|
من يقف وراء الارهاب الدولي
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 04:44
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
1- ظهور الارهاب .
قبل الدخول في دراسة موضوع العنف ( الارهاب ) من الضروري ان نطرح بعض الاسئلة المشروعة وهي : لماذا الارهاب؟ ومن المستفيد منه؟ ومن يقف وراءه ؟ وماهي اسبابه واشكاله ؟ ان الاجابة عن هذه الاسئلة بشكل موضوعي تشكل المفتاح الرئيسي والاساسي لفهــم هـذة الظاهرة الخطيرة ، وبدون ذلك يبقى الحديث عن الارهاب كلاما عاما وفارغا . ارتبط ظهور الارهاب بظهور المجتمع الطبقي ، أي عندما انقسم المجتمع الــى طبقتين رئيسيتين ، طبقة تملك السلطة وكل وسائل الانتاج ، وطبقة محرومة ومظطهدة ومستغلة ومجبرة على بيع قوة عملها من اجل العيش والبقاء. وقد ظهر الارهاب السياسي والاقتصادي والعسكري... بظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، وان الحروب غير العادلة نابعة من طبيعة المجتمع الطبقي ، أي من اساسه الاقتصادي ـ الاجتماعي المتمثل بالملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، اذ جاء في احصاء لليونسكو انه خلال 3400 عام من التاريخ المدون للمجتمع لم تعش البشرية الا 234 سنة بدون حروب !!. ظهر العنف في المجتمع العبودي والاقطاعي والراسمالي وأرتبط تطوره شكلا ومضمونا بتطور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، وبلغ الارهاب السياسي والاقتصادي والايدولوجي والاعلامي والعسكري... ذروته في النظام الرسمالي وخاصة في مرحلته المتقدمة ـالامبريالية العالمية، فالعالم يواجه اليوم ارهابا امبرياليا عالميا تقوده الامبريالية الاميركية وحلفاءها بهدف السيطرة على العالم وقيادته. ان الاستعمار بشكليه القديم ـ والجديد والحروب غير العادلة عبارة عن شكل من اشكال الارهاب الدولي المنظم ، وان الشركات الاحتكارية العالمية والمؤسسات المالية والاقتصادية والبنتاغون.. تشكل مجتمعة الأدوات الرئيسية لاقامة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد غير العادل من خلال استخدامها للأرهاب بكل اشكاله بهدف الاستحواذ على ثروات الشعوب ، ويضطلع النظام الامبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة بالدور الرئيسي في ممارسة الارهاب الدولي بكل اشكاله ، وبجريرة هذا النظام فقد العالم خلال القرن العشرين اكثر من 100مليون نسمة نتيجة للحروب غير العادلة التي كانت تحمل طابعا اقتصاديا وايديولوجيا وعسكريا، ومنها على سبيل المثال الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية والحرب العالمية الثالثة " الحرب الباردة " ، وفي بداية القرن 21 دخل العالم في حرب عالمية رابعة أي الحرب من اجل النفط الغاز ... ناهيك عن الحروب الاقليمية والنزاعات المحلية التي اشعلها هذا النظام المتوحش في اكثر من منطقة في العالم !! يؤكد كينس اول ايديولوجي لراسمال الدولة الاحتكاري ان >؟!. ويؤكد د. هيثم كيلاني ان (الارهاب الدولي يرتبط عامة ، بأزمة بنيوية في النظام العالمي وبشكل خاص في الغرب الذي يعاني خللا منهجيا اساسيا انعكس على النظام العالمي ، وشكل الاساس في خلق دائرة العنف التي ولدت الارهاب . وبذلك تقع المسؤولية في نشوء ظاهرة الارهاب الدولي وتطورها الى الشكل الذي بلغته الرأسمالية والامبريالية اللتين تتحكمان في النظام الدولي الراهن ) ويشير الباحث المغربي مطيع المختار الى ان >. صنّف مشروع عدم الانحياز اسباب الارهاب الدولي الى صنفين :
أ ـ اسباب ذات طابع سياسي ؛ وتشمل الاستعمار، والعنصرية، وابادة الجنس البشري، والعدوان، واستعمال القوة، واحتلال الاراضي، والتدخل في الشئون الداخلية، والرعب الجماعي، والفاشية ،وسياسة التوسع والهيمنة .
ب ـ اسباب ذات طابع اجتماعي واقتصادي ؛ وتشمل النظام الاقتصادي غير العادل ، الاستغلال الاجنبي للثروات الطبيعية ، التخريب المنهجي للثروات الوطنية ، الاستغلال والحيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، خرق حقوق الانسان ، الفقر والجوع والبؤس والاحباط . تهدف الامبريالية الاميركية وحلفاؤها من اشعال الحروب غير العادلة وممارسة الارهاب الدولي بكل اشكاله من اجل الحصول على الربح الاحتكاري ، بغض النظر عن اسلوب تحقيقه .. يشير كارل ماركس بهذا الخصوص الى ان << الرأسمال يخاف من غياب الربح او من الربح التافه جدا كما تخاف الطبيعة من الفراغ ، ولكن ما ان يتوفر ربح كاف حتى يصبح الرأسمال جريئا . فلو توفر الربح بحدود 10%فان الرأسمال يشتغل في أي مجال ، وعند توفره بحدود 30% ينشط الرأسمال ، و بحدود 50% تمتلكه جرأة مجنونة ، و بحدود 100% ينتهك ويدوس بالاقدام كل القوانين البشرية ، وعندما يتوفر بنسبة 300% لا تبقى جريمة يخاف من ارتكابها حتى لو قادته الى حبل المشنقة >>.
