أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الذبح على الطريقة الإسلامية













المزيد.....

الذبح على الطريقة الإسلامية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بالنسبة لإنسان مثلي عاصر ثقافة ذبح الإنسان في العراق وشاهد نتائجها بالعين المجردة, فإن كراهيتي للذبح باتت تمتد لتشمل حتى الحيواني منها.
أعرف أن هناك ألف جملة ستُستل ضدي. بعضهم سيتحدث عن السيرة والتقليد والسنة, ويعفي نفسه من اية شروحات أخرى, فمنذ أن أغلق باب الإجتهاد في زمن المتوكل وجيئ بالحديث النبوي الذي يقول, خير القرون قرني فالذي يليه فالذي يليه, فقد ثم ذبح الزمان ولم تعد لخصوصيته الظرفية معنى أو تأثير, والأمة التي تذبح زمانها تذبح معه مستقبلها, ويكفي بالتالي ان تشير إلى قضية الذبح هذه بطريقة خير القرون حتى تكون سنة.
أما البعض الآخر فسيحاول أن يعصرن عملية الذبح مدعيا إن السلف الصالح لم يقر عملية الذبح تلك إلا لإدراك ماهية الذبح من ناحية طبية علمية, فالذبح من الوريد إلى الوريد, يمنح الذبيحة الوقت الكافي لتخليص الدم في العروق.
لكن هؤلاء التنويريون, ومثلهم أولئك الذين يحاولون تفسير الظواهر العلمية على طريقة تحويل القرآن إلى كتاب علوم, ربما لا يدرون إن تفسيراتهم العلمية هذه قد تدخل الثقافة الإسلامية في مأزق صعب, وهي تضع القرآن نفسه في زاوية حرجة.. فماذا لو تم إكتشاف طريقة للتخلص من الدم عن طريق الشفط حتى قبل قتل الحيوان ذبحا أو خنقا.. هنا تصبح (سنة) الذبح في خطر إعتمادا على حقيقة أن الوصول إلى غاية الذبح قد تم تحقيقها من خلال عملية الشفط التي تلغي الجاجة إلى الذبح, وسيتأكد لنها أن هذه السيرة ليست خالدة وإنما بالإمكان تغييرها على ضوء إكتشاف طرق جديدة للوصول إلى نفس الغاية, وسيعود السلفيون للتأكيد على أن ذلك لم يكن ليحصل لو أن التنويرين تركوا قضية العلم والطب وذهبوا مباشرة إلى التقيد الحرفي بحديث خير القرون.
أعرف هنا أحدهم, الذي يلتزم قضية الذبح هذه لأنها كما يقول سنة, ولا يأكل سوى اللحم (الحلال) لكني أعرف عنه أيضا أنه لا يتورع عن أكل لحم الناس نفاقا ونميمة. وآخر أعرفه وأعرف عنه تحايله على القانون وإدمانه على الغش في الشراء من الأسواق والسرقة بدون رادع أخلاقي والتحايل ما إستطاع على النظام الضريبي ولكنه حينما يحضر مدعوا في أحد البيوت يسأل بداية إذا كان اللحم على المائدة هو من نوع الذبح الحلال, ويصر في خلافه على أن تطبخ له أم الدار سمكة أو تطهي له كيلو من الجمبري.
وحكى لي صديق كيف أن صديقا له إستثمر قضية الذبح الحلال هذه فإفتتح جزارة لذبح الماشية هي الآن من أكبر المجازر في أمريكا, ويمكنك أن تتصور العدد الهائل من الماشية التي تتبرك أعناقها يوميا بسكاكين مذبحته إذا ما علمت أن عدد المسلمين هنا بات يتجاوز الثمانية ملايين. وصاحبنا هذا لا ينسى أبدا التذكير بضرورة الإلتزام بالذبح الحلال وعدم الخروج على حديث خير القرون, حتى تكاد تتصور أن الطريق إلى الجنة يمر من خلال رقبة خروف أو بقرة.
لقد عاد كثير من جماعة الذبح الحلال إلى العراق ليستلموا سلطته, وهم ما زالوا ملتزمين بقضية الذبح على الطريقة الإسلامية, لكن الذبح هذه المرة لم يتوقف على الماشية وحدها, وإنما إمتد لكي يشمل كل ما في العراق من ثروة ومنظومة أخلاقية وكيان وطني ومستقبل.. هذا على مستوى جماعة السلطة, أما على مستوى الإرهابيين فمن منا بات يجرأ على الحديث معهم حول قضية ذبح الحيوان وقد إمتد خير قرونهم ليشمل ببركته ذبح الإنسان على الطريقة الإسلامية.
لله درك يا عراق.. تكاد تتحول إلى لا شيء سوى جزارة للذبح الحلال.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - الذبح على الطريقة الإسلامية