أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 3/3















المزيد.....

الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 3/3


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 16:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


** عقد الزواج المقدس وعقد النكاح
من المعروف فى علم الالسنيات ان اللغه هى تعبير عن صورة ذهنية ـ فلما تقول اللغة ان علاقة الزواج بين الرجل والمراة هى عقد مقدس يتبادر الى الذهن على الفور قداسة هذه العلاقة وامتدادها ، وعندما نقول انها عقد نكاح يتبادر الى الذهن على الفور ( الوطء ) اى العلاقة الجنسية
تعددت انواع الانكحة فى جزيرة العرب قبل الاسلام حتى جاء الاسلام فالغى بعضها وعدل من بعضها واقر بعضها
* الغى
1) نكاح المبادلة ( أن يدفع الرجل ابنته أو أخته أو من يتولى أمرها إلى رجل آخر من دون مهر أو حتى أخذ رأيها في الموضوع، مقابل أن يفعل الرجل الآخر الأمر نفسه )
2) نكاح المقت ( يقوم فيه الابن الأكبرالبكر برمي عباءته على زوجة أبيه المتوفى فيتزوجها إن رغب، وإن كره ذلك يقوم بتعضيلها أي منعها من الزواج باعتبارها جزءا من الثروة
3) نكاح الاستبضاع فهو أكثر الزيجات فظاعه ، إذ يؤكد فيه الرجل الحط من مكانة المرأة، ويتمثل هذا النوع من الزواج بدفع الرجل لزوجته بعد انتهائها من فترة الطمس إلى رجل آخر ينكحها بغية الحصول على مواصفات معينة للولد كالشجاعة والكرم أو المروءة وغيرها وكأنما يتحول الزوج إلى سمسار لبيع جسد زوجته مقابل الحصول على متطلبات نظرية غير واقعية
4) نكاح الجمع بين الاختين
*ابقى على
1) نكاح السبي: وهو حق المحاربين المنتصرين في نساء المحاربين المغلوبين ولا يشترط في هذا الزواج رضا الفتاة ولا رضا اهلها وليس فيه مهر
2) نكاح الاماء: وذالك عندما يشترى الرجل أمة فيكون لها اولاد ان شاء اعتقهم وان شاء ظلوا عبيدا له .
*عدل
اطلاق حق التعدد فى الزواج بدون حد اقصى : فقد كان للرجل ان يتزوج من النساء متى اراد وبدون حد اقصى حتى جاء الاسلام وقصرها الى اربعة .
ومازال عقد الزواج بين الرجل والمراة فى مملكة آل سعود والى الان يطلق عليه ( عقد نكاح ) وبالتالى ( محكمة الانكحه ) وبالتالى ( قاضى الانكحة )
وان كان عقد الزواج المقدس فى مصرابتعد عن هذه التسمية رغم ورودها فى كل آيات القرآن واستبدلها بعقد القران ( من الاقتران – الجمع - ) او عقد الزواج .

