أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بولندا بين زمنين - الحلقة الأولى















المزيد.....

بولندا بين زمنين - الحلقة الأولى


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 321 - 2002 / 11 / 28 - 01:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



( الحلقة الأولى)

بقلم : نضال حمد
 نوفمبر2002
كعادتي يوم أجد نفسي مرتاح البال وغير متعب الفكر والحال, أتنقل بين صفحات حاسوبي من المواقع العربية إلى المواقع الأخرى المكتوبة باللغة البولندية, إما لمعرفة آخر المستجدات في تلك الدنيا الغريبة والعجيبة التي عشت فيها سنوات جميلة من عمري, كانت كافية لكي أعيش في زمنين بولنديين مختلفين, الأول زمن الحكم الاشتراكي أو الشيوعي أو الشمولي أو القبضة الحديدية أو ما شئتم من تسميات ومسميات, لأن هذا لا يهمني. والثاني في زمن الانفتاح على الغرب وانتصار حركة التضامن والشعب على الحزب السابق للرئيس البولندي الحالي والحكومة الحالية. في الحقيقة لم تكن بولندا دولة اشتراكية ولم يكن فيها حزب عمالي أو شيوعي أو اشتراكي حقيقي, بالرغم من أن اسم الحزب الحاكم كان كالتالي" حزب العمال البولندي الموحد", كانت هناك جماعة تحكم البلد باسم الاشتراكية وتصادر الحريات باسم الحفاظ على الشعب والبلاد والعباد. كنت أشفق على بعض البشر من ظلم إخوانهم البشر, وكانت تلك المرحلة من عمري بداية تغيري من الناحية الفكرية, فكنت قبل السفر إلى بولندا من المنتميين إلى تنظيم يساري فلسطيني, أول جملة في نظامه الداخلي تقول بأنه تنظيم ثوري ديمقراطي يتطور باتجاه امتلاك نظرية الطبقة العاملة. رحم الله صاحب هذا التعريف الجميل صديقنا الشهيد القائد الميداني العنيد نادر قدري فزع,أبو كفاح فهد. بالرغم مما رأيته وعشته هناك بقيت وفيا لمبادئ تنظيمي ومارست نضالي بشكل يريح ضميري ولا يطمح لارضاء أحد   غيره وقبله. كنت أحافظ على علاقات جيدة مع الذين كنت اعرف انهم شيوعيون حقيقيون وأصيلين, وهؤلاء كانوا أيضا يتعرضون لضغوط ومضايقات من التيار الانتهازي في الحزب وقد عانوا مشاكل جمة بسبب انتقاداتهم لسياسة الحزب وأدارته لشؤون البلاد والعباد وتبعيته الذيلية لموسكو, فقد كان الحزب ذنبا للسياسة السوفيتية لكنه الآن بلباسه الاشتراكي الجديد تحول إلى ذنب للسياسة الأمريكية. فلا عقيدة ولا سياسة مستقلة بل تبعية واسترضاء وأدوار مملوكية تخدم حب البقاء ومكاسب السلطة والحكم في بلاد تنخر فيها ديدان الرفض والتغيير وحب التبديل والمجيء بكل ما هو جديد. نعم هذه هي بولندا وهذه هي طباع البولنديين, انهم يحبون الجديد ويعشقون التغيير والتبديل, لذا لم تستمر أية قوة بولندية في قوتها وتفوقها بفعل هذه العادة والميزة التي تتحكم بطباع البشر في تلك البلاد. والتجربة خير دليل على ما حل بالقادة الكبار من حركة التضامن وكيف تمت نهاياتهم الدرامية مع أنهم من أصحاب الإنجازات الكبيرة في المجتمع البولندي والتاريخ السياسي لبولندا. ليخ فاليسا قائد حركة التضامن التي ناضلت ضد الشيوعية وكانت الحليف الأساسي للغرب ولأمريكا وللفاتيكان المعادي للأنظمة الاشتراكية, سقط فيما بعد سقوطا مدويا وكذلك كان حال حركة التضامن التي انقسمت وانشقت على بعضها وتشرذمت وتحولت إلى مجموعة كبيرة من الأحزاب المتنوعة الحجم. كذلك كان سقوط حزب الوحدة الديمقراطية أو " الحرية" الذي كان يعد حزب النخبة والمثقفين في بولندا والند الذي يواجه ورثة حزب العمال البولندي الموحد بقيادة الرئيس البولندي الحالي. مقابل ذاك السقوط المدوي للتضامن وجماعاتها المتعددة كان الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحلفائه من اليساريين الذين بدلوا ثيابهم وأعلامهم ووجهتم يصعدون بسرعة كبيرة حتى عادوا وسيطروا على البرلمان والحكومة والرئاسة.

