أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!














المزيد.....

لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 13:17
المحور: حقوق الانسان
    


كنت أشاهد هذا اليوم قناة الفيحاء ومراسلتها الآنسة داليا الخفاف وهي تقدم ريبورتاجاً مهماً عن الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب تحت شعار" 26 حزيران يوماً عالمياً لاحترام حقوق الإنسان ومناهضة كافة أشكال التعذيب". تحدثت فيه السيدة عائدة ياسين كما تحدث آية الله الشيخ عماد الدين العوادي ومدير الندوة قدموا فيها جميعاً أفكاراً تساهم في تنمية أفكار ومبادئ حقوق الإنسان في عقول ونفوس المستمعين. وكانت الآنسة الخفاف محقة تماماً حين أشارت إلى أن هذه الأفكار جديدة على مجتمعنا وتحتاج إلى مزيد من الجهد لتكريسها, رغم أن العراق كان من بين أوائل الدول التي وقعت على لائحة حقوق الإنسان الدولية, إذ أن ممارسة هذه الأفكار ما تزال غائبة عن مجتمعنا وعن أجهزة الدولة الجديدة التي تمارس الحكم في بلادنا.
واستمعت أثناء تتبعي للندوة إلى شاعر شعبي قدم قصيدة شعبية مناهضة للتعذيب وأهداف التعذيب وطالب بالحوار مع الرأي الآخر بدلاً من تعذيبه وانتزاع الاعتراف منه أياً كان موضوع الاعتراف. وقد صاحب تقديم القصيدة غناء حزين من أحد المغنين العراقيين. ليس في هذا ما يؤخذ عليه, بل كان يصب في الاتجاه السليم, وخاصة تلك الأمثلة الصارخة التي عاشها في السجن وقدمها الشيخ آية الله عماد الدين العوادي حول التعذيب ورمي الضحية في قزان (قدر) شوربة عدس ساخن وضربه بال?م?ة على رأسه ووجهه بسبب عدم نهوضه للضابط عند تفتيشه قاعة السجن صباح أحد الأيام في عهد الدكتاتور صدام حسين وشكوى الضحية من ذلك الوضع المأساوي بعد إعادته إلى قاعة السجن ثانية حين سأل الشيخ عندما كان يواسيه: هو ألله وينه؟ ولمثل هذه الندوات أهمية كبيرة للعراق في المرحلة الراهنة وفي المستقبل, وأتمنى أن تتواصل وتتطور وتغتني بالمضامين الجديدة.
إلا أن ما جلب انتباهي ودفعني إلى كتابة هذا المقال هو ما سمعته على لسان الشاعر الشعبي السيد قاسم البديري, إذ قال قبل أن يبدأ إلقاء قصيدته ما يلي: أتمنى أن يجنب الله الحضور التعذيب وأن يكون التعذيب لأعدائهم! هكذا تحدث السيد الشاعر الشعبي في حفل لمناهضة التعذيب ضد الإنسان بكافة أشكاله, وليس ضد إنسان بعينه يتبع ديناً معيناً أو يحمل فكراً محدداً أو ينتمي إلى حزب معين أو من قومية معينة, ...الخ, بل ضد كافة أشكال التعذيب التي تمارس ضد الإنسان, أياً كان هذا الإنسان.
إن ما طرحه السيد قاسم البديري يعني أحد أمرين:
• إما أنه ارتكب خطأً ووقع بزلة لسان , إذ أن ما قاله قد جاء متوافقاً مع ما يقال أحياناً كثيرة: ألله يبعد عنك البلوى ويصيب عدوك, ولكنها غير مقبولة بأي حال؛
• وإما أنه يقصدها, أي أنه ليس ضد كافة أشكال التعذيب التي تمارس ضد الآخر ممن يختلف معه أو يعاديه, ولكنه ضد التعذيب الذي يوجه له وضد من يتفق معه لانتزاع اعتراف معين أو إسقاط سياسي وتقديم البراءة. وفي هذا فهو موقف انتقائي مخالف لمبادئ حقوق الإنسان ومرفوض من قبل منظمات حقوق الإنسان. وهو الموقف العام الذي تمارسه غالبية الأحزاب السياسية في بلدان العالم النامي, ومنها العراق.
