أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح سليم علي - عقدة الضحية بين التكفير والعنف-أيران نموذجا-















المزيد.....

عقدة الضحية بين التكفير والعنف-أيران نموذجا-


صلاح سليم علي
(Salah Salim Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعد عقدة الضحية احدى الإضطرابات النفسية التي تصيب الفرد والجماعة، وتنشا في الأغلب، من جراء تعرض الفرد او الجماعة الى الأضطهاد والظلم أو القمع ومايصاحبه من عمليات قتل او حرق او نفي او تخريب للحرث والنسل او ابادة للجنس وما الى ذلك، فعليا او تصوريا..ويتميز المصاب بعقدة الضحية بالإشتكاء من القوى اوالأطراف التي تسببت بالظلم الذي وقع عليه ..وغالبا ماتتمثل هذه القوى او الأطراف بسلطة خارجية فعلية او تصورية..فالسلطة الظالمة قد تكون متخيلة ولا اساس لوجودها خارج تصورات الفرد او الجماعة اللذان يعيشان عقدة الضحية، وقد تفد بطريق المعايشة والمشاركة والتعاطف مع شخص مصاب او جماعة مصابة بعقدة الضحية..فعقدة الضحية تستوجب وجود قوة مسؤولة عن الظلم او الأذى الذي تعرضت له الضحية وتسبب في تكوين عقدة الضحية لديها..ومن الناحية النفسية يميل المصاب بعقدة الضحية الى اسقاط اخفاقاته على الاخرين الذين يتهمهم بالعجز عن فهمه والتجاوب مع معاناته..ويعد اي اختلاف معه في وجهة نظرته او قناعاته عملا عدوانيا يستهدف شخصه، اي انه يرفض اي انتقاد يوجه اليه وغالبا ما يميل الى التعلق بقضية ما يمحور عليها شعوره بالجور والظلم او يعلق عليها آماله برفع الجور وإزالة الظلم..كما يميل المصاب بهذه العقدة الى جلب الإنتباه الى مايقوم به من افعال ..وفي حالات معينة تتحول عقدة الضحية والإضطهاد الى امتياز يعطي المصاب بها حقا يمنحه لنفسه فردا او جماعة على اضطهاد الآخرين..وبخاصة عندما يكون بمقدوره اسقاط صفات قمعية بهم..

وقد تتكون عقدة الضحية بحكم نشوء الفرد ضمن جماعة تعاني من اضطهاد دولة او حاكم مستبد كما في حالة اليهود اوالأرمن..وهذه الحالة غالبا ماتكتسب طابعا مستديما حتى بعد غياب الإضطهاد الذي تعرضت له الجماعة وزوال العوامل التاريخية التي افضت اليه كما في حالة اليهود في اثناء الحكم النازي اوالأرمن في الدولة العثمانية أو السود في الولايات المتحدة حيث يفسر انتخاب اوباما الى السلطة على انه محاولة تكفيرية لذنوب البيض ازاء السود في اميركا.. وغالبا ما تتطور عقدة الضحية في جانبها الجمعي بطريق التعاطف مع ضحية خارجية لاعلاقة لها مباشرة مع الجماعة المصابة بعقدة الضحية وهناك حالات تصاحب فيها عقدة الضحية مشاعر الذنب، لما فعله او لما لم يفعله الشخص أزاء الأذى او الظلم الذي تعرض له فردا ما او تعرضت له جماعة ما، مما يولد لدى المصاب بعقدة الضحية دافعا للتكفيرعن الذنب الإفتراضي الذي ارتكبه اسلافه بالعدول عن القيام بعمل ما لدفع الظلم . وغالبا ماتتخذ حالة التكفير صورا وممارسات تكفيرية متنوعة كالنياحة واللطم وما يقع تحت طائلتهما ويصاحبهما..

وبينما تشكل عقدة الضحية على الصعيد الفردي اعتلالا نفسيا، تمثل على الصعيد الجمعي او المجتمعي هوسا اجتماعيا غالبا ماتصاحب التعبير عنه حالات من العنف والتطرف والمبالغة في ممارسة امتيازات تمنحها الجماعة تحت طائلة عقدة الضحية لنفسها..

