميين. 4- إن صحيفة تقاومها الدولة المحتلة فأقصي قدرتها، و الصحيفة تلجأ الي هذه الدولة أو تلك، لاشك أنها تخلق دورا و قوة خاصة حول مجهودها القومي و رسالتها. فالصحافة الكردية، إذن، بدأت منذ البداية، بداية قومية كأداة حضارية من أجل بعث الأمة المستعبدة، و كانت المسيرة كلما أصبحت عريضة و واسعة، كلما تجلت فيها الملامح القومية التحررية و خصائصها و محتواها. و سأسرد هنا فقط أمثلة لأسماء عدد من الصحف و المجلات التي صدرت في الربع الأول من هذا القرن سواء أكانت قد صدرت في خارج كردستان أو داخلها و التي تؤكد جميعها وجود الأرض و الوطن القوميين، و كان ذلك من أجل مزيد من تطور الوعي القومي و الحركة التحررية الكردية المعاصرة: صحيفة "كورد" استانبول 1907، "رؤذي كورد" استانبول 1913، صحيفة "كردستان" استانبول 1917، "رؤذي كردستان" السليمانية 1922، صحيفة "بانطي كوردستان" السليمانية 1922، صحيفة "بانطي حق" السليمانية 1923، صحيفة "ئوميدي استقلال" السليمانية 1923، "دياري كوردستان" بغداد 1925... الخ. إن الصحف و المجلات التي ذكرتها – حسب معلوماتي – كانت كلها من حيث المضمون، حاملة راية التقدم الاجتماعي و الثقافي و السعادي القومية و العدالة و تحرر كردستان. و بمعني آخر، فأن الصحافة الكردية كانت منذ البداية إنعكاسا حقيقيا للوضع المعقد و الصعب و المظالم التي لحقت بكردستان، و نستطيع أن نقول أن الضرورة التأريخية و المطاليب المشروعة للشعب الكردي كانت قد حددت النهج القومي و رسالته. لذا فأن دور الصحافة الكردية للتوعية القومية كان للاستزادة في السير بالحركة التحررية الكردية نحو التقدم مرحلة إثر مرحلة، كما أن قصر عمر تلك الصحف و المجلات في فترة 25عاما السابقة و تشردها و غربتها يشكلان نقطة حية لإثبات نهجها القومي. و في بداية تلك المدة، و مع إنتهاء الحرب العالمية الأولي، أعيد تقسيم كردستان مرة أخري، أي أن المسيرة قد أصيب بالمزيد من التعقيد و وأد الطامعون قضية الشعب الكردي العادلة، لذا فأن سيرة الصحافة الكردية، كانت تمثل في المراحل المتعاقبة المزيد من علائم مجمل القضايا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و القومية و المستوي التعليمي و الثقافي و ملامح و محتوي الحركة التحررية الكردية، و كانت الصحافة في النتيجة، الأداة الحضارية لنضال الشعب الكردي القومي و الاجتماعي، و خاصة في وقت لم يكن الشعب الكردي يملك كيانه السياسي المستقل الخاص به، أي، لم يكن يملك أية مؤسسة سياسية يستخدمها، بل، بالعكس فأن جميع طموحه و أهدافه و انتفاضاته و ثوراته قد جوبهت فأبشع أساليب البطش الإرهاب و سياسة الحديد و النار و أوحشها. غير أنه مع ذلك، فأن الصحافة الكردية قد جابهت هذه الظروف غير المألوفة الشاذة التي سادت كردستان. بعد هذه المقدمة العامة حول الأقطاب التي خلقت دور الصحافة الكردية في التوعية القومية و حركة الكرد التحررية، و لأجل المزيد من البراهين و الإثباتات، أتحدث عنها بإختصار: 1- بالرغم من أن كردستان قد قسمت وفق خطة للامبريالية العالمية الي خمسة أجزاة و خططت لها حدود مصطنعة قتالة، إلا أنه مع ذلك، فأن معظم الصحف و المجلات في كردستان، كانت تصدر باللغة الكردية، و أصبح هذا الأمر مظلة روحية و قومية عامة تخطت حدود الأعداء، و إذا كانت المسيرة اللغوية و الثقافية و الأدبية قد تقدمت الي الأمم، فأثارات المسألة القومية نبض القدر جوهريا و جذبت عواطف جماهير الشعب أكثر نحو العمل لإنتصار المطاليب المشروعة، حتي أن الصحف و