فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 21:51
المحور:
حقوق الانسان
تنفس العالم الصعداء عندما سمع بأن رجلا مصلحا و معتدلا قد صار رئيسا للجمهورية في إيران، العالم تفائل خيرا بهذا القدوم على الرغم من کل التحفظات و المؤاخذات على المسألة من عدة جوانب، لکن مع ذلك فضل التفاؤل على التشاؤم معتقدا بأن حسن روحاني سيحقق شيئا من الوعود التي بشر بها أثناء إنتخابه.
8 أشهر کاملة قد مضت على إنتخاب روحاني، لکن لم يرى العالم ولو واحدا من تلك الوعود لم تتحقق بل والانکى من ذلك أن العکس قد حصل، بمعنى انه و بدلا من الاصلاح او الاعتدال في جانب من الجوانب المختلفة فإنه قد إزداد الامر تدهورا و وخامة، على سبيل المثال لا الحصر، فإن وعود روحاني بشأن تحسين و إصلاح مسألة حقوق الانسان و حقوق المرأة، قد ذهبت هبائا منثورا او هوائا في شبك، ذلك ان وتيرة الاعدامات قد إزدادت بصورة غير مسبوقة منذ عشرة أعوام، إضافة الى أن المزيد من القيود التعسفية قد تم فرضها بشأن الانترنت و الستلايت، کما أنه قد صدر قانون تعسفي جديد ضد المرأة بحيث يحجب عنها المزيد الحقوق و يحرمها من خوض العديد من المجالات لأنها امرأة!
في المجالين الاقتصادي و الاجتماعي، فإن التراجع ظل مهيمنا عليهما وبالتالي فإن أوضاع الشعب الايراني کانت تنتقل من سئ الى اسوأ و لم يتحقق أي رخاء او رفاه من ذلك الذي بشر به روحاني، والاغرب من ذلك أن إتفاقية جنيف بشأن البرناج النووي للنظام، إصطدمت هي الاخرى بتصريحات متشنجة لمرشد النظام الايراني رافضا تقديم أي تنازل على طاولة المفاوضات، وبإختصار فإنه ليس أي تقدم اوتطور الى الامام لم يتحقق بل أن الامور صارت اسوأ من السابق، والذي لفت الانتباه أکثر أن مسؤولين بارزين في النظام و في هذه الفترة بالذات تمختروا بالتفاخر بما حققوه في سوريا مؤکدين بأن إرادتهم هي التي أبقت نظام بشار الاسد لحد الان!
من الواضح أن الشعب الايراني قد أحس بالسخط و الغضب و الالم من کل هذا التراجع السلبي الوخيم الى الخلف، لإعتقاده بأنه سيدفع المزيد من جراء ذلك، إذ أن الشعوب المغلوبة على أمرها تدفع دائما فاتورة حساب طيش و حماقات قادتها، لکن الکفاح السياسي المستمر و کل ذلك الجهد المبذول من جاب المقاومة الايرانية، قد أثمر في النتيجة الى إلتفافة دولية مميزة لقضية حقوق الانسان في إيران تجسدت في ذلك القرار الصادر عن البرلمان الاوربي و بإتخاذ استراتيجية للاتحاد الاوربي تجاه النظام الايراني على أساس إلتزامه بمبادئ حقوق الانسان و عدم إنتهاکه لها، وان هذا القرار الذي جاء بعد أعوام من النضال السياسي و الاعلامي للمقاومة الايرانية، مما ألحق هزيمة بالنظام على الصعيد الدولي مثلما فضحه و أدانه على الصعيد الداخلي و أعاد الامل و الثقة في نفس الوقت الى الشعب بالمستقبل و إمکانية تحقيق حلم إيران حرة ديمقراطية من دون قمع و إستبداد ديني.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