وتظهر عقدة الضحية لدى الأقليات كاليهود في المجتمعات المسيحية والإسلامية ..والمسيحيين في المجتمعات الوثنية أوالإسلامية..غير ان ظهور عقدة الضحية وتطورها وتحولاتها لدى الشيعة وبخاصة الفرس منهم جاء نتيجة عوامل تاريخية معقدة اسست للخلاف والإختلاف في الحاضرة الإسلامية..

تعود تقاليد النياحة في ايران الى العهود القديمة التي سبقت اعتناق الفرس للإسلام حيث تشكل جزءا من الطقوس الدينية للمزدكية والزرادشتية وكانت تصاحبها في مراسيم عبادة الشمس وفي معابد النارالتراتيل وضرب الدفوف ..وقد عكست الشاهناما التي الفها الفردوسي جوانب مختلفة للنياحة ومابرحت الشاهنامة تقرأ في مجالس العزاء البختيارية جنبا الى جنب مع واقعة الطف .. حيث يتمثل الفرس قتل رستم لإبنه سهراب على سبيل الخطأ ونعي رستم ابنه على نحو مماثل لتمثلهم لمقتل الحسين.. وغالبا مايمثل للملوك الفرس القدماء في ايران بأسود اوواقفين الى جانب اسد تماما كما يمثل الإمام علي (ع) بل وحتى النبي محمد (ص) من قبل الفنان الأيراني بأسد او واقفا الى جانب أسد..وقد تلقت تقاليد النياحة الفارسية، بظهور الإسلام وماتمخضت عنه الصراعات والفتن في الحواضر الإسلامية من مذابح وحروب، زخما هائلا مما جعل ايران بلدا انموذجيا للنياحة ومايتصل بها من مظاهر وممارسات العزاء والتأبين ..وتختلف النياحة الأيرانية في كونها ممارسة جماعية متكررة تتجاوز الإنتماءات الإثنية والأنتماءات الطبقية ويندر ان تصاحبها اعمال العنف على الرغم من امكانية تحول الجماعة الناعية الى جماعة صاخبة وتحول العزاء الى دعوة الى العنف والثأر من قتلة الحسين وأهل بيته..وعلى الرغم من انتساب المذبحة الى التاريخ..والتاريخ العربي تحديدا..غير ان الأيرانيين يشعرون ان التاريخ العربي تاريخهم ايضا في عدد من المفاصل والمواصل المهمة فايران بحكم مجاورتها للعرب وبخاصة العراق كانت الأولى في قائمة الفتوحات الإسلامية..وهي على الرغم من أختلافها عنصريا وحضاريا عن الحضارات القديمة التي جاورتها في بلاد الرافدين والشام ووادي النيل وتركيا والحضارات التركمانية والمغولية والأوردية والصينية غربا والأرمنية والروسية شمالا، تتشاطر مع هذه الحضارات كلها جوانب عديدة من التاريخ السياسي والحضاري وبخاصة حضارات الشرقين الأدنى والأوسط..وماتتشاطره مع العراق اكبر واوسع..ولكن بقدر تعلق الأمر بالنياحة فقد ترتب على تدمير سنحاريب لعيلام شعورا بالضحية ولايستبعد ان العيلاميين ورثوا رثاء المدن المخربة عن السومريين..وهو شعور لاشك في تجدده عند سقوط بيرسيبوليس على عهد داريوس الثالث وقيام الأسكندر بحرقها وتزويج نساء من نبلاء الفرس لمراتب وقادة في جيشه..كما تجدد عندما اسقط العرب دولتهم الساسانية بعد قرابة الف سنة من غزوة الأسكندر المقدوني وتوغله في بلاد فارس وصولا الى الهند..