ان الاحتكارات المتعددة الجنسيات تحقق اليوم في بعض انشطتها وخاصة الخدمية ارباحا خيالية تفوق ما تصوراه ماركس وانجلس ... فهي اليوم تحصل على 1000% و2000% واحيانا تحقق اعلى من ذلك . وكانت الشركات المتعددة الجنسيات ولا تزال الادوات السياسية والاقتصادية والايدولوجية لتنفيذ مخطط قوى الثالوث العالمي ، وهي التي تقف وراء تصعيد الارهاب السياسي والاقتصادي والعسكري... واشعال الحروب غير العادلة والانقلابات العسكرية والاغتيالات وشراء ذمم كبار المسؤولين في الغرب الامبريالي وفي الدول النامية ...بهدف تحقيق اهدافها غير المشروعة . في عام 1940 ، اعلن اقتصادي امريكي اثناء اجتماع الكونجرس ان "الحرب هي فعلا المثل الاعلى الذي تطمح اليه منظومة الصناعة الميكانيكية . فالشعب الذي يخوض الحرب مستهلك مثالي ، انه يبدي اقبالا شديدا على الصلب والحديد والماكينات البالغة التنوع ويحطمها اربا في ارض الوغى وليست هناك اية مشاكل لوفرة في القدرات ، وليست هناك اية مشاكل للتسويق " . تشكل الحروب غير العادلة ومكافحة ما يسمى بالارهاب الدولي والدفاع عما يسمى بحقوق الانسان والديموقراطية والتحرير وتصدير <الثورات الديموقراطية >المتعددة الالوان خارج النظام الامبريالي العالمي عاملا معرقلا للتطور الاجتماعي ... للبلدان النامية والجزء الهام من المعسكر الاشتراكي وبسبب هذا النهج عير الشرعي والخطير تم تكريس التبعية والتخلف لهذة البلدان وتحويلها الى بلدان مصدرة لاهم الموارد الطبيعية ( نفط غاز... ) وسوقا لتصريف <فائض >الانتاج الرأسمالي ، مما ادى كل ذلك الى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذه البلدان وتحولت بعضها الى شبه محميات فاقدة لسيادتها واستقلالها الوطني ، وبنفس الوقت تقوم الاحتكارات العالمية بنهب ثروات الشعوب تحت اساليب متعدده بهدف تصريف الازمة العامة والشاملة التي تعصف بالنظام الامبريالي العالمي وخاصة بالامبريالية الامريكية ، وبدون هذا الاسلوب الاجرامي يصبح مصير هذا النظام المتوحش وغير العادل الانهيار الحتمي ، لانه نظام طفيلي يعيش ويتطور على حساب نهب ثروات الشعوب . " تمثل الدول النامية اكثر من ¾ سكان العالم ولا تستفيد الا من 6,5% من الدخل العالمي . ( فالعالم الثالث ) يتوفر على 80% من الموارد الاولية الموجودة في العالم ، غير ان حصته في الانتاج الصناعي العام اقل من 7% كما ان عدد سكان الولايات المتحدة يتراوح ما بين5ـ 6 % من عدد سكان العالم ، لكن الشعب الامريكي يستهلك 55% من الثروات الطبيعية في العالم ، وان طفلا واحدا بامريكا يستهلك من الموارد الطبيعية اكثر مما يستهلكه طفل واحد في( العالم الثالث ) بنحو 500 مرة " . ان مصير النظام الامبريالي العالمي وخاصة النظام الاميركي هو في يد الشعوب العربية وحكامها ، فعلى سبيل المثال ـ لو مارست الشعوب العربية والحكام العرب حقوقهم المشروعة والسلمية والمتمثلة باستخدام الضغوطات السياسية والاقتصادية ومنها : قطع امدادات النفط العربي لامريكا وحلفائها ، وسحب الودائع المالية من الغرب الامبريالي ، وعدم شراء الاسلحة منهم ، ومقاطعة استيراد السلع الغذائية والكمالية والمعمرة وغير ذلك ، فأن النظام الامبريالي العالمي وخاصة النظام الاميركي لا يستطيع الصمود الا بحدود سنة او سنتين في احسن الاحوال ، وبهذا سيكون مصيره الانهيار ... ولكن .....؟!. وقعت البلدان النامية ورابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا )وغيرها من الدول فريسة ضعيفة تحت هيمنة وسيطرة الاحتكارات العالمية سواء بشكل مباشر او غبر مباشر ، كما زج بهذه البلدان في عملية سباق التسلح ، فعلى سبيل المثال انفق نظام صدام حسين خلال عقود السبعينات ـ الثمانينات من القرن الماضي مبلغا فلكيا على السلاح بلغ 253 مليار دولار !!، وأوقعت هذه البلدان في فخ ما يسمى اليوم بالارهاب الدولي ، وقد اثر هذا وغيره سلبا في النمو الاقتصادي لهذه البلدان ، وبنفس الوقت شكل عاملا ايجابيا في النمو الاقتصادي في الغرب الامبريالي ، بدليل ان نصف النفقات المالية التي صرفتها البلدان النامية خلال الفترة 1970 ـ 1981 للاغراض الحربية كان يكفي لزيادة الناتج المحلي الاجمالي سنويا ما بين 6,3 ـ 6,5بالمائه في المتوسط مقابل 5,5 بالمائه مما تحقق فعلا خلال الفترة نفسها . كان هناك في عام 1980 عسكري واحد في البلدان النامية بين كل 225,5 فرد من السكان ، في حين كان هناك طبيب واحد لكل 2310شخص، وهناك سرير واحد بالمستشفيات لكل 580 شخص، وكانت هذه النسب في البلدان الراسمالية الصناعية المتطورة كما يلي جندي واحد مقابل 111شخص ، وطبيب واحد لكل 416 شخصا ، وسرير واحد في المستشفى لكل 100شخص ، في حين ان نفقات الدولة على العسكري الواحد في البلدان النامية يبلغ 7737 دولار في المتوسط ، وعلى التعليم والرعاية الصحية بالنسبة للفرد الواحد هي 43 دولار في السنة فقط !! مقابل ذلك يوجد اكثر من نصف مليار شخص يعانون الجوع الحقيقي ، و800 مليون شخص اميون ، و1500 مليون شخص لا يحصلون على الخدمات ، و250 مليون طفل لا يترددون على المدارس ، وهذه المؤشرات مازالت في تزايد مستمر حتى اليوم ؟. تفيد تقديرات الباحثة الاميركية روت . ل . سيفارد الى ان " ثلث الاموال المنفقة على الاغراض العسكرية في البلدان النامية يكفي لحل مشاكل اجتماعية حادة في المستقبل القريب مثل معونة الجائعين ( 4 مليارات دولار سنويا ) ، ومعونة الحوامل والمرضعات بهدف تحسين تغذيتهن ( مليار دولار فقط ) ، وتطعيم الاطفال ضد الامراض الوبائية ( مليار دولار ) ، وبناء المدارس ومحو امية الكبار ( 5 مليارات دولار )، وتشغيل الشباب ( 5 مليارات دولار ) وامداد السكان بالمياه النقية الصالحة للشرب تجنبا للاوبة والامراض المعدية ( 7 مليارات دولار ) ..."! . وتفيد معطيات الخبراء الاميركان الى ان النفقات العسكرية المباشرة في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945 ) ، بلغت في فرنسا 15مليار دولار ، وفي اليابان 56 مليار دولار ، وفي ايطاليا 94 مليار دولار ، وفي انجلترا 120 مليار دولار، وفي المانيا 272 مليار دولار ، وفي الولايات المتحدة الامريكية 325 مليار دولار ، اما نفقات الحرب العالمية الثالثة او ما يسمى الحرب الباردة ، فقد تراوحت ما بين 13 ـ 15 ترليون دولار ، وبلغت النفقات العسكرية الامريكية في حربها غير العدلة ضد الشعبين الافغاني والعراقي حتى اذار عام 2005، (300 ) مليار دولار ، ولايزال الانفاق العسكري مستمرا ويتم ذلك تحت غطاء " تحرير " الشعبين الافغاني والعراقي و " مكافحة الارهاب الدولي " ، و" تصفية اسلحة الدمار الشامل " ، وخلق النموذج " الديموقراطي " للشعبين الافغاني والعراقي وغيرها من الشعوب ، فاين " حقوق الانسان والديموقراطية ...." التي تدعيها اميركا ؟! . 