أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اثير منذر - كواليس الطائفية في العراق















المزيد.....

كواليس الطائفية في العراق


اثير منذر

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحليل جذور الطائفية


لقد استقطب التشيع في كثير من مراحل تاريخ المسلمين معارضي الحكومات الأموية، ثم العباسية، ثم العثمانية، ثم الاحتلال الأجنبي في العصور المتأخرة والحكومات التي أقامها المحتلون حتى شاع تصور بأن "التسنن" يكاد يكون وعاء الحكم أو حزب الحكومات. والتشيع" محضن المعارضة من الناحية السياسية . مما عرف به السلاجقة الأتراك الذين هيمنوا على العراق الجمع بين ضيق الأفق والتعصب ضد المخالف إلى درجة استباحة قتله. فهم لا يؤمنون إلا بالرأي الواحد والمذهب الواحد، وحين وجدوا تلك الحريات الفكرية والمذهبية في بغداد ساءهم ذلك، وعملوا على مصادرة تلك الحريات، ووضعوا من القيود ما لا عهد لبغداد والعراق به. وطاردوا علماء المخالفين، وقتلوا منهم عدداً، وأحرقوا كتب المخالفين لهم باحتفالات علنية من فلاسفة ومناطقة وعلماء. وإمعاناً في القضاء على ظاهرة "الحرية الأكاديمية" أو حرية التعلم والتعليم عمدوا إلى تأسيس مدراس لا تُدرس إلاّ مذهب الدولة، وما تقبله من فكر، وأوقفوا عليها الأوقاف والحبوس، وربطوا بها الوظائف. وبذلك صادروا حرية القلم لصالح سلطة السيف، وحولوا علماء الحنفية خاصة إلى موظفين وامتهنوا العتبات والأضرحة التي لها لدى الشيعة قدسيّة، ولدى بقية المسلمين احترام وتقدير. ان القول بأن هؤلاء الذين توهموا "عجمية التشيع" ووصفوا الشيعة بأنهم "عجم أو أعاجم" هم أميون كانت غايتهم سياسية وليس دينية . ومن هنا عمد علماء الشيعة إلى البعد عن أماكن السيطرة السلجوقية المطلقة وموظفيها فبدأوا بتأسيس مدارسهم الخاصة و "حوزاتهم العلميّة" في النجف وفي الأماكن النائية عن العاصمة وذلك في منتصف القرن الخامس الهجري. وكانت بدايات بسيطة لا يصعب تمويلها بما يتوافر لهؤلاء العلماء من حقوق، وتبرعات الموسرين من مقلديهم . أما في الجانب الحنفي خاصة، والسنّي بصفة عامة فقد حاول السلاجقة تحويل المدارس والوظائف الدينية إلى مؤسسات معقدة ضخمة بحيث تحتاج إلى أموال الدولة وأوقاف قادتها، وتمويل رجالها على الدوام. وقد بدأ بعضهم يختص ببعض العلماء وتلامذتهم، ويبني لهم المدارس الفخمة والمساجد الضخمة والتكايا، ويوقف عليها الأوقاف لتستقطب الطلاب، ويتنافس على التدريس فيها المدرسون، ويقبل الطلاب على الدراسة فيها. ومنذ ذلك التاريخ والعالم والفقيه الشيعي يتمتع بالاستقلال المادي عن الدولة بحيث يستطيع أن يتمتع بشعور الاستغناء عن الحاكم، بل والاستعلاء عليه. ويحقق معنى الكلمة الشائعة في الأوساط الفقهية: "وعلا الملوك ليحكم العلماء , أما في المجال السنِّي فمهما علا قدر العالم فإنه لا يعدو أن يكون واحداً من موظفي الدولة، عليها يعتمد في رزقه، وممارسة دوره، والمحافظة على مكانته، ولذلك ساغ لبعض الناس أن يرددوا واصفين بعض أولئك العلماء بأنهم "وعاظ السلاطين والأمراء والوزراء" في حين يكون أقصى ما يمكن أن يوصم به عالم شيعيّ بأنَّه من "فقهاء الحيض والنفاس . إنّ ما سُمي "بالحكم الوطني" الذي تأسس في ظل الاحتلال البريطاني ولمساعدة بريطانيا