ولكن الفتح العربي يختلف عن الحروب السابقة في كونه استقدام لثقافة جديدة وديانة جديدة وترتب على الثقافة الجديدة تبني الفرس الثقافة العربية الإسلامية وترتب على اعتناق الديانة الجديدة زوال الديانة الزرادشتية..وكان تأثير الثقافة العربية شموليا وواسعا ولكنه لم يلغ اللغة الفارسية على الرغم من استخدام الحروف العربية لغة للكتابة..
وفي عهد صدر الإسلام لم يكن هناك خلافا بين العرب والعجم ..كما لم يكن هناك اي اختلافات مذهبية..وكانت الإختلافات في معظمها عربية عربية..غير ان الموالي وهي التسمية التي اطلقها العرب على المسلمين من العجم وبدافع عقدة الضحية التي تميزهم مالوا الى الدخول طرفا في الخلافات العربية العربية بدءا ببيعة ابي بكر الصديق (رض) وبحربي الجمل وصفين وانتهاءا بمقتل الحسين (ع) فاختاروا الوقوف الى جانب الضحية في الأسلام وفق تصورهم..فدخلوا طرفا ايديولوجيا في الشجار بين عائشة وفاطمة تبعا لتنافر افتراضي لاوجود له سوى في رواياتهم بين ابي بكر الصديق (رض)وعلي بن ابي طالب(ع)..ومما زاد الطين بلة تزوج الإمام الحسين بحفيدة كسرى (شهربانو) التي اخذت سبية الى المدينة بعد اندحار الفرس في الحرب مع العرب..وقد ولدت شهربانو للحسين بن علي (ع) الإمام الرابع علي زين العابدين مما يجعل الفرس أخوالا للأئمة من ذرية الإمام علي (ع)..كما تدفق الفرس في الحواضر العربية فاتقن الكثير منهم العلوم الدينية واللغة العربية فكان منهم الشعراء وعلماء اللغة والحديث .. وبلغوا شأوا بعيدا في النفوذ الثقافي والسياسي العربي في اثناء الدولة العباسية فاستلموا دواوين الدولة ووزاراتها مما حدى بالجاحظ الى القول: [دولة العباسيين أعجمية خراسانية ودولة بني مروان عربية أعرابية]..
وكان الفرس فضلا عن دخولهم طرفا في الصراعات العربية العربية اذ اتخذوا جانب اليمانية في التنافس المضري اليماني باعتباره صراعا بين اعمام النبي في قريش واخواله في اليمن، ووقوفهم الى جانب العباسيين في ثورتهم ضد الأمويين فوقوفهم الى جانب العلويين في حركاتهم ضد العباسيين، حاضنة للحركات الهدامة ضد العرب كالديصانية والبيانية والمنصورية والجناحية والبابكية والقرمطية
والمشعشعية فضلا عن تحويل بلادهم الى بيئات للحركات الأنفصالية على حساب الدم العربي والدول العربية مما افضى الى تشكيل دويلات جديدة منشقة كالدولة الطاهرية في خراسان، والصفارية في فارس، والسامانية في بلاد ما وراء النهر، والساجية في أذربيجان، والزيارية في جرجان، والبريدية في الاهواز، والبويهية في الشرق الادنى كله ،واخيرا الدولة الصفوية التي اعلنت مذهب الشيعة العربي دينا للدولة..موجدة بذلك شرخا في داخل ايران والعالم الإسلامي يمتد ليشكل مقطعا عرضيا يعطل حركة التاريخ الإسلامي ويجمده في محور الخلاف القديم وقد اكتسب ابعادا جديدة على الصعيدين الآيديولوجي والعقيدي..فالتاريخ الذي اعتمده الصفويون ليس تاريخ ايران بل هو تاريخ العرب .. وهو تاريخ لايبدأ بالهجرة الى المدينة بل يبدأ في 12 تشرين الأول عام 680 ميلادية والموافق للعاشر من محرم عام 61 للهجرة.. وفي الصراع الدائر على الخلافة بين البيتين الأموي والعباسي من جهة والعلوي من جهة أخرى اتخذ الفرس موقفا مناهضا للخلافة ومؤيدا للأئمة من ذرية الأمام علي مما ولد مفردة الشيعة التي تعني مشايعة الأئمة من آل بيت النبي محمد (ص)..

