جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 21:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تحت مراقبة عيون الجاسوس الاكبر
المجتمعات الشرقية هي مجتمعات مبنية على الخوف و لا اقصد هنا الخوف من الحاكم العسكري و الشرطي و المدير و المعلم و الوالد فقط بل هناك ايضا خوف اكبر الا و هو الخوف الديني الذي زرع فينا و نحن اطفال - هناك ملكان يجلسان على اكتافنا على اليمين و على اليسار لتدوين مانقوم به (اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد). ماذا يعني نفسيا للطفل عندما يسمع من الوالدة او من الوالد بانه ليس لوحده حتى في غيابهم لان الله يرى و يعلم كل شيء؟
بما ان الله يرى و يعلم ما جرى في الماضي و ما يجري في الحاضر و ما سيبدر منا في المستقبل قبل ارتكابنا له - بالله عليكم - هل هناك اذن خيار اخر لنا؟ ما هي اذن وظيفة الملكين على الاكتاف و هل ان الله بحاجة اليهم؟ ألا تتحول هذه المسألة الى مهزلة؟ فاذا كانت الحياة هكذا اين هي اذن الحرية في الدنيا؟ كيف استطيع التخلص من عيون الجاسوس الاكبر التي تلاحقني اينما ذهبت؟
وفق اقتراح الفيلسوف Boethius لا يتواجد الله في هيكل زمني يتغير ليتحول المستقبل الى الحاضر و الحاضر الى الماضي لانه ابدي aeternus اي انه لا يعيش مثلنا في الزمن الحاضر و لا يبتعد عن الزمن الماضي و لا يترقب زمن المستقبل بل يوحد كل الازمنة في لحظة حاضرة ابدية واحدة ليست قابلة للتقسيم لذا ليس من الصحيح ان نقول ان الله يعرف ما سيحدث في المستقبل لان علمه يغطي لحظة ابدية حاضرة و هذا يعني ان الله لا يتدخل بل يرى ما يحدث امام عيونه الابدية الحاضرة. هل يمكن فهم الله وفق اقتراح الفيلسوف Boethius هكذا خارج قيود الزمن؟ هل الله حاضر ازلي بلا بداية و لا نهاية؟
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%B3
و لكن و لان الحركة تتطلب الزمن فان حركة الله هي حركة حاضرة ابدية غير قابلة للتقسيم (قل هو الله احد). يختلف الحاضر من شخص الى شخص حتى عند الانسان ـ احيانا يطول الحس به لتتحول الدقيقة الى ساعة و الساعة الى سنة و يمكن فهم (قل هو الله احد) من منظار زمني غير قابل للتقسيم.
www.jamshhid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