2 ـ أميركا والارهاب الدولي : ادلة وبراهين . عانت شعوب العالم عامة وشعوب البلدان النامية خاصة ولا تزال تعاني من الحروب غير العادلة وممارسة الارهاب السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والايديولوجي والنفسي من جانب النظام الامبريالي العالمي بقيادة الامبريالية الاميركية ، ولعبت اميركا دورا رئيسيا وكبيرا في تصعيد الارهاب الدولي بكل اشكاله من خلال استخدامها لأدواتها المالية والاقتصادية والمخابراتية والعسكرية ، وما التدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة والانقلابات الحكومية والتصفيات الجسدية لخصومها السياسيين ، الا نهج ثابت لأميركا ونابع من طبيعةالنظام الامبريالي العالمي ، وتستخدم اميركا وحفائها اليوم " مودة " جديدة لها اول وليس لها آخر الا وهي"مكافحة الارهاب الدولي" كما تستخدم اسلوبا جديدا بشكل علني وهو اسلوب تصدير " الثورات الديموقراطية " بثمن بخس جدا بهدف التخلص من خصومها السياسيين وتنصيب " حلفائها " و" اصدقائها " في الحكم واحيانا التخلص من "حلفائها" كما حدث في جمهوريات جورجيا واكراينا وقرغيزيا ...، مستغلة الوضع الدولي الراهن وغير الطبيعي لصالحها من اجل تحقيق اطماعها العدوانية التوسعية بهدف السيطرة على العالم وقيادته . ان هذا النهج اللاشرعي واللاديموقراطي لا يمكن ان يستمر طويلا لانه وضع شعوب العالم اجمع في مأزق سياسي اقتصادي ـ اجتماعي وعسكري حقيقي ويمكن ان تكون عواقبه وخيمة على كافة شعوب العالم ، التي لا يمكن لها ان تنعم بالاستقرار في ظل هيمنة القطب الواحد المتوحش ، ولا يمكن ان يتحقق الاستقرار على الصعيد العالمي الا في ظل ظهور قطب جديد، الا وهو القطب الاشتراكي العالمي . يكمن اساس السياسة الاستفزازية العدوانية لأميركا في " مذهب الكونية الجديدة " وجوهره هو " الاستهتار الكامل بقواعد العلاقات الدولية المعترف بها من الجميع ، وهو التطاول على سيادة الدول والمحاولة العقيمة نفسها لحرمان الشعوب من الحق في بناء حياتها وفق ارادتها " كما ينص " مذهب الكونية الجديدة " على استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية وصولا الى التدخل المسلح المباشر في مختلف مناطق العالم التي اعلنتها مجالا " لمصالحها الحيوية " وتنشيط العمليات التخريبية ضد الحكومات الشرعية التي لا تلائم واشنطن ، وتقديم المساعدة بما فيها المساعدة العسكرية الى مختلف الانظمة الرجعية والزمر التخريبية . وكما يلاحظ " ان العنف ظاهرة متأصلة في الشعب الاميركي كما يتضح من عدة احداث واعمال سياسية ووثائق تروي تطورات وقائع وخفايا السياسة الاميركية ".وكما يشير المؤرخ البريطاني ارنولد ثوينبي ان " الشعب الاميركي يكاد يكون الشعب الوحيد الذي قفز من مرحلة التخلف الى مرحلة الانحطاط دون ان يمر بمرحلة الحضارة " و " تعبير الانحطاط هنا يدل على انحطاط الاخلاق واتسام المجتمع بالنزاعات الفردية الانعزالية وشيوع اعمال العنف وسلوكيات الانحراف وفقدان التوازن الاجتماعي " وان " المغامرة والانعزال تميزان المجتمع الاميركي حتى القرن الحالي " وكما يقول جورج شولتز وزير خارجية الولايات المتحدة " ان ما تعلمنا من الارهاب قبل كل شيء ، هو انه عنف غير عشوائي ، وانه موجه وله هدف " . كانت الامبريالية الاميركية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مبادرة الى اغلبية النزاعات العسكرية او مساهمة فيها، وهي نزاعات اودت بحياة اكثر من 10 ملايين انسان خلال الفترة من عام 1946 وحتى 1982، فعلى سبيل المثال استخدمت اميركا قواتها المسلحة اكثر من 250 مرة وفق شهادة ووتكينس رئيس اركان القوات البحرية للولايات المتحدة ، وبناء على المعطيات الأميركية ، وضعت 19 مرة في جدول الاعمال في واشنطن مسالة استخدام الاسلحة النووية، بينها اربع حالات كان التهديد فيها موجها الى الاتحاد السوفييتي مباشرة . وخلال الفترة 1946 ـ 1991 استخدمت الامبريالية الاميركية الارهاب السياسي والاقتصادي الذي تمثل في استخدام المديونية الخارجية وسلاح الغذاء وتجميد الارصدة المالية والتدخل في الشئون الداخلية للدول المستقلة من قبل صندوق النقد والبنك الدوليين ، ومنظمة التجارة العالمية والحصار الاقتصادي ضد كوبا والعراق وكوريا الشمالية مثال على ذلك ، ويتم استخدام ذلك وغيره ضد الانظمة الوطنية والتقدمية الرافضة لنهج اميركا اللامشروع ويتم استخدام اسلوب الارهاب السياسي والاقتصادي والعسكري ... تحت غطاء ما يسمى بالخطر الشيوعي و" خطر موسكو " و" خطر التفوق العسكري السوفييتي " كما استخدمت اميركا بعض البلدان المتخلفة في اسيا وافريقيا واميركا الاتينية في بناء قواعد عسكرية لها ضد الاتحاد السوفييتي ، اما البلدان الغنية بالطاقة ( نفط غاز .. ) فهي واقعة من حيث المبدأ تحت الوصاية والحماية الامبرياليتين . كان مبدأ " مقاومة الشيوعية " ولايزال يعد من الاساليب اللاديموقراطية واللاشرعية الذي استخدمتها اميركا ولا تزال من اجل فرض سيطرتها الفعلية على مصادر الطاقة والاسواق ، والعمل لبناء قواعد عسكرية لها تحت حجة " خطر الشيوعية " ، اما اليوم فهي تسلك نفس الاسلوب ولكن بحجة " مكافحة الارهاب الدولي " و " حقوق الانسان والديموقراطية ..." !! وتوجه اميركا ( تهمة الشيوعية للحكومات او القادة السياسيين المعارضين لأميركا ، فالحكومات الوطنية في نظر الولايات المتحدة بيادق للشيوعية ، والمناضلون التقدميون جواسيس لدول شيوعية ، وحتى الحركات الدينية الاصلاحية المناضلة تعتبر منظمات في خدمة الشيوعية ... فضلا عن ان الشيوعية في نظر الحكومات الاميركية تعني العمالة المباشرة للاتحاد السوفييتي ). اكد والت روستو كمنظر للسياسة الأرهابية الأميركية ان " الشيوعية شيطان كبير ، يترصد الامم المتخلفة التي تمر بفترة صعبة اطلق عليها " فترة تحديث او عصرنة المجتمع " فالشيوعيون في نظره " ذباب او حشرات هذا التحديث وهذه العصرنة " و " الولايات المتحدة كمسؤولة عن العالم الحر ، مضطرة لتعبئة ليس طاقاتها ومواردها الخاصة فحسب ، بل وكل طاقات وموارد العالم الحر بهدف محاربة هذا الطاعون العالمي المتمثل " بالشيوعية " ولذلك فعلى الولايات المتحدة القيام بهذه المهمة " من اجل المحافظة على نمط عيشها وعلى وجودها ، فأي بلد في العالم الثالث يقوم بثورة ناجحة ستشكل ثورته خطرا على أمن الولايات المتحدة الأميركية " ؟!، ومع ذلك يدعون انهم ديموقراطيون !!. استخدمت " الديموقراطيات الكبرى " في حروبها غير العادلة اسلحة محرمة دوليا منها قنابل النابالم في الحرب الكورية ، والسلاح الكيمياوي ... في حربها مع الشعب الفيتنامي ، وسلاح اليورانيوم المنضب والكيمياوي والقنابل العنقودية ... ضد الشعب العراقي ، ولا تزال آثار هذه الاسلحة المحرمة دوليا ظاهرة للعيان في الارض والمياه والتربة والاطفال والشيوخ والنساء...