ولأن آل البيت بدءا بالحسين(ع) راحوا ضحايا بالسيف او السم من قبل الأمويين ومن بعدهم العباسيين، تركزت لدى الشيعة عموما والفرس بوجه خاص عقدة الضحية ..وتطورت لتتخذ طابعا دراميا يتجاوز النياحة الى التطبير والضرب بالزناجير..أي العنف الذاتي المتجه الى ذات الشخص..وهو عنف من شأنه ان يتحول ضد الآخر بسهولة..,لاسيما عندما يخيل للمصاب بعقدة الضحية ان عدوا او حفيدا او مواليا للخصم التاريخي مابرح موجودا ومابرح في السلطة..وبالنتيجة تصبح الحاجة الى الأعداء أكثر حيوية وأهمية بالنسبة للمصابين بعقدة الضحية من الحاجة الى الأصدقاء والمؤيدين.. وتجدر الملاحظة الى ان الفرس لايعدون مقتل الأمام علي (ع) بداية للماساة، على الرغم من ان الأمام علي (ع) هو اول الأئمة وزوج بنت رسول الله ووالد الحسن والحسين، مما يفسر المبالغة في تصوير المذبحة وتعظيم عاشوراء والتهرب خفية من الحقيقة التاريخية القائلة ان عبد الرحمن بن ملجم الذي اغتال الإمام علي (ع) فارسيا في قوميته..

وفي قيام الجماعة التي تتشاطر عقد الضحية بالبكاء والعويل (النياحة) والتطبير والضرب بالزناجير والإمتناع عن الماء تقترب من الشعوربآلام الضحية الحسين (ع).. وهي بالوقوف الى جانب الحسين تجد مشروعية للإنتقام من قاتليه..مما يسهل تحول مواكب العزاء الى افواج حرب..ويعزز الإيمان بظهور المهدي (ع) مفهوم الإنتقام من اعداء الإمام الذين هم اعداء الله في الوقت نفسه فالإعتقاد هنا أن ظهور المهدي (ع) سوف يصاحبه تغيير في نظم العالم وانه سيواجه الظلمة والجائرين ومن ضمنهم مسيح دجال يرى بعين واحدة..وتغيير كهذا لابد ان تصاحبه حرب.. فالمهدي كأجداده يرمز لكل ماهو عدل وخير بينما يرمز خصومه للشر والطغيان اللذان واجههما الحسين (ع) في معركة كربلاء..وهي معركة غير متكافئة تمخضت عن فاجعة كربلاء وانتصار الظلم والطغيان متمثلان (في المنظور الشيعي) بيزيد بن معاوية والدولة الأموية..

غير ان قراءة تلك المرحلة تختلف عن قراءة اية مرحلة اخرى في التاريخ العربي الإسلامي فهي تمثل مفترق طرق كبرى ليس في التاريخ وحده بل في العقيدة وفي تصور العالم، فمأساة الحسين(ع) اصبحت حجر الزاوية الرئيسة في الذاكرة الحضارية للشيعة ومعيارا جوهريا للتفريق بين العدل والجور والحق والباطل والمشروعية واللامشروعية وبالتالي انقسام العالم الإسلامي والتاريخ الإسلامي والعقيدة الإسلامية.. فمأساة الحسين (ع)حدث تاريخي ولكنه عند الشيعة واقع معاش..فالمذبحة ماتزال قائمة والحسين (ع) مازال رأسه مقطوعا امام يزيد وزينب شقيقته ماتزال مسبية في دمشق..وفي زيارة المدن الأيرانية او مدن العراق في الصيف نشاهد حاويات الماء المثلج وأمامها الناس من مختلف فئات المجتمع يقدمون الماء البارد للسابلة ردا على ظمأ الحسين واسرته في صحراء كربلاء..بينما تفد مواكب العزاء حاملة رايات خضراء وسوداء وحمراء ويضرب الرجال صدورهم ورؤوسهم بأكفهم ومنهم من يغمر اجزاء من جسمه في الطين او يضرب رأسه بالسيف وظهره بالزناجير المزودة بالشفرات القاطعة احيانا..وقد اصبحت مواكب العزاء أكثر تنظيما واوسع وباتت النشاطات والفعاليات التي تتخللها اكثر تنوعا..وصاحبت هذا التنوع طائفة من المفردات التي تصف الناس والفعاليات كالحسينيات والتشابيه والرواديد والروزخون والكليدار والكشوان واللطمية التي تسمى في الخليج بالعزاء او الشيلة وغيرها..واتسعت تلك النشاطات بحيث اصبح لكل منها جماعة متخصصة محترفة..وقد وفرت الفضائيات والأنترنت فضاءا جديدا لنشر هذه النشاطات والفعاليات حتى انتقلت الى مجال الدعاية والمواجهات الآيديولوجية...وكان الصفويون اول من ابتدع فكرة مواكب التعزية واعطائها بعدا شعبيا استعراضيا كجزء من دعايتهم السياسية لسحب السنة وكانوا الأكثرية في ايران الى المذهب الشيعي..وكان اسماعيل شاه صفوي مؤسس الدولة الصفوية اعتمد المذهب الشيعي في تشكيل جيش القزلباش [العمائم الحمراء] وفي نشر دعاية سياسية اعتمدت مفاهيم الثأر للحسين..وكان في اشعاره التي نظمها باللغة التركية يقول ان ابوه علي وأمه فاطمة وانه جاء ليثأر للحسين..ويذكرالمؤرخ عباس العزاوي ان لأسماعيل صفوي صلات بالمشعشعين في جنوبي العراق..مما يوضح الإمتدادات الجغرافية للمذهب في بداياته التاريخية..وكان الصفويون يهدفون بالإضافة الى نشر التشيع بين الأيرانيين الى ترسيخ الكراهية للسنة وربط المذهب السني بالعرب..مما يميط اللثام عن الأبعاد العنصرية في الدعوة الصفوية على الرغم من اعتمادها على رموز عربية كالحسين وأخيه العباس (ع) واسرتيهما...

