محمد جلو
الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 15:35
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
أتذكر عام 1974، حين كنت 20 سنة، في العطلة الصيفية بين الثالث و الرابع طب
و ذهبت مع أصدقائي في الكلية، نجم الدين و صلاح إلى شاطئ عراة غير رسمي في فارناموندا Warnemunde في ألمانيا (FKK)
و طبعا، لم نتعرى
دهشنا في البداية.
و عيوننا العراقية المالحة كانت تتنقل من هنا إلى هناك.
بعد عشر دقائق، دهشنا مرة أخرى
لأن الأمر أصبح عاديا.
فإلتفتنا للتسامر بيننا.
و فتيات عاريات ألمانيات و سويديات و دانماركيات شديدات الجمال، يمشون حولنا.
و نحن غير آبهين.
ثم دهشنا مرة أخرى
حين لاحظنا أنفسنا، أننا توقفنا عن التحديق بأجساد الفتيات.
و بدأنا ننظر إلى وجه البنات عند التحدث معهن، أو مرورهن بجانبنا أو حتى عندما لعبنا كرة الطائرة، مع بعضهن.
و نهمل ملاحظة أجساد أي منهن.
صار محط فضولنا الأكبر، و تدقيقنا في البنت، هو وجهها.
فالوجه يعطيك أكبر كمية من المعلومات عن الشخص، و أساريره، و طبعه، ومزاجه، و إنفعالاته مع الكلام الذي تقوله.
ثم دهشنا مرة أخرى، عند عودتنا إلى المدينة بعد ساعات.
لأننا وجدنا أنفسنا نبحلق مرة أخرى، و كالسابق، بالبنات المرتديات لملابس محتشمة في الشارع و السوق.
و لكن، ليس بنفس العين المالحة السابقة، بل أهون بكثير.
و شعرنا أننا أصبحنا أكثر تقديرا و إحتراما للمرأة، عارية كانت أم مستورة.
و تهذبت عقولنا العراقية بعض الشيء.
وجدنا أن كلما سترت المرأة، زاد إهتمام الرجل الجنسي بها.
و هذا قد يفسر التفكير الجنسي الوسخ في عقول رجال بعض المجتمعات المتسترة نساؤه.
و التفكير الأكثر نبلا في عقول بعض المجتمعات الأقل تسترا.
وجدنا يومها أن العيب هو في عقولنا.
و ليس في النساء أو ما كشفوا أو ستروا.
فعقل الرجل، يُعَري المستورة، و يستر العارية.
#محمد_جلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