من هذه البلدان ، وبسبب هذه الاسلحة الفتاكة تزايد معدل الوفيات والولادات المشوهة وظهور المعوقين وخاصة من الشباب ، فالتربة والمياه والهواء والغذاء ... ملوثة جميعا ، ومن حق الحكومات واحزابها وشعوبها رفع دعوة الى الجهات الدولية وخاصة مجلس الامن ومنظمة الامم المتحدة على اميركا و بريطانيا. والتحقيق بهذه الجرائم الدولية المخالفة للقانون الدولي . ومع ذلك يدعون انهم دعاة " حقوق الانسان ... "؟!. سنأتي على ذكر بعض العمليات الارهابية التي قامت بها الولايات المتحدة خلال الفترة 1945 ـ 2003 بمشاركة وكالة المخابرات المركزية الاميركية والبنتاغون او تحت اشرافهما المباشر : أولا : ـ التدخل في الصين الشعبية لمنع انتصار الثورة الشعبية في اعوام 1945 ـ 1949 ، وشارك في هذا التدخل 113 الف عسكري و600 طائرة حربية و150 سفينة حربية ، كما تدخلت في كوريا الشمالية بمشاركة 350 الف عسكري و1000دبابة و1600 طائرة و300 سفينة حربية في اعوام 1950 ـ 1955، والعدوان السافر على فييتنام على امتداد الفترة 1963 ـ 1974 بهدف وأد النضال الوطني التحرري للشعب الفييتنامي ، وذهب ضحية ذلك 4 ملايين شخص ، وهناك تقرير اخر يؤكد وقوع ما يزيد على ثمانية ملايين قتيل ، والعدوان ضد لاوس في اعوام 1964 ـ 1973 بقوة 500 الف عسكري و1500 طائرة و40 سفينة حربية ، والتدخل المسلح في جمهورية الدومنيكان لقمع الديموقراطية في عام 1965 بمشاركة 40 الف عسكري و275 طائرة و50 سفينة حربية ، ومحاولة قمع النضال التحرري للشعب الكمبوتشي اعوام 1970 ـ 1975 بمشاركة 70 الف جندي وضابط و500 طائرة و40 سفينة حربية . ثانيا : ـ في عام 1954 ، وبدعم من الطيران الاميركي ، قامت قوات من المتمردين الذين دربتهم وكالة المخابرات المركزية الاميركية بغزو غواتيمالا والاطاحة بحكومة اربينس الديموقراطية ، وفي عام 1958 قامت وحدات المشاة البحرية والقوات البرية التي كان عددها 14000 عسكري يدعمها الاسطول السادس الاميركي بأنزال عسكري في لبنان وقدمت المساعدة الى الحكومة الرجعية في صراعها مع الشعب اللبناني وقواه السياسية الوطنية ، وفي عام 1961 محاولة غزو كوبا الاشتراكية بهدف الاطاحة بحكومتها الثورية ، وخلال اعوام 1965 ـ 1972 قامت الامبريالية الاميركية بعدوانها الدامي على شعوب الهند الصينية ولا يزال اثار هذا العدوان الوحشي باقية لغاية اليوم ، وقد ساهمت في هذا العدوان غير الشرعي قوات قرابة 600 الف عسكري مدعومين بالسلاح الجوي والسفن الحربية . ثالثا : ـ عام 1983 ، التدخل المسلح ضد غرينادا ، ويعد هذا التدخل من اعمال القرصنة الدولية والارهاب الرسمي ، ان الهدف الرئيسي من ذلك هو الاطاحة بالحكومة الشرعية وتنصيب نظام موال لواشنطن ، وتحويل هذه الدولة الى قاعدة عسكرية لاميركا ، وخلال الاعوام 1984 ـ 1986 ، تم تدخل اميركا وبشكل فظ في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ، اذ أقدمت اميركا على تنظيم مذبحة بشعة في السلفادور ، ومولت اعداء الشعب النيكاراغوي بالسلاح والمال ، ويعد هذا من حيث الجوهر حربا مكشوفة وعلنية ضد نيكاراغوا ، وتنظيم الاعمال التخريبية ضد الشعب الغواتيمالي وقواه الوطنية ، والحرب غير المعلنة ضد انغولا والهجوم اللصوصي على الشعب الليبي عام 1986 ، وغزو جمهورية بنما عام 1989 . رابعا : ـ تعتبر" وكالة المخابرات المركزية الاميركية" من الناحية العملية اليد السرية للسياسة الخارجية الاميركية ، فهي لا تكتفي في نشاطها التقليدي لرصد المعلومات والتجسس ، بل قامت بمؤامرات عديدة واسقطت حكومات وساعدت على تنصيب حكومات موالية لاميركا ،كما واقدمت على اغتيال الشخصيات الوطنية والثورية في بلدان اسيا وافريقيا وامريكا الاتينية ، فعلى سبيل المثال تمت عام 1953 الاطاحة بحكومة مصدق في ايران ، وفي عام 1961 تم اغتيال رئيس وزراء سريلانكا ، وفي عام 1962 تم اغتيال باتريس لومومبا رئيس وزراء جمهورية الكونغو ، وفي عام 1973 تمت الاطاحة بحكومة الوحدة الوطنية الشعبية في تشيلي ، وفي عام 1975 تم اغتيال اول رئيس لجمهورية بنغلاديش الشعبية الشيخ مجيب الرحمن ، وفي عام 1977 تم اغتيال رئيس جمهورية الكونغو الشعبية نغوابي ، وفي عام 1981 تم اغتيال رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي ، كما قامت وكالة المخابرات المركزية الاميركية باكثر من 600 محاولة اغتيال للرئيس الكوبي فيديل كاسترو وجميع هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع ، ولا يزال هذا النشاط الارهابي مستمرا لغاية اليوم ضدالانظمة والشخصيات الوطنية والتقدمية المناهظة لسياسة اميركا العدوانية ، ومع ذلك تعلن اميركا انها تهدف الى بناء المجتمع الدولي " الديموقراطي العادل " واقامة " دولة القانون " ؟! . خامسا : ـ تعد الحرب العراقية ـ الايرانية ( 1980 ـ 1988 ) اطول حرب حدثت في القرن العشرين ، اذ تدخلت اميركا فيها وبشكل فظ ، فاقدمت على خرق الحظر الذي فرضته نفسها على تقديم الاسلحة والمعلومات الى العراق وايران في آن واحد ، وبهذا السلوك الاشرعي صبت اميركا الزيت على النار ـ كما يقال ـ وبلغت الخسائر البشرية للطرفين 3,200,000 شخص بين قتيل وجريح ومشوه ، كانت حربا لا معنى لها ، والمستفيد الاول منها هو اميركا والكيان الاسرائيلي بالدرجة الاولى ،وفي حرب الخليج الثانية عام 1991 التي لعبت فيها اميركا وحلفاءها دورا كبيرا تم تدمير القاعدة الصناعية والعسكرية .. للشعب العراقي ، ناهيك عن الخسائر العسكرية في الافراد والمعدت .. كانت حربا الخليج الاولى والثانية فخا منصوبا لرأس النظام الحاكم في بغداد ،والذي اقدم بشكل طوعي على الوقوع فيه، وكان الهدف الرئيسي من هاتين الحربين غير العادلتين اضعاف وتخريب القدرة العسكرية والاقتصادية للبلدين ، ودخول اميركا للمنطقة واحتلالها وفق الشرعية الدولية ؟!، اما الحرب الثالثة التي فرضتها الامبريالية الاميركية وحلفاءها على الشعب العراقي والتي تمثلت بفرض الحصار الاقتصادي الذي لم يشهد له مثيلا أي شعب من شعوب العالم خلال القرن العشرين ، فقد دامت من عام 1992 حتى سقوط النظام الحاكم في بغداد ، وبلغت الخسائر البشرية للشعب العراقي 1,5 مليون شخص وكانت حصة الاسد من هذه الخسائر البشرية من نصيب الاطفال والشيوخ والنساء ، اما الحرب الرابعة والتي بدأت في اذار عام 2003 ولازالت مستمرة لغاية اليوم بقيادة التحالف الانجلو ـ اميركي بهدف " تحرير " الشعب العراقي وبناء " الديموقراطية " في العراق و " مكافحة الارهاب الدولي " فقد أنتهت بسقوط نظام صدام حسين وبلغت الخسائر البشرية أكثر من 100 الف قتيل بين طفل وامرأة وعسكري ، ناهيك عن الخسائر العسكرية لاميركا التي وصلت حتى أيار عام 2005 الى 14288 بين قتيل وجريح الا ان واقع الحال هو أكثر من ذلك بكثير . هذه الحروب الاربعة غير العادلة يتحمل مسؤوليتها صدام حسين وفريقه وكذلك قوى اقليمية ودولية ، وبسبب هذه المغامرة الطائشة ، تكبد شعبنا العراقي خسائر بشرية ومادية كبيرة ، اذ بلغت الخسائر البشرية لهذه الحروب اكثر من 2مليون قتيل وما يربو على 1,5 مليون شخص بين جريح ومعوق، كما هاجر من العراق ما بين 4ـ5 ملايين عراقي لاسباب سياسية واقتصادية ، اما الخسائر المادية لهذه الحروب فتجاوزت التريليون دولار ؟!. اسوء ما افرزته هذه المغامرات العدوانية ، هو ان العراق وقع ارضا وشعبا تحت هيمنة الاحتلال الانجلو ـ اميركي ، وفقد العراق سيادته واستقلاله الوطني في واقع الامر ، ودخل الشعب العراقي في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار ، واصبح خطر تقسيم العراق ، والحرب الاهلية قائما ، وهذا ما كانت تصبو اليه اسرائيل وحلفاءها ؟!. هنا نطرح الاسئلة الاتية : لمصلحة من تم كل ذلك ؟ ومن المستفيد الأول من هذه المغامرة الأميركية ؟وهل تم كل ذلك نتيجة الخطأ في التقديرات والحسابات أم ...؟ المستقبل القريب سيعطينا الجواب عن هذه الاسئلة وغيرها لمعرفة الحقيقة حتى لو كانت هذه الحقيقة مرة .