المجلات التي لم تصدر باللغة الكردية، فأن طاحونتها كانت تدور بمياه التوجهات القومية. إذن، فأن صدور هذه الصحف و المجلات باللغة الكردية و في الوطن المغتصب، بصورة عامة، قد عمقت في حد ذاتها مسألة التوعية القومية. و كمثال علي أعرض هنا فقرتين "تخميسين" من قصيدة مكونة من 70بيتا للشاعر ملا حسن القاضي المعروف بـ"شاهؤ" نشرت في عام1927 بعد ثورة الشيخ "سعيد ثيران": هذا الصوت هؤ أنين الأكراد فيد الغير هذا الصوت هو صدي مناحة الأكراد بيده الغير هذه الحشرجة هي احتراق الأكراد بيد الغير هذه الدماء الزكية هي دماء الأكراد بيد الغير هذا الزئير كله هؤي زئير الأكراد علي أعواد الشانق
الأعداء من كل الأطراف يسارا و يمينا إنهم في كمين ليلا و نهارا للأمة الكردية و يدور في أفكارهم و احاسيسهم أن يقطعوا جذور الأكراد من أساسها حتي لايبقي أي كردي في أي قطر
2- إن جميع المجلات و الصحف الكردية، حتي تلك التي صدرت باللغات العربية و الفارسية و التركية، سواء كانت الكتابات شعرا أم مقالات، فجميعها كانت تتحدث عن جمال الطبيعة و الملامح القومية الكردستانية، بل أن هذه القصائد و الكتابات قد خلقت المزيد من القوة الروحية الأحاسيس القلبية، و أصبح حب كردسان و جمالها أكثر مدعاة الإلهام الروحي و النفسي ليستيقظ الشباب من نوم الغفلة و ينتفضوا من أجل تحرير وطنهم الجميل المحتل. إن هذه الحالة الرومانسية و التراجيدية تعمق روح المحبة و الوحدة الوطنية، و أن المنابع القومية المعنوية تقوي الحركة التحررية الكردية و تدفعها الي الأمام. 3- النوروز و مسألته: منذ أن ظهرت كلمة النوروز، فأنها أصبحت إصطلاحا روحيا و قوميا انحدرت الي أعماق الأنسان الكردي و أنها قد نقشت في وعي الانسان الكردي منذ عهد "أحمد خاني" العظيم الي اليوم و ثبتت فيه، و أن النوروز أصبح معادلة مع هذه المصطلحات: "كورد، كاوه، الظلم و الاستبداد الاجتماعيين، القومية، النار، الضحاك، طبقة العمال، الأسطورة، المطرقة، الشتاء، ربيع كردستان، السجن، النزهة الحقيقة، الأنتفاضة، الثورة، الورد و الروض، تل مامةياره، جمال الطبيعة، الثلج، صوت القبج، العيد القومي... الخ" و لأجل هذا النوروز الروحي و القومي، فأن الصحافة الكردية جميعها – كيفما يكن الأمر – نشرت المئات من القصائد و الكتابات انطلاقا من النضال القومي، و أن هذه القصائد و المقالات برمتها كانت تلهب أكثر و أكثر جذوة روح الوعي القومي و مسيرة الحركة التحررية الكردية. و بالتزامن مع ذلك، فأن ما نشرت من مقالات و قصائد و دراسات عن عيد النوروز، بحد ذاتها قد أغنت المسيرة الثقافية و الأدبية الكردية الأصيلة، أي أن الصحافة الكردية قد لعبت دورا هاما أيصا من هذا المدخل، الي الحد الذي يمكن أن تشكل بحوثا و دراسات راقية، و أذا علمنا أي دور قد لعبته هذه القصائد و الكتابات حول النوروز في التوعية القومية و الحركة التحررية الكردية، فإن هذه البحوث يمكن أن تكون مصادر و مراجع الي العديد من رسائل الماجستير و الدكتوراه. 4- إن التحدث عن القضية الكردية بصورة عامة و بنور معادتي "سيظر" و "لوزان" و قرارات عصية الأمم و بيان ويلسون في منظور المصالح العليا لكردستان يؤكد علائم حية و واضحة لدور الصحافة الكردية في التوعية القومية و الحركة التحررية الكردية، و كما قلنا، فأن تبرعهم و ولادة و تقدم الخطوة الأولي للصاحفة قد ظهر في أحشاء القضية الكردية الصعبة و كافحت من أجل معالجة تلك الأهداف، لذا فأن الصحافة الكردية قد نشرت بلوعة و اشتياق مقالات و مواضيع متنوعة الي حد بعيد مشا تلك الكتابات قد أوعت و أيقضت اكثر السياسيين و المثقفين و بصورة خاصة جماهير الشعب المظلومة، و شخصت سياسيا و بصراحة الداء و الدواء لتلك الجماهير، و أن تلك الكتابات و المقالات بقدر ما قوت و عززت آلية نهج الوعي القومي و الحركة التحررية الكردية، فأنها قد وسعت – بنفس القدر – التحقيقات المستقلة التأريخية – العلمية. 