على حفظ الأمن في العراق، وتوفير أرواح جنودها، قد سلك ذلك الحكم منذ البداية مسلكاً استبدادياً؛ لاعتماده في تدعيم سلطانه على رضى الغازي ومساندته، لا على قناعة الشعب العراقي به وخاصة المراجع وأتباعهم. كما اتبع سياسة التمييز الطائفي بتشجيع من المحتل الغازي كذلك. ومن أبرز ما لجأ إليه لتكريس التمييز الطائفي، وتحويله إلى حقيقة ثابتة ومبررَّة في الوقت نفسه نزع الهوية العربية عن الشيعة والتشيُّع. والاستمرار في سياسات العزل المذهبي الموروثة عن العثمانيين، والتشهير بالمذهب الشيعي ونسبته إلى الفرس، ورميه بأنّه مذهب يقوم على البدع، وأنه قد تغلغل فيه الفكر الشعوبي والفارسي، وصار السمة الغالبة عليه. ولقد أدت تلك السياسات إلى توليد قناعات خاطئة، قامت على أسس منحرفة منها أحزاب وقوى وطنية إقليمية، أو قومية شادت برامجها السياسية على قواعد مائلة خاطئة من تلك التصورات ولقد أدرك المحتلون نقطة الضعف هذه في "السياسييّن العراقيّين" وأحسنوا استخدامها واللعب عليها. فالبريطانيّون حين رأوا أن ثورة العشرين التي فرضت عليهم الهزيمة والتخلي عن أحلامهم في العراق اندلعت في المناطق الشيعية أولاً، ومنها عمت العراق كلّه وقادها علماء الدين والمراجع الشيعية. قرروا الاعتماد في حكم العراق على "السنة العرب" فابتلعوا الطعم بقيادة وزعامة السيد عبد الرحمن النقيب، ومجموعة من رجال السلطة الذين جاء بعضهم من الجمعيات السرية التي كانت تتعاون مع بريطانيا ضد الأتراك العثمانيين. وحين يبتلى بلد برجال سلطة يستندون في وجودهم، واستمداد نفوذهم إلى الأجنبي؛ فإنهم يمنحون ولاءهم واهتمامهم إلى أولئك الذين مكَّنوهم من السلطة، لا إلى شعوبهم. وهنا تبدأ زاوية اتصالهم بشعوبهم بالانفراج التدرجي إلى أن يحدث الفصام . النزاع الطائفي الخطير بين السنة والشيعة حصلة في الاعوام التالية 1508,1623 و 1801 وكانت اسباب هذا النزاع عوامل اقليمية وليس عراقية. حيث عاش السنة والشيعة قبل القرن العشرين اكثر من غرباء ليسوا اعداء في الغالب ولكنهم اقل من اصدقاء فبدأ التقارب بينهم عندما تحالفوا في ثورة العشرين ضد الانكليز واصبح هذا التقارب يضرب مثلاً الى يومنا هذا كدليل على النزعة الوطنية العراقية , وساعدت كثيرا هذا التقارب الخدمة العسكرية حيث خدم ابن البصرة في الموصل وابن الانبار في كربلاء وهكذا في عموم مدن العراق , الاندماج الاجتماعي والزواج المختلط بين السنة والشيعة بالإضافة الى وسائل التكنولوجيا الحديثة التي اجتاحت المنطقة . جميع هذه الامور لعبت دور اساسي في التقارب بين السنة والشيعة كدليل على النزعة الوطنية العراقية. ان الاواصر التي تربط السنة بالشيعة اقل بكثير في مناطق الطبقة العاملة منها في مناطق الطبقة الوسطى وبالتالي فان سكان مناطق بغداد مثل مدينة الصدر والشعلة والفضل اقل تجانسا بكثير من سكان مناطق ميسورة مثل زيونة والجادرية والكرادة واليرموك حيث تجد في هذه المناطق علاقة اجتماعية- اقتصادية جلية بين الطبقة والتجانس الطائفي. في زماننا هذا الطائفية في العراق بدأت جذورها تطفو على السطح في 91 بعد الانتفاضة الشعبانية التي اخمدها النظام البعثي بالقوة . شعره حينها شيعة العراق بانهم ضحية الاضطهاد الطائفي وبقى هذا الشعور الى ان سقط النظام فتحول الى حرب اهلية طاحنة. واصبح اليوم سنة العراق يشعرن بانهم هم ضحية الاضطهاد الطائفي. ولكن لا ننسى توجد عدة عوامل لتغذية الطائفية منها الامية والعامل الاقتصادي و الجغرافي والأيماني والسياسي .