** نكاح المتعه (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )
لايوجد اختلاف بين علماء المسلمين سواء السنه او الشيعه على ان هذه الاية تعنى زواج او نكاح المتعه وهو الزواج المؤقت - إلي أجل - لا ميراث فيه للزوجة، والفرقة تقع عند انقضاء الأجل ، ولكن الخلاف يقع بين قائل بان الرسول حرمه وقائل انه عمر بن الخطاب .
فيرى اهل السنة ان الرسول قد نهى عنه بوم خبير أو يوم الفتح والذين قالوا : حرم يوم خيبر قالوا : ثم أبيح في غزوة الفتح، ثم نهي عنه في اليوم الثالث من يوم الفتح. وقيل : نهي عنه في حجة الوداع
ويقول الشافعي : لا أعلم في الإسلام شيئا أحل ثم حرم ثم أحل ثم حرم غير المتعه ( تفسيرالبغوى ) وان كان عبدالله بن عمر ( حبر الامة وترجمان القرآن ) يرى اباحته
ويرى الشيعة بان الرسول لم يحرمه اسنادا الى عبى بن ابى طالب وعبدالله بن عمر ، ولما كان الشيعه لايعترفون بولاية عمر بن الخطاب ( لاسباب سياسية ) فهم بالتالى لايتعرفون بتشريعاته ، ولا نجد زواج المتعه مازال معمولا به لدى الشيعه حتى الان .
كل انواع النكاح هذه كانت تموج بها جزيرة العرب ، فالجنس هو الشاغل الوحيد لبدوى عاطل بالوراثه كل مهنته ان يجلس طوال النهار امام خيمته يراقب قطعانه بجانبه زوجته يقى اوقات فراغه فى التفريغ الجنسى ، واذا جفت بئر الماء ومرعى الكلأ يرتحل للبحث عن مكان آخر يتصارع فيه مع قبيلة اخرى ، ومن الترحال والصراع على الماء والكلأ نجده مره منتصرا ناهبا ومره مهزوما منتهبا ليتولد لديه فى النهاية مانسمية ( حق القوة ) ويصبح السلب والنهب والجنس هم شاغله ومهنته الاساسية وتصبح المراة فى هذه الحالة
اما سبية محارب
او استراحة محارب
او ماكينة لتوليد محارب
عندما دخل العرب مصر لم يألفوا فى حياتهم بالجزيرة العربية وجودا للنساء بجانب الرجال والتساوى معهم والتى كانت فى منظومتهم الثقافية نقيصة فى الرجل فاخترعوا تحليلا للموقف حكاية تتحدث عن هلاك جميع الرجال المصريين زمن قدماء المصريين مع فرعون مصر اثناء مطاردتهم للنبى موسى ولم يبقى الا العبيد ، ولم تستطيع النساء الصبر على الحياة دونما علاقات مع الرجال
( فطفقت المراة تعتق عبدها وتتزوجه وتتزوج الاخرى اجيرها وشرطن على الرجال الا يفعلوا شيئا الا باذنهن فأجابوهن فى ذلك ... فكان أمـر
النساء على الرجال ) المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار ص 39

** وهم الصلاحية لكل زمان ومكان :
جاء العرب الى مصر بهذا الموروث ليصبح الحد من الزواج وتقييدة باربعه فى جزيرة العرب هو اطلاق من الزواج بواحده الى التعدد حتى الاربعه
هذا مانريد ان نوضحه بمعنى العلاقة الجدلية والبعد التاريخى فى النص الدينى ، فالحد هناك اصبح اباحة هنا .
ان تجديد الخطاب الدينى لن يأتي ثماره أبدا إلا علي مرجعية التاريخية والجدلية وذلك في النصوص القرآنية التي كانت مرتبطة بالواقع والتي استوجبت إحكام وتشريعات معينة لظروف معينة انتهت فعاليات بعضها الآن لانتهاء ظروفها الذي أفرزها مثل الجزية والعبيد والتسري بالإماء وأسري الحروب التى اوقف العمل بها التطور المدنى الحديث .
بل إن الخليفة عمر بن لاخطاب والذى اعتبره اول عقلية نقدية فى الاسلام لانه كان يعلم طبيعه الوحى وارتباطه بالظرف الارضى عندما كان يرى نص كلماته للرسول تصبح وحيا يوحى ( واجلعوا مقام ابراهيم مصلى ، تبارك الله احسن الخالقين ) ، فقد انهي فعاليات بعض التشريعات بعد الرسول بما لايزيد عن ثلاثة اعوام لاختلاف الظرف الذى ادى الى إلي النص الديني مثل الغاء سهم المؤلفة قلوبهم وإلغاء زواج المتعة ومتعه الحج قائلا ( متعتان كانتا على عهد رسول الله انهى عنهما واعاقب عليهما ، متعه الحج ومتعه النساء ) وإلغاء عقوبة السرقة في عام الرمادة،
رغم وجود النصوص القرآنية الواضحة والصريحة ، ولكن اجتهاده لم يجعله أسيرا للنص القرآني الذي كان استجابة لسبب استدعاه ثم تغيرت الظرف فكان الاجتهاد.
وعندما يرى ان المحاربين العرب يتزوجون من نساء الحضارات ويطلقون زوجاتهم بالثلاثة ، افتى بأن كلمة طالق بالثلاثة لاتحتسب ثلاثة طلقات ولكنها طلقة واحدة ليجعل للرجل مخرجا فى العودة الى زوجته البدوية ، وهو الذى جعل اهل الاوطان المحتلة يزرعون ارضهم ويعطون الجزية ولم يقبل بتوزيعها على المحتلين لقلة خبرتهم فى الزراعة