3 ـ محنة الشعب العراقي اليوم . نعتقد ، قبل الدخول في موضوع " تحرير " الشعب العراقي ، لابد من التطرق الى مصطلح " الارهاب الدولي " هو مصطلح ابتدعته وروجت اليه وسائل الاعلام الغربية وخاصة الاميركية تحت اشراف ( وكالة المخابرات المركزية الاميركية ) من اجل الحط من قيمة وشرعية النضال المشروع الذي تخوضه شعوب البلدان النامية وحركة التحرر الوطني في بلدان اسيا وافريقيا واميركا الاتينية ، بهدف نيل استقلالها وتحررها الاقتصادي . منذ انقلاب شباط الدموي عام 1963 ولغاية اليوم عانى شعبنا العراقي وقواه السياسية ولا تزال تعاني من اشتداد العنف والاحتراب السياسي ، وكان جوهر هذا الاحتراب يحمل طابعا ايديولوجيا بالدرجة الاولى ، وكانت الامبريالية الاميركية وحلفاءها يقفون وراء التصعيد المستمر لهذا العنف الدموي ، بدليل زج الشعب العراقي وقواه السياسية بكل تياراتها السياسية في صراع دام وعنيف وتمثل هذا الصراع بين التيار القومي العربي ( حزب البعث العراقي ) وبين التيار اليساري ( الحزب الشيوعي العراقي ) ، بين التيار القومي العربي والتيار القومي الكردي ( الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني ) ، بين التيار القومي العربي والتيار الديني ( حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ... ) ، وبين التيار القومي العربي وبين نفسه ( مع الحركات القومية الناصرية ... ومع جناح حزب البعث الموالي لسوريا ) ، بين التيار القومي الكردي والتيار اليساري ، وبين التيار القومي الكردي وبين نفسه ( الاحتراب بين الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني ) ، وتم هذا الصراع السياسي والايديولوجي بين هذه التيارات السياسية الرئيسية عبر مراحل سياسية واقتصادية ـ اجتماعية مختلفة ، وذهب ضحية هذا الصراع والاحتراب العنيف مئات الالاف ، بل الملايين من خيرة ابناء الشعب العراقي ، وخلال فترة اعوام 1963، 1968، 2003 ، استخدمت قيادة حزب البعث العراقي كل الاساليب من اجل الوصول للسلطة والعمل الدؤوب على اضعاف وتصفية خصومها من الاحزاب السياسية من كل الاتجاهات الفكرية المختلفة ، وكانت المهمة الرئيسية لجهاز " حنين " في حزب البعث العراقي هو القيام بالاغتيالات السياسية للخصوم الايديولوجيين وغيرهم ، كما استخدمت قيادة حزب البعث العراقي الدولة كأداة قمع بوليسية ضد خصومها السياسين ، فأسلوب الاغتيالات السياسية والاعتقالات اللاقانونية للسياسين وفبركة التهم ضد خصومها من السياسيين اما بهدف الاسقاط السياسي او الاعدام ، والمقابر الجماعية والاعدامات اللاقانونية للسياسيين وغيرهم ، و أصبحت هذه الممارسات اللاانسانية واللاقانونية سمة من السمات الرئيسية للنظام الحاكم في بغداد خلال اكثر من 30 عاما . ومنذ سقوط نظام صدام حسين ولغاية اليوم ،في ظل هيمنة قوات الاحتلال الانجلو ـ اميركي للعراق وما اعلنته القيادة الاميركية من انها جاءت " لتحرير " الشعب العراقي وبناء " الديموقراطية " له ، وخلال اكثر من عامين من الاحتلال لم يحصل الشعب العراقي على ما كان يطمح اليه فعلا ، بل دخل وقواه السياسية حلبة العنف من جديد ، وغرق في دوامة من الفوضى والارباك وعدم الاستقرار ، وتعمقت الأزمة الاقتصادية ـ الاجتماعية في البلد ،كما يمكن القول ان جميع الحكومات العراقية التي جاءت بعد سقوط نظام صدام حسين لم تهتم الا بمصالحها الذاتية وممارسة انشطة غير قانونية من قبل البعض بهدف الاثراء المادي غير المشروع ، ناهيك عن ان اغلبية اعضاء الحكومة العراقية لا يتمتعون بالكفاءة والاخلاص والنزاهة والمسؤولية . نحن نعتقد بأن اسلوبين من الارهاب السياسي المنظم يواجهان شعبنا العراقي وقواه السياسية وهما : ـ الاسلوب الاول : ـ يتمثل هذا بالاغتيالات السياسية ، وهو يعكس قمة الارهاب السياسي في البلاد ، ويحمل طابعا سياسيا وايديولوجيا في آن واحد . الاسلوب الثاني : ـ يتمثل في استخدام السيارات المفخخة التي يتم تفجيرها عن بعد من قبل افراد او جهات معينة ، وكذلك استخدام السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون. 4ـ من هي القوى التي تقف وراء تصعيد الارهاب في العراق ؟! ان جميع المؤسسات التنفيذية التي اوجدتها قوات الاحتلال الاجنبي المتمثلة في ( مجلس الحكم ) وحكومة اياد علاوي وحكومة ابراهيم الجعفري ، قد فشلت في تحقيق المهمة رقم واحد، الا وهي الامن والاستقرار للمواطنين ، وكما فشلت ايضا في ايجاد حلول جذرية وملموسة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تمس وبشكل مباشر حياة المواطنين البسطاء والفقراء المعدمين ، كما يلاحظ ايضا ان جميع الحكومات العراقية ليس لديها لغاية اليوم برنامج اقتصادي ـ اجتماعي معلن من اجل العمل لاعادة بناء الاقتصاد الوطني المخرب والمنهار بسبب الحروب غير العادلة وبسبب تواجد قوات الاحتلال الاجنبي ، اما السلطة التشريعية ، فهي مهتمة الان بالدرجة الاولى بتحديد المرتبات والامتيازات المادية الاخرى ومنها السكن والتقاعد والحماية والمستشارين .. ناهيك عن اشتداد الخلافات والصراعات بين القوى السياسية المكونة لهذه السلطة . و يلاحظ ايضا انه كان لدى الادارة الاميركية برنامج معد ومحدد مسبقا ولفترة طويلة على ما يبدو ، فعلى سبيل المثال قامت الادارة الاميركية بتشكيل " مجلس الحكم " بتاريخ محدد وتم الغاءه بتاريخ محدد ، كما اقدمت القيادة الاميركية على تشكيل الحكومات العراقية واجراء الانتخابات " الديموقراطية " للسلطة التشريعية وفق جداول زمنية محددة ، وهي اليوم حددت الاستفتاء على الدستور والانتخابات القادمة ، فكل شيء مخطط له ، ومما يدعو الى الاسف ان الحكومات العراقية التي تم تشكيلها في ظل الاحتلال الاجنبي ما هي الا اداة منفذة للبرنامج الاميركي وفاقدة حرية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي ... المستقل . اما اميركا وهي التي تخطط اليوم لمستقبل العراق ولعموم منطقة الشرق