حيث يوجد اكثر في العراق اي لا يعرف الكتابة والقراءة فيعتبر هذا الشخص جاهل ومن الصعب ان يفهم الهوية الوطنية , العامل الاقتصادي حيث يوجد سبع ملايين عراقي تحت خط الفقر والانسان عندما يحتاج يستطيع بسهولة بيع الهوية الوطنية , العامل الجغرافي في المدن الريفية تكثر العزلة والجهل فهذا بالتأكيد سيغذي الهوية الطائفية اكثر منها من الوطنية, العامل الأيماني اذا كانت نسبة التدين عالية جدا كما نرى اليوم مدينة الانبار وكربلاء والنجف فهذا من الطبيعي سيغذي الهوية الطائفية اكثر من الوطنية, اخيرا العامل السياسي العامل السياسي يلعب دور رئيسي على تأجيج الطائفية لان العملية السياسية مبنية على اسس طائفية الكتلة الفلانية تمثل الطائفة الفلانية والسياسي الفلاني يمثل الطائفة الفلانية وهذا الشيء بسهولة سيتغلب على الهوية الوطنية. موضوع الطائفية اصبح لدا العراقيين المتواجدين في الداخل والخارج خطر احمر نتيجة مأسي السنين العشرة الاخيرة التي تتعلق بالهوية الطائفية. فعندما يتحدث شخصا ما حول موضوع الطائفية يتهم من جميع الاطراف بانه طائفي مهما كان الحديث سلبي او ايجابي . ويعود هذا السبب الى سببين الاول ارث النظام السابق الذي حارب التعبير عن الهويات الفرعية وبالتالي حولها الى نوع من التابو. الثاني كردة فعل لاسيما الادارة الامركية التي ضخمت الهوية الطائفية وصورت العراقيين بانهم سنة وشيعة . ولكن هذه الشئ لا يعني لا توجد طائفية ولا يستوجب الدراسة والتحليل بل العكس لا يوجد مجتمع في العالم متجانس كليا والبشر خبراء في التقسيم فاذا تجانسنا مذهبيا سنتعدد عشائريا واذا تجانسنا عشائريا سنتعدد عرقيا وهكذا . فيجب من كل عراقي واعي ان يقف عند موضع الطائفية ويحللها ويناقشها لأنها كالمرض اذا لم نعرف اسبابه واعراضه فكيف نكتشف علاجه !!! . ان الهوية الشيعية تشعر بالظلم وتتسم بهيكل اغنى من الرموز والاساطير اكثر قوة بكثير من نظيرتها السنية بسبب الاضطهاد والتمييز الذي خلفه النظام السابق.

نستنتج من المقال اعلاه ان سنة العراق اليوم اكثر ميولاً للتغيير من شيعة العراق بسبب اضطهاد الحكومات السابقة لهم لذلك تجدهم اليوم يفضلون اي شخصية شيعية سياسية بغض النظر عن تاريخها و برنامجها الانتخابي . شاهد على اليوتيوب مقطع لخطيب شيعي اسمع ماذا يقول عن الانتخابات عنوان الفيديو (الشيخ صلاح الطفيلي يقول دولة شيعية ) وهنا بالتأكيد لا نقصد ان جميع السنة يميلون للتغيير وجميع الشيعة لا يميلون , لا بل العكس يوجد البعض من السنة متشددين جداً لا يرغبون بالتغيير اطلاقاً والبعض من الشيعة تجده متعطش للتغيير ولكن حديثنا هذا يخص الاغلبية منهم . انتهى






#اثير_منذر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة العنوسة في العراق
- معاناة الطفل العراقي
- كل عام من 6 فبراير العالم يحتفل لرفض ختان الإناث
- المرأة والعنف الاجتماعي
- العنف ضد المرأة
- العراق الجديد
- باختصار تاريخ الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اثير منذر - كواليس الطائفية في العراق