أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشرطي الوزير














المزيد.....

الشرطي الوزير


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الثقافة هي ضمير الشعوب وما أسهمت في رفد الحضارة الإنسانية والشعب الذي يعاني من قحط في موروثه الثقافي يفتقد إلى الضمير، لأنه الرادع لكل الأفعال المشينة في التاريخ. وبمراجعة بسيطة لمسيرة التاريخ تجد هناك تعارضاً بين الثقافة وكافة أجهزة العنف ومنتسبيها، بل هناك حالة عداء مستمرة بين المثقفين وأجهزة العنف.
لأن مهام الثقافة مختلفة تماماً عن مهام الأجهزة القمعية، فالأولى تأخذ على عاتقها الدفاع عن مصالح الشعب. والثانية يقتصر مهامها على إخضاع الشعب وبغض النظر عن شكل هذا الإخضاع الشرعي أو اللاشرعي، فإنه يستخدم وسائل العنف والاضطهاد لفرض توجهاته على الشعب.
كذلك هناك اختلاف باستخدام الآليات لفرض التوجهات على المجتمع بين المثقف ومنتسبي أجهزة القمع، فالأول يستخدم قلمه ويحتكم للغة الحوار لإقناع أفراد المجتمع، والثاني يستخدم أسلوب العنف والحط لفرض توجهاته عليهم.
المثقفون هم آلية الحراك الاجتماعي ضد سلطات القمع، والأخيرة بكل توجهاتها القمعية أخفقت في تحقيق مسعاها في إخضاعهم. لذا لجأت إلى إحكام قبضتها على المؤسسات الثقافية للممارسة المزيد من الضغط على المثقفين من خلال تنصيب أحد منتسبي أجهزتها القمعية على وزارة الثقافة لتعطيل مهامهم وبالتالي فرض نهج انعدام الضمير على المجتمع بالكامل لينصاع لتوجهات حكومة المحاصصة!.
يرى ((جون لوك))"أن الشرطي الذي يتجاوز حدود سلطاته، يتحول إلى لص أو قاطع طريق. كذلك كل من يتجاوز حدود السلطة المشروعة سواء كان موظفاً أو وضيعاً، ملكاً أم شرطياً بل إن جرمه يكون أعظم إذا صدر عما عظمت الأمانة التي عُهدت بها إليه".
إن الذي يصرح بالقول: بأن وزارة الثقافة أتفه الوزارات! إنما يعبر عن ذاته التافهة والجاهلة بمهام الثقافة ودورها في المجتمع. كما أن الشرطي الذي يوافق على أن تسند له وزارة الثقافة من قبل (حكومة محاصصة) إنما يرغب في تسليط الضوء على جهله وتصحر ذاته من أي شأن ثقافي، ويعبر عن ذلك من خلال ممارساته اللامسؤولة في الطعن والحط من قدر النخب المثقفة في المجتمع لأنه يجهل قدرهم وتاريخهم. ولايعي أن قدره وشأنه الوظيفي مهما بلغ من مستوى، لا يتجاوز كعب حذاء أي مثقف ساهم خلال عمره الصحافي والثقافي في النضال ضد الفاشية.
اعتاد الشرطي الوزير وزبانيته سليلة النظام المباد على تداول كلمة نعم (سيدي) من المثقفين الطراطير، لكنه لم يعتاد على سماع صوت المثقفين الحقيقيين الذين قارعوا النظام المباد وقولهم: سنلقمك بحجر يا سيادة الوزير إن تجاوزت على الثقافة والمثقفين!.
لذا فإن شأن المثقف الحقيقي لا يقيم من قبل مؤسسة ثقافية حكومية، بل تقييم تلك المؤسسة الثقافية يأتي من المثقفين أنفسهم لأنهم نخبة المجتمع خاصة إن كان يقف على رأسها جهلة وأميين وحثالات لاقيمة اجتماعية لهم. إن الظروف الشاذة وما يمر بها الوطن، هي التي أوصلتهم لمراكز عليا يجهلون قدرها ومسؤوليتها.
يحث ((رامبو)) المثقفون على:"عدم تأجيج تلك الكومة من القذارة، لأن بداخلها أشخاص مقرفون".
إن ثقافة العنف والقتل السائدة على حساب ثقافة الحب والتسامح هي التي هيئة الفسحة لبروز عينات مقرفة تتبوأ مناصب عليا في الدولة لتساهم أكثر في نشر ثقافة العنف والقهر لأنها نتاج تلك الظروف الشاذة المعبرة عن الواقع. إن بروز مسؤولين شاذين يحتكمون إلى ذات الثقافة وينالون من النخب المثقفة في المجتمع، يدلل على مدى انحطاط الواقع السياسي وفشل سياسة المحاصصة الحكومية التي جاءت على حساب الكفاءة والتخصص.
حجبت الظروف الشاذة في الوطن دور المثقفين الحقيقيين، لكنها غير قادرة على النيل من مهامهم الأساس. فدورهم أتي لامحال بزوالها، وحينها لن يجد هؤلاء الشواذ مكاناً لهم في الواقع الجديد.
يخاطب ((توماس فريدمان)) المثقفون قائلاً:"أيها المثقفون أن دورنا أتٍ لامحال".
حينئذ على شرطة الثقافة أن تبحث لنفسها عن مكان أخر غير المؤسسات الثقافية، ولاخيار أمامها سوى العودة إلى مؤسسات القمع لتمارس غيها ضد المجتمع أو تبحث عن مكان لها في مزبلة التاريخ.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب
- العشق في الفلسفة
- التشريعات القانونية والمبادئ الدستورية
- الطاغية والسلطة
- ممارسات الطاغية
- شريعة الطاغية
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة
- الفرق بين العالم والجاهل
- مفهوم الحب عند جلال الدين الرومي
- *الصراع بين السياسي والمثقف: قيم أم مصالح؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الشرطي الوزير