الاوسط وفق مصالحها الاستراتيجية ، وهذا البرنامج لم يعد سرا حتى للناس الذين لا يمارسون العمل السياسي ، فمشروع ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير ، هو الذي يعمل به، و العراق نقطة البداية الحقيقية لهذا المشروع الاشرعي ، اما الحكومات العراقية والاحزاب المؤيدة للاحتلال الاجنبي تحت مبررات عديدة ، فهي غير فاعلة في الحياة السياسية ، كما لا يستبعد انها اجبرت على ان تقبل بهذا الواقع المأساوي والمرير، او انها قبلت بذلك لأنها كانت الطرف الضعيف في اللعبة السياسية بسبب عجزهاعن اسقاط النظام السابق . نعتقد ان هناك ثلاث قوى رئيسية تقف وراء تصعيد الارهاب السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي في العراق ، من اهم اهدافها المشتركة اشاعة الفوضى والذعر والرعب والارهاب النفسي لدى المواطنين العراقيين من اجل تحقيق اهداف سياسية واقتصادية ... ومن اهم الاسباب التي تساعد على ظهور الارهاب وتصعيد وتيرته تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتي تمثلت بالانهيار الكامل لقطاع الزراعة والصناعة وانحطاط المستوى المعاشي للغالبة العظمى من المواطنين ، وتدهور مستوى قطاع التعليم والصحة وفقدان الماء الصالح للشرب والانقطاع المستمر للكهرباء ، وتفشي الرشوة بشكل مرعب في المجتمع وخاصة في قمة السلطة التنفيذية ، حيث تحولت الوزارات الى " اقطاعيات " خاصة بالوزراء وحاشيتهم المقربين اليهم ، وتفشي المخدرات والتلوث الاجتماعي ، وانتشار الفقر وتنامي معدلات الجريمة والبطالة وخاصة وسط الشباب ، وبنفس الوقت ظهور " القطط السمان " المؤيدة والحليفة لقوات الاحتلال الاجنبي ، هذه الاسباب وغيرها تشكل التربة الخصبة الرئيسية لأنتشار العنف والارهاب في العراق . وهذه القوى الثلاث هي : ـ اولاـ اجهزة المخابرات الاجنبية : من المعروف ان " العرب الافغان " بعد انتهاء مهمتهم" بتحرير " الشعب الافغاني من " الخطر " السوفييتي هاجروا بغالبيتهم العظمى الى اوروبا وبلدان عربية ، تحت اشراف وتوجيه جهازي ( الموساد) و (وكالة المخابرات المركزية الاميركية ) وتم استخدام " العرب الافغان " من قبل هذه الاجهزة وغيرها كأداة ضغط سياسية ضد خصومهم ، اذ قاتل هؤلاء مع الحركة الشيشانية لقاء حصولهم على المال الكبير ويصاحب ذلك في الغالب عملية( غسل دماغ ) لهؤلاء المأجورين . تقوم هذه الاجهزة وغيرها بتجنيد عملاء لها من داخل العراق او من خارجه بمن فيهم " العرب الافغان " لقاء دفع مبالغ خيالية ارتباطا بالوضع المأساوي في العراق بهدف القيام بتفجير السيارات المفخخة ، او القيام بعمليات انتحارية وغيرها من الاعمال الاجرامية ، لغرض اشاعة الرعب والقلق لدى المواطنيين العراقيين بهدف ترويضهم وقبولهم بالامر الواقع ألا وهو " ضرورة " بقاء واستمرار تواجد قوات الاحتلال الاجنبي ولفترة غير معلومة اصلا " بحجة " ان قوات الاحتلال هي القوة الوحيدة القادرة على ضمان الامن والاستقرار في العراق ، وعكس ذلك " سيعود " البعث للسلطة مرة اخرى او حجج واهية اخرى. ان هذا الاسلوب القذر والمدان لا يمكن القيام به وتنفذه الا من خلال اشراف اجهزة متخصصة وخبراء متخصصين بذلك ، وهذا النهج السيىء ينطبق مع المثل الشائع " يقتله ويسير بجنازته "؟! .وكما لا يستبعد من ان قيادة حزب البعث العراقي تقوم بنفس الاسلوب المذكور لتحقيق اهداف سياسية معينة ، اما اعضاء حزب البعث العراقي فيشك في انهم قادرون على تنفيذ ذلك لسبب بسيط وهو ان هؤلاء الاعضاء البسطاء وحتى الكوادر الحزبية ليس لديها الاستعداد النفسي ولا الاستعداد الفكري ولا حتى الجرأة على القيام بذلك ، ويمكن القول ان محدودات هذا الاسلوب هي ( جهة او عدة جهات + عملاء مأجورين + رأسمال خيالي ) ، ولكل جهة اهدافها الخاصة سواء كانت اهداف مشتركة او متقاربة احيانا !!. ان ادعاءات قيادة قوات الاحتلال الاجنبي ان الزرقاوي وجماعته هم الذين يقومون بكل ذلك ، فهذا ادعاء مبالغ فيه اصلا ، فهل من المعقول ان القوات الاجنبية المحتلة للعراق والتي تجاوز عددها 140 الف عسكري و مدججين بأحدث الاسلحة والاجهزة اضافة الى الجيش وقوات الشرطة العراقية ، اصبحت " عاجزة " عن القاء القبض على الزرقاوي ؟! . ان هذا السيناريو يذكرنا بسيناريو اسامة بن لادن الوثيق الصلة مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية منذ الثمانينات من القرن الماضي ولغاية اليوم ، حتى وصل الأمر بأبن لادن والزرقاوي من حيث " دورهم " بمصاف خطر "الاتحاد السوفييتي" و خطر " الشيوعية" على العالم خلال فترة الحرب الباردة ؟.هذ1 جزء من" ابداعات" وخداع الأعلام البرجوازي الغربي واجهزة مخابراته المتعطشة للأثراء والتوسع اللشرعي ، وان بن لادن وملا عمر والزرقاوي ....، هم صنيعة اميركا وبريطانيا ومؤسساتهم الأ منية وخاصة ( وكالة المخابرات المركزية الاميركية )، وغيرها . ثانياـ تنظيمات حزب البعث العراقي . تقوم قيادة حزب البعث العراقي بعملية الأغتيالات السياسية بهدف تصفية حسابات سياسية او حتى شخصية مع خصومها من جميع الاتجاهات الفكرية المختلفة " بحجة " تعاونهم مع قوات الاحتلال الأجنبي ، كما لا يستبعد ان تقوم هذه القيادة ايضا بتجنيد عملاء لها من الداخل او الخارج " العرب الافغان " مثلا او غيرهم لقاء مبالغ خيالية من اجل تفجير السيارات المفخخة او غير ذلك لغرض خلق الفوضى والأرباك وعدم الاستقرار في عموم البلاد بأمل العودة للسلطة ، كما لا يستبعد قيام جهات اخرى في استخدام هذا الاسلوب الأرهابي اللاشرعي ، وبسبب هذا الاسلوب الأرهابي البشع فقد الحزب الشيوعي العراقي خلال عامين من هيمنة الاحتلال الأجنبي اكثر من 15 عضوا حزبيا بمن فيهم اثنان من اعضاء المكتب السياسي، احدهم تم اغتياله، والاخر تم اختطافه اثناء عودته للوطن ولايزال مصيره مجهولا !. ومما يؤكد صحة ما تم ذكره نورد وثيقة صادرة عن حزب البعث العراقي جاء فيها ان " حزب البعث اعلن عن