5- لسان الحال "الصحف المركزية": إن الصحف و المجلات التي كانت لسان الحال حكومة الشيخ العظيم "الشيخ محمود الحفيد" و جمهورية كردستان و الحركة السياسية التحررية لكردستان هي: "رؤذي كورد"، "بانكي كوردستان"، "بانطي حق"، "ئوميدي استقلال"، مجلة "هاواري نيشتمان"، مجلة "هاواري كورد"، مجلة "كوردستان"، "رزطاري"، "خةبات"، "خةباتي كوردستان"، "ئازادي"، "ئازاديي كوردستان" و... و كل الصحف انتشرت بنفس النهج و المحتوي، فأنها جميعا – بالإضافة الي اسمائها – نشرت فأسماء المؤسسات الرسمية و السياسية القومية و كان لها دور بارز جدا في تنشئة الوعي القومي و حركة الشعب الكردي التحررية في إطار مسيرة الصحافة الكردية، بل أنها تثبت اكثر، التأريخ النضالي القومي من أجل استقلال كردستان في المستقبل. 6- ان أهمية نشر المقالات التأريخية و الجغرافية و اللغوية تنعكس من أنها قد خلقت مدرسة ثقافية و قومية و ربت آلاف الأشخاص و خاصة في وطن محتل و مغتصب و محاصر من كل الاطراف و الجوانب، و علي هذا الأساس، فأن محتوي تلك المواضيع، و خاصة في فترة الخمسين عاما الاولي، حيث كان الوضع الثقافي و السياسي و الاجتماعي متخلفا و معقدا، أصبح دورها أكثر إصالة و اكثر قومية، أو بمعني أدق، كانت مصدر تبلور و خلق الحركة التحررية المعاصرة. 7- إن أبناء و نشر المواضيع التي كانت لها علاقة بالبلدان المستعمرة و الشعوب المناضلة، كانت ذات دور ثقافي و سياسي في عدة جوانب كالمعلومات و التشجيع و المقارنة و المساندة، و الاستفادة من مسيرتها و نهجها، من أجل تطور الوعي القومي و نتوير طريق سير الحركة التحررية الكردية نحو الأمام. 8-الصحافة الحزبية – السياسية – الاجتماعية: في النصف الثاني من هذا القرن الذي يشكل بداية النهج الجديد للحركة التحررية الكردية و اسلوبها، و نتيجة نشوء المنظمات السياسية المعاصرة(الأحزاب الثورية و المنظمات المهنية و الاجتماعية) فأن تغييرات هامة قد طرأت علي النهج النضالي و مستواه، و هناك كانت تلك الأحزاب و المنظمات بحاجة ماسة الي المزيد من المطبوعات و اصبحت تلك الصحف و المجلات(الصحف الثورية و الثقافية العامة السياسية) أيضا من عوامل ايقاد جذوة نار روح الوعي القومي و تقوية الحركة التحررية الكردية. و لاشك أن تلك المجموعة من الصحف و المجلات جزء حيا طويل الأمد لمسيرة الصحافة الكردية، أو بمعني آخر، كانت مسيرتها تتصف أكثر بالسمات القومية. 9- قصر عمفها و صدورها بصورة سرية، أو في الجبل، و هذا واضح علي ضوء الحقائق المذكورة سابقا و هي أن مجمل مسيرة الصحافة الكردية كانت قومية و ثورية، و أن أعداء كردستان المتعطشين للدماء كانوا يقومون بخنق الصوت الحقيقي لمطاليب كردستان المشروعة بشكل بعيد عن الشهامة و الرجولة، لذا كان عمر الصحف و المجلات قصيرا بصورة عامة و دفنت حية و وئدت، و تعرض أصحابها الي التعذيب و الملاحقة كما تعرضوا في كثير من الأحيايين الي القتل و الإغتيال. في هذه الحالات أجبروا علي اللجوء الي السرية، أو أن تصدر في الجبل، و رغم أن المواقف غير العادلة لحكام كردستان المحتلين كانت عنيفة، إلا أنه مع ذلك، فأن الصحفيين الكرد – إضافة الي الحركات السياسية(كيفما يكن الأمر) – قد استمروا في المسيرة المباركة، لذا فأن الصمود – بحد ذاته – قد خلق قوة روحية قومية و ثقافية، و أدي ذلك الي تعميق الإرادة القومية و الوطنية و قاد الي تقوية روح المقاومة للحركة التحررية الكردية و تعزيزها أيضا، أي أنه كان بالضد من إرادة كل الأعداء المحتلين و سادتهم. 