أذكر أنني عندما حضرت إلى بولندا الاشتراكية لأول مرة في حياتي, كنت قد تشرفت قبل ذلك بالإقامة لمدة عام كامل في واحدة من أجمل المدن الإيطالية في مدينة بولونيا والتي كانت تسمى " بولونيا روسا " أي بولونيا الحمراء وذلك نسبة لتفوق الحزب الشيوعي الإيطالي وسيطرته الكبيرة على المدينة. عشت هناك تجربة أخرى قد أكتب عنها مستقبلا لأنها تجربة فريدة جمعتني مع جرحى من لبنان وفلسطين جئنا للعلاج في إيطاليا بعد حصار بيروت الشهير عام 1982. كانت إيطاليا وهي من دون شك من أجمل واعرق بلدان أوروبا بمثابة قطعة من الجنة على الأرض, التاريخ والعراقة والمجد من روما إلى البندقية وباري وتوسكانا, ببرج بيزا المائل وبرجي الحمارين وسط مدينة بولونيا وجسور البندقية وجبال كورتينا.. كانت رحلة مميزة في وقت مميز وفي زمن صعب ومميز وكانت رحلتي الأولى إلى بلد أوروبي.

  عدت من إيطاليا بعد فترة علاج استمرت حوالي السنة على ساقين,واحدة نصف باقية والثانية بلاستيكية,كنت أسير بمساعدة عكازه واحدة أحيانا وعلى عكازين في أحيان أخرى, تركت في إيطاليا العربة التي تحملتني لمدة سنة كاملة, حيث جابت معي شوارع بيروت ومخيماتها ومستشفياتها قبل أن تقوم بنفس العمل في إيطاليا وأن اختلفت الظروف والأمكنة. غادرت إيطاليا التي علمتني قليلا من لغتها وجعلتني أحب أهلها وأطعمتها من المعكرونة والبيتزا والسباغيتي وكلني حزن على فراق من صادقت وأحببت, لكني كنت أتوق شوقا للبنان حيث الأصدقاء والأهل تحت الاحتلال وفي ظل قمع المخابرات الشقيقة زمن سلطة ما بعد الحصار.

بعد عودتي من إيطاليا إلى سوريا, حيث عشت في مخيم اليرموك قرب دمشق, كدت أموت من الألم والالتهابات التي عصفت بساقي الثانية المصابة. وكنت بحاجة لعملية جراحية, وكانت يومها مشاكل كبيرة تعصف بالعمل الوطني الفلسطيني وبالوضع الفلسطيني بشكل عام, خاصة بعد حصار طرابلس وما حصل من انشقا قات في الفصائل الفلسطينية المختلفة, وما نتج عنها من خلافات مع النظام في سوريا. بعد انتظار خمسة أشهر بلا جواب وبعد جهد جهيد وعناء شديد حصلت على برقية خروج من الضابطة الفدائية, قسم فلسطين في سوريا, تسمح لي بالسفر وبمغادرة مطار الشام التي أحب بالرغم من الانتظار على طريق المطار وعند الحدود على المدار. كانت رحلتي الأوروبية الثانية بعد إيطاليا إلى بولندا حيث تلقيت العلاج ومن ثم قررت البقاء للدراسة, إيمانا مني بأن مرحلة ما بعد حصار بيروت هي مرحلة النور والعلم والقتال بالفكر والعقل والقلم والكتاب جنبا إلى جنب مع الوسائل الأخرى المتبقية بأيدي الأحباب. درست في بولندا وأنهيت دراستي الجامعية بعد عشرة فصول دراسية, وفي الحلقة التالية والأخيرة سوف أحدثكم عن تلك المرحلة وما كان فيها من مواقف...

يتبع



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو الكذاب
- متسناع ينزع القناع..
- جنود قتلة ولصوص
- يوم الأجانب الشرفاء في فلسطين
- درس أمريكي في الأخلاق المصطنعة والحريات المسلوبة
- شركة ايغد الصهيونية للباصات تطالب السل طة الفلسطينية بتعويضا ...
- من خزان الذاكرة
- نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:
- سمير القنطار فارس هذا الزمان
- إرهابيات
- طلعت يعقوب,الرمز الفلسطيني المميز
- الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها
- هو صوتك يا صمتي الصارخ
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بولندا بين زمنين - الحلقة الأولى