تشكيل قيادة للمقاومة من ضباط الحرس الجمهوري وبعثيين سابقين وكذلك من وحدة للعمليات الخاصة لتنفيذ عمليات اغتيال ضد 15 وزيرا وعضوا في مجلس الحكم ، ان القيادة المؤقتة تدير العمليات المسلحة ضد القوات الاميركية والصهيونية اضافة الى وحدة العمليات الخاصة لتصفية العملاء ، وان الضروف الاستثنائية التي يعيشها قطرنا الصامد استدعت تشكيل قيادة قطرية مؤقتة تدير العمليات المسلحة ، و هذه القيادة تشكلت من : نامق محمد مسؤولا عن محافظة نينوى ، ابراهيم عبد الستار مسؤولا عن محافظة صلاح الدين ، زهير رحيم مسؤولا عن منطقة الرمادي ،نوفل سعد محمد مسؤولا عن بغداد ، محمد علي عبد الجليل مسؤولا عن محافظات النجف وكربلاء وبابل ،وداغرمحمد محمود مسؤولا عن محافظات البصرة والقادسية وواسط " . وكما يلاحظ ان هذه الاسماء كانت تشغل مناصب امنية وحزبية كبيرة في حزب البعث ، كان نامق محمد مثلا، ضابطا في امن الحرس الجمهوري الخاص برتبة لواء ، واخر منصب شغله هو رئيس امن الحرس الحمهوري الخاص ، ويعتبر من اهم رجال الأستخبارات في العراق ، وقد اختاره قصي ليكون نائبا له في رئاسة جهاز امن الحرس الجمهوري الخاص ، وهو من مدينة الموصل . و كان ابراهيم عبد الستار محمد التكريتي ، ضابطا في امن الحرس الجمهوري الخاص ، برتبة لواء ، واخر منصب شغله هو رئيس اركان جهاز امن الحرس الجمهوري الخاص ، وزهير رحيم التكريتي ، مدني اسند اليه صدام حسين مهمة حماية المتطوعين العرب ، و كان نوفل محمد التكريتي ، ضابطا في جهاز حماية صدام وبرتبة عقيد ، ومحمد علي عبد الجليل ، مدني من قيادات حزب البعث في وسط وجنوب العراق ، واخر منصب شغله كان نائب محافظ النجف وقد اشرف على اعدام 23 مواطنا من اهل النجف في شهر ايلول عام 2002 ، وكان داغر محمد محمود، يشغل منصب نائب مدير هيئة التصنيع العسكري قبل سقوط نظام صدام حسين ورشح لعضوية القيادة القطرية لحزب البعث العراقي قبل سقوط النظام . وبتاريخ 6/11/2003 اصدرت قيادة البعث العراقي بيانا قررت فيه تكليف وحدة العمليات الخاصة بتصفية كل من : عبد العزيز الحكيم ، رئيس المجلس الاعلى وعضو مجلس الحكم ، ومحمد بحر العلوم ، عضو مجلس الحكم ، ومسعود البرزاني رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني وعضو مجلس الحكم ، وجلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وعضو مجلس الحكم ، وبرهم صالح ، رئيس وزراء كردستان ـ السليمانية ، وهوشيار زيباري وزير الخارجية ، واحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني ، وعضو مجلس الحكم ، ومهدي الحافظ وزير التخطيط ، واياد علاوي زعيم حركة الوفاق الوطني وعضو مجلس الحكم ، وابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة الاسلامية وعضو مجلس الحكم ،وعقيلة الهاشمي ،عضو مجلس الحكم ، " اغتيلت لاحقا " وعبد الزهراء عثمان من حزب الدعوة ، وحسن العلوي صحافي ، وضياء الحكيم ، صحافي , وابراهيم بحر العلوم، وزير النفط . ( المصدر : انظر مجلة" أن "، العدد 19 في 26/11/2003 ثالثا : ـ العصابات الاجرامية " المافيا " . بعد سقوط نظام صدام حسين ، اقدمت اميركا وبشكل واع ومخطط له على تقويض نظام الدولة العراقية ، اذ تم حل السلطة التنفيذية والجيش واجهزة الامن والشرطة ... ورافق ذلك ضعف ادارة الدولة وغياب شبه كامل للقانون سواء خلال فترة " مجلس الحكم " او خلال الحكومات العراقية التي جاءت من بعد " مجلس الحكم " ، اضافة الى تنامي معدلات البطالة والفقر في المجتمع العراقي ، ومن المنطقي ان يساعد كل ذلك على ظهور العصابات الاجرامية المنظمة سواء من العراقيين او من العراقيين والاجانب . ان الهدف الرئيسي لاختطاف العراقيين او العرب او الاجانب من قبل المافيا الاجرامية،وليدة الاحتلال الاجنبي ، هو الحصول على المال ، أي ان العصابات الاجرامية تفرض الأتاوات المالية على المختطفين من اجل اطلاق سراحهم ، وفي حالة عدم دفع الاتاوة المالية يتم تصفية المختطف ، ويطلق على هذا النشاط اللاقانوني " الرأسمال الاجرامي " ، ولغاية اليوم " فشلت" قوات الاحتلال واجهزة الحكومة العراقية في شل واضعاف وتصفية هذا النشاط الاجرامي ، ويصب نشاط المافيا الاجرامي سواء بشكل مباشر او غير مباشر في صالح بقاء قوات الاحتلال الاجنبي في العراق ، لان هذا النشاط الاجرامي المنظم يخلق ايضا الرعب والقلق وعدم الاستقرار لدى المواطنين العراقيين . و الجهات الثلاث التي تقف وراء الارهاب السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي ليس لها علاقة بالمقاومة الوطنية ، لأن المقاومة الوطنية لا يمكن ان تقوم على تنفيذ اسلوب السيارات المفخخة والأنتحاريين واختطاف المواطنين الابرياء لقاء الحصول على المال ، فهي بريئة من كل هذه الاساليب القذرة . ان الهدف الرئيسي للمقاومة العراقية المخلصة هو تحرير العراق ارضا وشعبا من قوات الاحتلال الاجنبي ، ومقاومة الغزاة حق مشروع وواجب وطني ضمنته الشرعية الدولية ، الا ان المآخذ على المقاومة الوطنية العراقية هي انها غير واضحة وتفتقد للقيادة المركزية العسكرية والسياسية الموحدة ، وليس لها برنامج سياسي واقتصادي ـ اجتماعي معلن ، وليس لديها جهاز اعلامي موحد ، كما تسعى قوات الاحتلال الأجنبي عبر اجهزة اعلامها ومخابراتها .... الى ان تسيء الى دور ومكانة المقاومة العراقية وتحميلها كل ما يحدث من مآسي وكوارث وجرائم ....تصيب للشعب العراقي . 