عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 18:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تصوروا معي شخصاً هارباً مع أتباعه من بطش طاغية يريد اللحاق بهم جميعاً من أجل إرجاعهم لحياة الذل و الإستعباد.
و عندما و صلوا لشاطئ البحر الأحمر، يلوّح الشخص (موسى) بعصاه السحرية فينفلق البحر نصفين...لكي يقطع موسى و أتباعه للساحل المقابل (شبه جزيرة سيناء) في أمن و أمان و هم منبهرون من وقع هذه المعجزة على نفوسهم.
المهزلة في حبك هذه المعجزة السخيفة تكمن في أن فرعون و جنوده، دلفوا لداخل هذا البحر المنشق بدون أدنى تردد أو وجل أو إستفهام...و كأنهم أمام ظاهرة عادية لم يكن باستطاعتها ردعهم عن إقتفاء أثر من كان سبباً في حدوثها...و بكل سذاجة و غباء يندفعون محاولين اللحاق بموسى و أتباعه.
هذه الأحجية لا يمكن أن يصدقها سوى أخرق، لأنها مستحيلة الحدوث قطعاً.
فقد كان الأولى بفرعون و جنوده أن يندهشوا من الحدث و يراجعوا تصورهم عن موسى بما أنه يمتلك قدرة شق البحر بهذه السهولة...
مثل هذا الخطء لا يمكن أن يقع فيه سوى الفاشلين من صناع أفلام الكارتون الرديئة.
ثم إن السخافة لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه عندما يصعد موسى لجبل سيناء و يغيب أربعين يوماً عن قومه، فينسون معجزة شق البحر و يقومون بصنع عجل يعبدونه، بكل بساطة.
المسيح لم يكن معروفاً لدى العموم عندما تم إلقاء القبض عليه من وسط حوارييه بإشارة من يهوذا، بل حتى عندما أرجع الأذن المقطوعة أمام الحضور لم تشكل تلك المعجزة أي دليل على أنه يمتلك قدرة فعل المعجزات، و كأن الأمر جد عادي. و كذلك الأمر بالنسبة لباقي المعجزات السابقة.
نوح يصنع فلكاً أضخم من تيتانيك و لم يغرق، إبراهيم ألقي في النار و لم يحترق، يونس دخل في بطن الحوت و لم يختنق، مريم حملت دون أن يمسسها خطيبها يوسف و محمد قام برحلة المعراج دون أن يرصده أحد من المؤمنين... و هلم جرّا و تعجيزاً.
الأقرب للتصديق لمن له ذرة عقل هو أن معجزات الرسل و الأنبياء قد تم إلحاقها بسيرتهم بعد وفاتهم.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