|
الليبرالية الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يجب ان يُنتخب
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 23:55
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
نعتقد ونؤمن بإن - الليبرالية الديمقراطية - هي القادرة على حلّ مشكلات الإنسان والمجتمع في كل وقت وكل حين ، كما نعتقد ونؤمن بإنها القادرة وحدها على إدارة نظام الحكم والحياة في كل العالم ، إدارة تحقق لهم السعادة والقوة والكرامة ، وإعتقادنا هذا وإيماننا إنما هو رسالة نبثها وننشرها في أوساط مجتمعنا العربي والمسلم ، من خلال نشرنا وتبليغنا بمكامن القوة والإيجابية في - الليبرالية الديمقراطية - التي تمتلك كل تلك المؤهلات وكل تلك القدرات على تطويع العالم وترسيخ مبدأ السعادة والخير العام فيه . ونحن على ذلك من الشاهدين منذ الدعوة التي تبنيناها بُعيد نهاية الحرب العراقية الإيرانية وإنهيار الإتحاد السوفيتي ، ففي تلك الدعوة أرفقنا مايعزز إيماننا بالليبرالية الديمقراطية ليس فقط ككونها آلية ناجحة لإدارة الحكم ونظام العالم بل وكونها نظام واضح شفاف ممكن وسهل وغير ذي عوج ، نقول هذا من وحي الإخفاقات التي تتوالى على الأنظمة في العالم والتي مارست وتمارس سلطة قمعية بإسم الدين تارةً وبإسم القومية أخرى ، ففي حاكمية الدين التي تتبلور الديكتاتورية في ظلها إنما تستدرج حكم الله وحكم الرسول في الخطب والمنشورات ، ولكنها في الواقع تمارس القطيعة مع الله ومع الرسول بكل سلوك تمارسه وتتبناه ، وكل ما تقدمه لنا عبارة عن صيغ مثالية وطوباوية عن الحياة وعن الكون لا تصلح للعيش وللحياة ليس في حد ذاتها ، إنما من المستخدمين لها من الجهلة والأتباع والمروجين ومن المستفيدين ، وحين نتبنى - الليبرالية الديمقراطية - كأفضل نظام للحكم وكأفضل آلية لتسيير الحياة إنما نتبنى ذلك في كل جوانب الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والفكرية والمجتمعية ، وإذا كان ثمة مايمكن توجيه الأنظار إليه في هذا المجال هو تلك الفوضى التي تعصف بالعالم الإسلامي الذي يتخبط بين النظرية والتطبيق ، مما أوشك أفلاساً أخلاقياً وفكرياً ومجتمعياً ، فلم تعد الصورة النمطية غالبة في أذهان الناس بل تظهر لهم دائماً مشاهدات القتل والإرهاب التي يعتمدها المسلمون مع بعضهم البعض ومع الآخر ، وهنا ومن وحي التجربة والواقع نقول : أليس الليبرالية الديمقراطية هي الشيء الذي فيه يمكن للإنسان أن يكون إنساناً ؟ . وسأذكركم بما كان يردده بعض المنتظمين الإسلامويين - عن أسلمة الحياة وعن حاكمية الإسلام - ، وسأذكركم بكلامهم عن سقوط كل الأنظمة سوى نظامهم المزعوم ، وهي كلمات متقاطعة لاتبدو لها من نهاية لهذا نركز دائماً على مايصلح وعلى مايستجيب له الإنسان فكان مفهوم - الليبرالية الديمقراطية - كحل للمشكلات هو إعتراف من جانبنا على حتمية ذلك الإنتقال نحو مفهوم العدالة والحرية والسلام ، وهو إنتقال مضموني يّصدق معنى وجود نظام وحيد يحمل حلولاً لمشكلات العالم ، ففي هذا النظام لا يسمح بأي شكل لوجود الفساد والإفساد وعدم السماح مرتبط بوضع قانون ممكن يحد منه ويُنهيه عبر تحسين وتفعيل آلية القانون العام ، ومن خلال الإشتراط المتلازم لوجود مؤوسسات ديمقراطية ورقابية صارمة وحادة ، على الصعيد القطري والمحلي تعزز في حال وجودها فرص نجاح كبيرة مع وجوب وجود معايير مشتركة على المستوى الوطني ، وسترون أن جل إهتمام - الليبرالي الديمقراطي - منصب على تعزيز مفهوم سيادة القانون وسيادة الشفافية الحكومية والمؤوسساتية ، التي تعزز الشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية وهي ذاتها التي تنمي الشعور بالحس الديمقراطي لتحسين عمل الحكومة والدولة . إن أهم دعائم - الليبرالية الديمقراطية - هي سعيها الدؤوب لتشكيل عقد وميثاق إجتماعي ووطني يحقق المصلحة للجميع ، وهذا الشيء كنا طرحناه منذ البداية عبر مفهوم - الميثاق الوطني والعقد الإجتماعي - للإستفتاء عليه وتبيان رأي الناس فيه ، لأنه لم يكن لفئة أو لجماعة أو لطائفة بل لعموم المجتمع ، وفيه إشترطنا لصحته شياع مفهوم - العدالة الإجتماعية - و ما يترتب عليها من توفير الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية و مكافحة الفقر والتغيير في مناهج التربية والتعليم ونظام التربية الوطنية ، يأتي هذا من خلال تطوير برامج الإعداد المجتمعي ليحقق الرفاهية . إن الأهداف التي تؤكد عليها – الليبرالية الديمقراطية - هي العدالة والحرية والسلام يترشح منها نظام تربوي وإجتماعي وأمني متين ، ولا ندعي إن في بلادنا قد حدث تطور ما في هذا الإتجاه ، لأن التراكم السلبي وتنازع القوم وسعيهم نحو ترسيخ ثقافة الفساد ، قد كبح الرؤية لتحسين أوضاع المجتمع الأمنية والصحية رافق هذا زيادة تفشي ظاهرة الإرهاب والطائفية والسلوك العدواني لدى أطراف محلية مشاركة في العمل السياسي ، كما إن من الأهداف المهمة التي حضت - الليبرالية الديمقراطية – علىيها هو تحسين وضع المرأة الإجتماعي والقانوني والتربوي والتعليمي والثقافي ، معتبرةً إن الإستثمار في شؤون وقضايا المرأة بمثابة القاعدة الصحيحة التي يمكن من خلالها النهوض بالمجتمع وتقدمه ، على أساس إن المرأة المُمتلكة لحقوقها والمتعلمة جيداً هي التي توفر للمجتمع القاعدة الصحيحة للتنمية والتقدم من خلال المشاركة بالعمل والإنتاج ، وهي نفسها القاعدة أو الطريق الذي يحقق معنى المساواة وفي التأكيد على دور الأفراد في بناء مجتمعهم
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى التاسع من نيسان
-
قمة الفشل في الكويت
-
في عيد المرأة العالمي
-
بيروسترويكا مقترحة
-
لازم الأمن في العراق ولبنان
-
ما بين الليبرالية الديمقراطية والإيمان
-
الثورة الإيرانية بعد 35 عاماً
-
معركتنا مع الإرهاب
-
مؤتمر جنيف 2 ليس حلاً
-
قصة رجوع الشمس لعلي علية اسلام
-
قراءة في كتاب ( الغلو والتطرف في الفكر الآسلامي - للشيخ آية
...
-
قراءة في كتاب ( الغلو والتطرف في الفكر الآسلامي - للشيخ آية
...
-
لماذا الضاحية الجنوبية ؟
-
أهلاً 2014
-
العراق بين إرهابين المطر والتفجير
-
قول في الشعائر الحسينية
-
جواب عن سؤال في الإنتخابات
-
لماذا يستهدف الأمن في العراق ؟
-
وهل يجوز اقتناء الكلاب في البيوت ؟
-
الرئيس الإيراني والواقعية السياسية
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|