5: ـ قرارات شرعية . اخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة المبادرة الى الدعوة لتصفية الاستعمار بكل اشكاله واقرار الوسائل لتحقيق ذلك بما فيها النضال المسلح ، ويستمد الكفاح المسلح لحركات التحررالوطني مشروعيته من العديد من الاتفاقات والقرارات الدولية سواء المتعلقة بحق الأمم في الدفاع عن نفسها او حق الكفاح المسلح للشعوب . اصدرت الأمم المتحدة من خلال جمعيتها العامة العديد من القرارات والتوصيات الواضحة الدلالة في اعطاء الشرعية لنضال الشعوب من اجل التحرر السياسي والاقتصادي . ومن اهم هذه القرارات والتوصيات هي : قرارالجمعية العامة رقم 1514 في ديسمبر عام 1960 ، وقرار الجمعية العامة رقم 2531 عام 1965 ، والقراران رقم 2621 ، ورقم 3034 عام 1972 ، والقرار رقم 3070 عام 1973 ، والقرار رقم 3103 عام 1973 ، والقرار رقم 3246 عام 1974 ، وقرار الجمعية رقم 4132 عام 1977 . وهذه القرارات الشرعية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر شرعية وحق الكفاح المسلح للشعوب من اجل تحررها ، وتعطي الحق للشعوب في اختيار النظام السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وحماية استقلال وسيادة الدول ، وتأكيد شرعية كفاح الشعوب في سبيل التحرر من السيطرة الاجنبية والقهر الاجنبي بكافة الوسائل المتاحة بما في ذلك الكفاح المسلح ، وكما تؤكد قرارات الجمعية العامة بان الاستعمار باي شكل من الاشكال ما هو الا خرق لميثاق الأمم المتحدة . من خلال هذه القرارات الشرعية ، يصبح من حق وواجب الشعب العراقي ان يستخدم كل اشكال الكفاح من اجل انهاء الاحتلال الأجنبي ، واعادة السيادة والاستقلال للعراق بشكل كامل ، وسوف يتم ذلك عاجلا ام اجلا، فالشعوب لا يمكن ترويضها لا بالدولار ولا بقوة السلاح الفتاك ما دامت تناضل من اجل استرجاع حقها المشروع الذي سلبته قوى الاحتلال والاستعمار الجديد ، فالمستقبل للشعوب المناضلة من اجل تحررها وانعتاقها الكامل من كل اشكال الظلم والتبعية . 6: ـ المخرج من المأزق . ادخلت اميركا وبريطانيا الشعب العراقي وقواه السياسية في دوامة من الفوضى والارباك وعدم الاستقرار ، وكان اسلوب تقويض النظام الحاكم في العراق بالشكل الذي تم تنفيذه، اسلوبا خاطئا . وبسبب ذلك دخلت اميركا وحلفائها والشعب العراقي في مأزق حقيقي ، ويكمن الخروج من هذا المأزق المظلم في الأتي : ـ
اولا : ـ يجب على السلطتين التشريعية والتنفيذية العراقيتين القادمتين ان تطالبا قوات الاحتلال الاجنبي بالرحيل الكامل من العراق خلال فترة زمنية محددة ، وليكن على سبيل المثال عام 2006 ـ 2007 ، فلا قواعد اجنبية في العراق ، لا في المدن ، ولا في ضواحيها ، ولا في الصحراء ، و تحقيق ذلك كفيل باعادة السيادة والاستقلال كاملين للشعب العراقي .
ثانيا : ـ الاقرار بحق وشرعية المقاومة الوطنية ، وهذا الحق مشروع، ومن حق الشعوب اختيار الاساليب المشروعة لتحرير بلدانها وبناء المجتمع الديموقراطي العادل .
ثالثا : ـ ادانة كل الاساليب اللاشرعية المتمثلة بعمليات الاغتيالات والاختطاف واسلوب السيارات المفخخة والأ نتحاريين . هذه الاساليب منافية للديموقراطية وهي تعكس قمة الارهاب السياسي ، وان أي حزب سياسي عراقي يمارس هذه الاساليب القذرة ويلحق الضرر بالمواطنين العراقيين ويتم اثبات ذلك بشكل قانوني يحق للسلطة التشريعية ان تحّرم نشاطه السياسي والتنظيمي وفق الدستور ، ومن الضروري اعتماد اسلوب الحوار الديموقراطي النظيف والمشروع بين الاحزاب السياسية العراقية لحل جميع الخلافات السياسية او الفكرية او غيرها . رابعا : ـ ضرورة العمل على تشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كل الاحزاب السياسية العراقية والشخصيات الوطنية المستقلة الرافضه لتواجد القوات الاجنبية في العراق والهادفة الى تحرير العراق ارضا وشعبا ، وان اهم المهام الرئيسية للجبهة الوطنية وفق برنامجها الوطني هو انهاء الاحتلال الأجنبي كاملا ، والحفاظ على وحدة العراق الجغرافية والسياسية واعادة اعمار البلاد وبناء مجتمع العدالة والتقدم الاجتماعي ، بهدف افشال مخطط اعداء الشعب العراقي الهادف الى تقسيم العراق الى "دويلات مستقلة " او اشعال الحرب الاهلية وغيرها من النوايا السيئة .
خامسا : ـ ضرورة العمل على اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين لم تتلطخ ايديهم بدم الشعب العراقي ولم يشاركوا بعمليات الاغتيالات السياسية او تفجير السيارات المفخخة ... وكذلك ضرورة العمل على فضح كل الجرائم النكراء التي يتم ارتكابها ضد الشعب العراقي وقواه السياسية والمتمثلة بالاعتقالات الكيفية وغير القانونية والسرقات المالية واشكال التعذيب كما يحدث في سجن ابو غريب وسجن البصرة وغيرها . واخيرا فان الارهاب بكل اشكاله هو من صنع القطب الواحد المتوحش، أي انه من صنع اميركي ، وهذا يصب لصالح مخطط قوى الثالوث العالمي بهدف فرض هيمنتها والاستحواذ على خيرات الشعوب وقيادة العالم !!! .
7: ـ المراجع . 1ـ من اين يأتي الخطر على السلام ،موسكو، السنة 1987 2ـ من وراء الأرهاب الدولي ، وثائق ، شهادات ، وقائع ، موسكو ، السنة 1987 3ـ فيليكس فولكوف ، تاتيانا فولكوفا ، ما هي القيمة الزائدة ، موسكو ، السنة 1989 4ـ يوري شيشكوف ، تكاليف سباق التسلح ، موسكو ، الستة 1988. 5ـ فياجيسلاف كاتاميدزي ، الصراع العراقي ـ الكويتي ، موسكو ، السنة 1989 6ـ بيارسالجر ، ايريك لوران ، حرب الخليج ـ الملف السري ، بيروت ـ لبنان ، بدون ذكر سنة الاصدار. 7ـ مجلة الوحدة ، العدد67 ، نيسان 1990. 8ـ انظر مقالتنا ، هل يحق لأميركا ان تقود العالم ؟، جريدة نضال الشعب ، الاعداد 668ـ 671 ، 675 ، السنة 1999. 9ـ انظر مقالتنا ، ديموقراطية اميركا في الخارج ، ادلة وبراهين ، ديموقراطية اميركا في الداخل ادلة وبراهين ، موقع كتابات في 19/12/2004 ، 20/12/2004 10ـ جريدة البرافدا ، 7 ـ 8 /6/2005 ، باللغة الروسية .
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأثرة الشعب السوفييتي في 1418 يوما (بمناسبة الذكرى الستين لل
...
-
لينين والحزب
-
بغداد ـ الخيانة والسقوط
-
ملاحظات اولية حول تنفيذ برنامج الخصخصة - نموذج روسيا الاتحاد
...
-
11 أيلول، ذريعة مخطط لها
-
ماهو حجم الخسائر البشرية والمادية للشعب العراقي
-
وجهة نظرحول مهامنا الوطنية اليوم
المزيد.....
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|