10- دور الإذاعات السرية: رغم أن الإذاعة عامة، تشكل جزء كبيرا من باب الإعلام، إلا أنها كانت بصورة خاصة لها دورها اللائق و المتميز، بعكس الإذاعات الخاضعة لحكام كردستان المحتلين، أي أن دورها كان يتسم بأنها أدت الي تطور الشعور القومي الكردي و لغته و ذوقه، إلا أنهي في عهود العنف، عهود سياسة النار و الحديد علي وجه الخصوص، أو أيام ثورة أيلول، و بعد الثامن من شباط الأسود عام1962، ثورة "طولَان" 1976 الي أيام الإنتفاضة، فأن الإذاعات السرية التي كانت تدافع مباشرة عن الوجود القومي و تلهب حذوة نار النضال ضد الحكام الطفاة الدكتاريين، كانت كالصحف اليومية في الفترة القصيرة التي كانت تبث برامجها خلالها لجماهير شعبنا المظلوم، إضافة الي كونها وسيلة هامة لايصال ما تنشره المطبوعات السرية التي كانت تصدر في الجبل أو في الخارج، أي أن الإذاعات السرية أو التي كانت خارج الوطن، كانت تؤدي دورها بصورة ثنائية في التوعية القومية و الحركة التحررية الكردية، و ان الاستماع الي تلك الإذاعات و ما تقوم بها الحكومات المعادية لأماني الشعب الكردي للتشويش علي تلك الأذاعات، كان عاملا نفسيا و روحيا لأجل خلق المزيد من الاحساس فأن الاكراد شعب مضطهد و أنهم محرومون من كل الحقوق الإنسانية و الحضارية.
الخاتمة و النتيجة: ان النقاط الواردة في هذا البحث رغم أنها كانت بصورة موجزة و لم تكن مرفقة بالأمثلة الإثباتية، ألا أنها تثبت بصورة واضحة و تامة الدور الكريم و المشرف للصحافة الكردية بخصوص التنمية و التوعية القومية و حركة الكرد التحررية و مسيرتها النضالية الموغلة في التعقيد و تؤكدها. و سجلت أسماء عدد كبير من رجال عظام جاء الذهب في هذه المسيرة الجليلة و الصعبة، لذا فأننا نذكر اسماء الفحول من الرجال العظام الذين كانت أقلامهم قاطعة كالخنجر(الدبان)، و كانوا ثيشمةرطه الكلمة الكردية الأصلية العريقة و المسيرة القومية في الصحافة الكردية الذين ستخلد أسماؤهم تبقي حية و حية: "مقداد مدحت بط، عبدالرحمن بط بدرخان، الشيخ عبدالقادر الشيخ عبدالله الشمزيني، عبدالرزاق بط بدرخان، سمكو آغا الشكاك، عبدالكريم افندي السليماني، ثريا بط بدرخان، محمد مهري، شكري الفضلي، ممدوح بط سليم، كما فوزي، أمير اللواء مصطفي ثاشا ياملكي، الشيخ نوري الشيخ صالح، رفيق حلمي، احمد خواجه، صالح زكي صاحبقران، رشيد شوقي، ثيرةميَرد(الحاج توفيق)، حسين حزني الموكرياني، مصطفي شوقي،م ميروي اسد، قاضاغي مراد، جلادت عالي بدرخان، صالح قفطان، علاءالدين سجادي، طوران، جميل صائب، كامران بدرخان، الثيشةوا قاضي، هةذار الموكرياني، حسن القزلجي، كامران موكري، عزالدين فيضي، طيوي الموكرياني، الشيخ معروف البرزنجي، أنور المائي، حميد عثمان(كاكةي فلاح)، جبار الجباري، صديق بلوكيني، عبدالقادر البرزنجي". ان هؤلاء الخالدين قد أدوا أدوارهم المشرفة و تركوا الأمر لنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ألقي هذا البحث الموجز باللغة الكردية في سيمينار الصحافة الكردية يوم 1/5/1997 في أربيل.
#ممتاز_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|