** الحجاب بين الطقس والفضيلة
عرفت من واقع الحياة امرأة تحجبت منذ اختراع الحجاب وتقيم كافة الطقوس الدينية من صلاة وصيام الفرض (رمضان) وصيام كل السنن ، ومع هذا لم تمنعها تلك الطقوس التعبدية الكاملة من خيانة الامانة ، فشحنت الابن الاكبر ضد ابيه مستغلة عقدة اوديب- المتمثلة فى قتل الاب (معنويا) لتحقيق الذات- موحيه الى ابنائها ان قوة شخصية الاب هو انتقاص من شخوصهم ، ثم لعبت نفس الدور مع اخوة الزوج للوقيعة بينهم . كل هذا من اجل الفارق الاجتماعى بينها وبين الزوج التى لم تستطيع ان تتجاوزة متمسكة باصولها المتواضعة وثقافتها الاجتماعية المحدودة مقابل ثقافة الزوج المنفتحة نتيجة نشأته الاجتماعية الارقى ، فشنت حملة تبخيس عليه وتقطيع اواصرة العائلية والاجتماعية، وقتلت متعمدة حبا وتراحم . والغريب ان هذه الزوجه اجهضت نفسها منذ عشرون عاما لظروف اسرية ولكنها وبعد ان عرفت (طريق الله ... !!) استمعت الى فتوى تقول ان التكفير عن الاجهاض يستلزم صيام شهرين متتابعين . وحرصت على تنفيذ الفتوى ، فى الوقت التى قتلت حبا مع زوجها ، وقتلت علاقة بينه وبين ابنه البكر، وبينه وبين اخوته . انه مثال صارخ للتدين الشكلى دون مراعاة الضمير الانسانى الذى ارى انه عمدة الايمان ...بل حتى قبل الطقوس .
او بمعنى آخر اذا لم تولد فينا تلك الطقوس التعبدية جنينا اسمه الضمير فأنا ارى انها عبثية . ولكن رجال الدين لهم رأى آخر يقول : افعل الطقوس التعبدية تدخل الجنة....!! وذلك بناء على الحديث النبوى المعروف عندما جاء اعرابى للنبى يريد دخول الجنة فأوصاه باركان الاسلام الخمسة . فقال الاعرابى : ولاافعل غيرهم ، فقال له الرسول مامعناه : نعم . وعندما اندهش بن الخطاب – لانى اعتبره اول عقلية نقدية فى الاسلام كما ذكرت من قبل - قال له الرسول ( اتركه.. افلح ان صدق ) .
ولكننى اعرف حديثا آخر فى حادثة اخرى ردا على نفس السؤال ان النبى قال للسائل :(اشهد ان لااله الاالله وان محمدا رسول الله ثم استقم ) ، والاستقامة فى رأييى هى الضمير .. هى الماعت المصرية القديمة .

الفضيلة ايها السيدات قبل السادة ليست قطعه من القماش تغطى الرأس ، وليست طقوسا تعبدية ... انها الضمير .... الضمير .... الضمير
والى لقاء آخر فى موضوع آخر



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 2/3
- الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 1/3
- الابتزاز السلفى للمشير السيسى
- حكايتى مع تراث العفاريت
- تراث العفاريت بين العلم والخرافة (4)
- الوهابية وتراث العفاريت (3)
- الوهابية وتراث العفاريت (2)
- الوهابية وتراث العفاريت (1)
- الدستور بين اقبال المراة وعزوف الشباب – قراءة تحليلية
- ( علمانيون ) وسنابل القمح
- السحر التشاكلى والسر الاعظم
- الدستور من التوفيق الى التلفيق
- الى الاخوة الاقباط : المواطنة بالميلاد
- فى ممالك البترودولار : قائمة باجمل النساء مع قهوة الصباح
- تزوير التاريخ : دور الامويين فى الاسلام ( أخير )
- الماده 219 بين السلفيين والكنيسة
- تزوير التاريخ : دور الامويين فى الاسلام (4)
- الدستور بين السلفيين والكنيسة
- مسكوكات العمله وتزوير التاريخ : دور الامويين فى الاسلام (3 )
- فى ممالك البترودولار : الامير وهاب نهاب


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 3/3