المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اليوم 18 أبريل 2014 تحتضن مدينة شفشاون الدورة 29 للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث . لكن بإقصاء كوكبة واسعة من شعراء المغرب عن المشاركة في هذا العرس الشعري
بالمدينة الشاعرة الجميلة . هذا الإقصاء طبعا من طرف المنظمين الذين تعودوا أن يضعوا أنفسهم أوصياءا على الشعر ببلادنا .
يبدو من هذا السلوك الذي يعادي الشعر نفسه ويتناقض مع هذا الفن الوديع ليكون واقعه وواقع الثقافة جملة وتفصيلا شبيها بالواقع الفاسد الإجتماعي والسياسي والإقتصادي بوطننا المغرب.
فقد كان من الممكن أن يطلع المنظمون على البيبليوغرافيا التي تهتم بهذا الفن البسيط الممتنع لنشر إعلان دعوة لجميع الشعراء بالبلد والمهتمين بفن الشعر الحديث من أجل حضور هذا الربيع
الشعري حتى لا يكون هناك إقصاء . لأن الشعر للجميع فمعبد الشعر لا يمكن أن يكون إلا مفتوحا للصلاة حتى ولو كان الشعراء حفاة . لأن طبيعة الشعر هكذا ولا يمكن أن تكون في شكل آخر.
أما القراءات الشعرية فذلك يترك للجنة مختصة هي من تختار الأفضل وتحسم في هذه الأفضلية دون محسوبية ودون ا ستعمال الأساليب التي يزخر بها واقعنا الفاسد في كل المجالات
الأخرى . ودون أن يكون هناك أي احتساب لإنتماء سياسي أو حزبي أو جمعوي ليدخل على الخط لصالح هذه الجهة أو تلك . فمن حق كل شاعر أصيل أن يتعرف على جمهور الشعر ببلادنا كما
من حق هذا الجمهور أيضا أن يستمع لكل الأصوات الشعرية باختلاف نوعيتها فهو صاحب الفصل والقرار الأول والأخير . فنقاد الشعر ببلادنا على قلتهم ليسوا مستعدين للغوص في الوحل من أجل
اكتشاف ما يمكن أن يوجد بين ثنايا الواقع . فهم لا يبحثون إلا عن الجاهز وقرب المسافات والسائد الذي لا يكلف صداع الرأس . كما أن بعض العقليات المريضة تحسب نفسها شمسا
تدور في فلكها الكواكب وأنها المحور ونقطة الإرتكاز وسط دائرة الشعر والثقافة عموما . فلتعلم بأنها خاطئة . لأن دمقرطة الشأن الثقافي أمر ضروري سيتم عاجلا وليس آجلا .
مشكل المغاربة هو أن بعض الناشطين يتصرفون بطريقة بيروقراطية واحتكارية لإقصاء الآخرين . مما يجعل بعض المبدعين ينصرفون عن الفضاء الثقافي الملوث . حفاظا على كرامتهم وعزة نفوسهم
فيبقون بمنأى عن هذه الأنشطة التي ينظمونها بعض المشبوهين . وقد جاءت المنابر الإلكترونية بديلا عن هذه المعاناة التي يتهرب منها غالية المبدعين . فكم عندنا من أصوات شعرية
ضاعت بين متاهات الإهمال والإقصاء ولهذا تعودنا على وجود العقليات المريضة في كل صوب وحدب في كل قطاع إجتماعي أو إداري أو ثقافي أو حقوقي فلا نملك إلا الإنسحاب
والهروب من الإختناق والعفونة التي طالت كل شيء عندنا . فجاءت المنابر الإلكترونية ملاذا لنا . ودون أن نرغم على الإصطدام بأحد من هؤلاء وما أكثرهم بمجتمعنا المتخلف .
وتحضرني هنا مقولة للمفكر روجير غارودي حينما اعتنق الإسلام وجد نفسه غريبا وسط مجتمع غريب وبين علماء قال عنهم " إنهم أجهل من رجل الشارع " كما أنني بالمناسبة أيضا
أقول بهذا الخصوص " المثقف المغربي شبه أمي " .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات