أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)














المزيد.....

الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 10:38
المحور: المجتمع المدني
    


الدعايات الانتخابية
تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب
(1 – 2 )

الهدف الرئيس للدعاية الانتخابية هو التعريف بالمرشح وبرنامجه الانتخابي،والمهمة الاساسية لها هي تمكين الناخب من المفاضلة بين المرشحين.وتختلف الدعايات ليس فقط من حيث التصميم والمضمون والأسلوب،بل ومن حيث نوعية الجمهور الذي تستهدفه.وللانتخابات في العراق حكايات بعضها من نوع الكوميديا الساخرة التي تجعلك تستلقي على قفاك من الضحك واخرى من نوع الكوميديا السوداء التي تجعل مشاهدها يبكي او يلطم على رأسه! لاسيما بعد التغيير،اذ لم تكن هنالك دعايات انتخابية في العهد الملكي لأن الانتخابات كانت تحصل بالتزكية لمرشحين معظمهم شيوخ قبائل ورؤساء عشائر،ولم تكن هنالك فرصة لاجراء انتخابات زمن المرحوم عبد الكريم قاسم لأن الرجل اغتالوه قبل ان يكمل خمس سنوات،فيما كانت الانتخابات زمن صدام حسين على طريقة 99و99%،واذكر في حينها تعليقا تلفزيونيا لنائبه عزت الدوري وصف الواح بالعشرة بالمئة الذين لم ينتخبوا صدام بانهم اما ان يكونا مجانين او اعداء خونة،فيما الذين صوتوا له..لم يضعوا اوراقا في صناديق الانتخابات بل وضعوا (قلوبهم ) كما تقول الأغنية!.
بعد التغيير شهد العراق للمرة الاولى دعايات انتخابية ديمقراطية واسعة في دورتين (2010 )الماضية و(2014) الحالية. ولقد وجدنا من متابعتنا الدعايات الانتخابية السابقة مفارقات لها دلالات.ففي النجف مثلا،نصبت شاشات عملاقة يعرض عليها المرشحون دعاياتهم الانتخابية،الانيقة،المبهره..التي تستهدف ،سيكولوجيا، اثارة القيم الاعتباريه والوجاهه في اللاوعي الجمعي للناخبين،فيما استهدف آخرون العزف على اوتار اخرى،اذ علّقت احدى المرشحات دعاية انتخابية لها خالية من صورتها،وكتبت عليها: (انتخبوا العلوية الطريحة فلانه)، والطريحة بالمفهوم الشعبي تعني ان لدى العلوية المرشحة كرامات من السيد فلان.وكتبت مرشّحة اخرى:(انتخبوا خادمة المنبر الحسيني)،وثالث كتب تحت اسمه:(موكب غريب طوس)..وهذا يعني ان (العلوية الطريحة) تراهن على فئة اجتماعية تعتقد بأنها امرأة نزيهة وانها تصنع المعجزات، وتوحي بأن في الشعب العراقي افرادا يجعلون هذه "العلوية" تفوز على منافستها حتى لو كانت دكتوراه في القانون!.
وهنالك من يعزف على نفس الوتر ولكن بطريقة اخرى بأن وضع بجانب صورته آية قرانية ترد فيها كلمة "برهان" لأن اسمه ينتهي بنفس الكلمة، وبهذا فأنه يعزف على وتر ديني يعتقد ان الناس سيعدّونه مرسلا من الله.
واللافت ان مضمون هذه الدعايات يتكرر الآن بعد اربع سنوات!. فأحدهم كتب تحت صورته (أقسم بالقرآن الكريم وبالله انه ترشّح بتكليف من الرسول الكريم)،واخرى تعهدت بتنظيم سفرات الى السيد محمد شهريا مجانا،واخرى بتنظيم سفرات مجانية الى الامام الرضا،وثالثة كتبت:أنا على خطى الزهراء،وأخرى كتبت اسمها في دعايتها وحجبت صورتها!.
وتزدحم الدعايات الانتخابية بدلالات طائفية وعشائرية بوضع المرشح للقبه في نهاية اسمه،وراح بعضها يتباهى ويكتب (تهنّأ العشيرة الفلانية ابنها البار على ترشيحه للانتخابات)،فيما تعمد آخرون على وضع القاب توحي بأنهم من ابناء أهل البيت.
ومن الدلالات الاجتماعية ان احدى المرشحات دعت الناس الى انتخابها لأنها زوجة شخصية اجتماعية معروفة، واخرى برلمانية تدعو لانتخاب زوجها، فيما حصل العكس لدى مرشح روّج لنفسه في ملصقه الانتخابي بأنه( زوج نائبة في البرلمان)..وربما يكون قد راهن على سمعة زوجته ونشاطها في البرلمان، فيما علّق عليه احدهم ( استاذ ما كفتك مرتك..تردون اتكوشون على الكل).
واللافت أن سوق العرافات والسحرة ازدهر في دعايات (2010)وكان رواده سياسيون معروفون.ففي تقرير تلفزيوني بث في حينه افادت احدى العرافات بأنها عملت لأكثر من سياسي (عملا) يحببه الى الناس ووعدته بأن تأثير هذا (العمل)سيظهر بعد يومين،وأنه أجزل لها العطاء بالملايين.غير ان هذا السوق انحسر الآن، أما لأنه اثبت انه لا يجدي نفعا،أو انه يمارس خفية.
ولقد لاحظنا ان مرشحين يتعمدون اظهار محابسهم الزرق في اصابعهم حين يظهرون في التلفزيون،يلفون عليها مسابحهم ويتحدثون بايقاع (روزخوني)..ما يعني ان المرشح من هذا النوع يتحكم به العقل العاطفي الطائفي ،ويراهن على وجود جمهور واسع يؤيده.
ولدينا انطباع عن الشخصية العراقية هي انها تلتزم بالعبادات(صلاة وصوم) ولا تلتزم بالأخلاق الدينية.فقد اشيع عن ان كثيرين باعوا بطاقاتهم الانتخابية مع ان المرجعية الدينية اعلنت ان من لا يشارك في الانتخابات يعد (آثما)،وأن آخرين كانوا قد اقسموا لأكثر من واحد..واعطوها لمن دفع أكثر..ويبدو أنها تتكرر الآن.
في ضوء ذلك نستنتج الآتي:
• تغليب الهوية العشائرية والهوية الطائفية على الهوية الوطنية في الدعايات الانتخابية السابقة والحالية ايضا.اذ عمد أغلب المرشحين ،بمن فيهم علمانيون وديمقراطيون!،الى استخدام القاب تعزف على وتر عشائري او طائفي او ديني،وكأن الذي يفوز في الانتخابات سيخدم ابناء عشيرته او طائفته مع انه سيكون ممثلا لكل ابناء الشعب.

• ان العقل (النسوي )للمرشحات ما يزال يخاطب العقل العاطفي الديني لشريحة اجتماعية واسعة من النساء اللواتي يفضلن مرشحة تعدهن بزيارات مجانية لأضرحة أئمة ورجال صالحين،ويراهن بالفوز على عقل نسوي لمرشحة تحمل شهادة عليا..ما يعني ان الوعي الانتخابي لدى غالبية النساء العراقيات متدنيا.
• ان العقل الجمعي العراقي ما يزال يلعب دورا كبيرا لدى كل من المرشح والناخب،وانه يقوم بدور المخدّر للعقل الواعي الفردي.
• ان الغالبية من نتائج الانتخابات الحالية ستكون لصالح افراد تتحكم بهم انتماءات طائفية وعشائرية..وهذا موضوع سنتناوله في الحلقة القادمة.
*مرشح التحالف المدني الديمقراطي عن العاصمة بغداد- رقم القائمة (232) تسلسل(10).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)