وقد ترتب على انتشار التعزية وتنوع نشاطاتها والممارسات الدموية العنيفة المتصلة بها تأصيل عقدة الضحية لدى شرائح واسعة من الشيعة وتجذرها فيهم لأن ممارسة البكاء واللطم والتطبير والضرب بالزناجير لم يستثن الأطفال والصبيان..وتحمل تلك الممارسات ضمنا مشاعر عداء مضمر للسنة من شأنها تدويم الفرقة بين المذهبين الرئيسين في الإسلام..

وتجدر الإشارة الى ان ملحمة كربلاء ورواية تفاصيلها (التعزية خواني - اي قراءة العزاء الحسيني) هي من مبتكرات الثقافة الأيرانية وليس العربية على الرغم من كثرة الروزخونية العرب وانتشارهم في العراق ايضا..والتعزية اعادة تصورية لإستشهاد الحسين (ع) ومايتصل بها من حوادث بما يؤكد مشاعر المظلومية لدى المستمعين الذين غالبا ما يسقطون معاناتهم الشخصية من الفقر او الظلم الشخصي على مظلمة الحسين فتتوحد معاناتهم الشخصية بمعاناة الحسين ولاسيما عندما يكون الروزخون فارسيا او محاكيا للفرس يقرأ المقتل بعاطفة شجية مصحوبة بالبكاء مما يثير في بواطن الروح الإيرانية مشاعر حزن اوائلية قديمة كامنة في الطقوس الزرادشتية وفي موت سهراب وزوال ممالكهم المتكرر منذ العهود القديمة وحتى الفتح الاسلامي..

لقد رحل الإمام علي (ع) ومعاوية منذ القرن السابع ..مع ذلك فإن الصراع بينهما على الحكم مابرح قائما..وهذا مايفسر بوضوح الحوادث السياسية في الشرق الأوسط عموما كالعداوة العميقة بين السعودية وايران والمواقف المتنافرة ازاء الحرب في سورية بل وجانبا كبيرا من خلفيات وتيارات واهداف الإنتخابات البرلمانية الحالية في العراق..



#صلاح_سليم_علي (هاشتاغ)       Salah_Salim_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أيمار الى لاهاي
- شهرزاد والدب
- الرحالة سفين أندرز هدين وصورة الموصل خلال الحرب العالمية الأ ...
- تحولات مردوخ
- العنكبوت والذباب
- الجثة والطوطم:قراءة في قصة ربطة الأرجوان لأنور عبد العزيز
- أنساب وذباب
- شخصية ابن الموصل في ضوء الأمثال الشعبية الموصلية
- أبراج الكبد والأميرة النائمة


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح سليم علي - عقدة الضحية بين التكفير والعنف-أيران نموذجا-