وإذا كان القول ذاته قد فاجأني بسبب أنه قيل في ندوة خاصة لحقوق الإنسان وضد التعذيب وفي يومه العالمي, فأن سكوت الحضور على هذا القول ودون الانتباه إليه والتعليق عليه هو الذي أصابني بخيبة أمل شديدة ودفعني للكتابة. فمن يعمل في مجال حقوق الإنسان يفترض فيه أن يمتلك حساً إنسانياً مرهفاً ليس ضد التعذيب الجسدي والنفسي فحسب, بل وضد الكلمة الجارحة والمسيئة والمحفزة على التعذيب لأي إنسان أيضاً, أي الالتزام بالتعريف الدولي للتعذيب بكافة أشكاله.
أن ما أكد لي ضعف الحس المرهف إزاء هذه القضية هو السكوت الواسع ضد ما يجري من تعذيب للإنسان في العراق في الوقت الحاضر وموت الكثير من البشر تحت التعذيب, بالرغم من أن من يموت تحت التعذيب في هذه الأيام ربما يكون قد أرتكب عشرات الجرائم بحق الشعب العراقي, فالشرطي ورجل الأمن ليس من حقهما ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي وانتزاع الاعترافات من الجلاد السابق أو القاتل أو المعادي للوضع الجديد في العراق, بل أن القانون هو الذي يفترض أن يحاسبه دون ممارسة التعذيب والقسوة أو الإجبار على الاعتراف.
إننا أمام مرحلة جديدة في العراق, ويبدو لي بأن كثرة من السادة العاملين في وزارة الداخلية وأجهزة الأمن والشرطة أو غيرها يؤمنون بذات القاعدة التي عبر عنها السيد الشاعر, مقصودة كانت أم غير مقصودة, بأن التعذيب حلال ضد أعداء العراق! إن هذه السياسة ستزيد من العداء وستتواصل طاحونة التعذيب بكافة أشكاله ما دمنا نرفضه عندما يتوجه ضدنا ونقبل به عندما يتوجه ضد الآخرين.
أدعو كافة الأخوات والأخوة العاملين في مجال حقوق الإنسان أن يكونوا أكثر يقظة إزاء مثل هذه الندوات وما يقال فيها لضمان الابتعاد عن زلة لسان ربما تعبر في حقيقتها عن عقل باطني يحرك ويقبل بتعذيب الآخر.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل طرأت تغيير ات فعلية على فكر وممارسات القوى القومية العربي ...
- العراق والتعذيب الجاري في المعتقلات العراقية الراهنة!
- هل من بديل عن شعار -الدين لله والوطن للجميع- في العراق؟
- القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- الأخ الفاضل الأستاذ مسعود بارزاني المحترم/ رئيس الحزب الديمق ...


المزيد.....




- مجلس الأمن الدولي يحذر من محاولات حل أو تقليص -الأونروا-
- مركز حقوقي: عصابات تقود متسولين أطفال عراقيين وأجانب
- دورة استثنائية للجامعة العربية لبحث الرد على قرار الاحتلال ح ...
- غدا.. اجتماع طارئ في الجامعة العربية لبحث الرد على حظر إسرائ ...
- الجزائر.. توقيف مئات المهاجرين غير الشرعيين قبل سفرهم إلى أو ...
- الغزيون يتخوفون من تداعيات حظر الأونروا
- بيان لمجلس الأمن بعد -حظر الأونروا- وسط تراجع المساعدات إلى ...
- مجلس الأمن الدولي يحذر من محاولات حل أو تقليص الأونروا
- الاحتلال يشن غارة على محيط خيام النازحين غربي خان يونس جنوبي ...
- مجلس الأمن يحذر الكيان الاسرائيلي من المساس بالأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!