|
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الثالثة
سيف عدنان ارحيم القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 15:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انشقاق راية الشغيلة 1953 بالرغم من سنوات الاعتقال في السجن إلا ان صلة التنظيم مع الخارج أصبحت متيسرة بعض الشيء مع عوائل السجناء وتنقل لنا اخبار الحزب وما يدور في داخله من افكار و اراء لاسيما بعد ان اصبح بهاء الدين نوري سكرتيراً للحزب الشيوعي وطفت على السطح بعض الاراء وتقريباً عدد غير قليل من السجناء بعد انتفاضة 1952 وطرح قيادة بهاء الدين نوري فكرة اسقاط النظام وحق الكرد في الانفصال وهو امر لك يكن موجود في ميثاق 1945، وهو ما دفعنا لإرسال رسالة الى بهاء الدين نوري من داخل سجن بغداد المركزي معنونة باسم(م-مخلص)أي مخلص وهو الاسم الحزبي لعزيز محمد مضمونها بان الحزب يتياسر كثيراً وهو حق من حقوق الملاحظة من قبل كوادر الحزب وكان رأينا هو الدعوة للنضال من أجل تطوير النظام الملكي الى نظام ديمقراطي ولكن فوجئنا بقرار طردنا من صفوف الحزب وحوربنا من خلال التشهير بنا في صفحات القاعدة بشكل غير منضبط وبأسلوب انتقائي فكان هدفنا التقارب،وهو امر يعترف به بهاء الدين نوري بأنه لجاء الى سكين البتر دون ابداء أي فرصة للنقاش،فبعد قرار الطرد شكلنا تنظيم ومن داخل السجن بعد ان شعرنا بأننا مغبونين من قبل قيادة الحزب في الخارج واخترنا لتنظيمنا أسم "راية الشغيلة" أي نحن المدافعين عن حقوق العمال والفلاحين وأصدرنا صحيفة باسم الشغيلة ،وكان هذا التنظيم وقد يطلق عليه البعض بالانشقاق الذي سبب تصدع في صفوف الحزب الشيوعي وتنظيماته لكون الكثير من اعضاء الحزب الشيوعي كما يشير عزيز محمد انهم كانوا متعاطفين مع آراءنا لاسيما المنظمات الحزبية التي اعلنت بدورها انضمامها للتنظيم راية الشغيلة لكونه يمثل المسار الصحيح للحزب الشيوعي واعتبرنا قيادة بهاء الدين نوري منحرفة عن التعاليم الشيوعية . ومن الطبيعي ان يحتدم النقاش بين الكتلتين الشيوعيتين ويتحول النقاش الى سباب واتهامات وان كانت كل كتلة تحمل على صفحات جريدتها أسم الحزب الشيوعي العراقي وتدعي أنها تمثل الحزب الشيوعي العراقي فنشرت القاعدة بعددها الأول من السنة الحادية عشرة الصادرة في أواخر شباط 1953 مقالاً تحت عنوان"حزبنا الشيوعي يطهر صفوفه من العناصر الانتهازية والمخربة"،فوصف عزيز محمد ذلك ان تلك السجالات اخذت بعداً اكبر وبدايته من قرار طردنا من الحزب فهو سرعان ما أطلق علينا بأننا نمثل "راية البلاط"،لكوننا طرحنا ضرورة اصلاح النظام لا اسقاطه في تلك الظروف الحرجة من تاريخ العراق بشكل عام والحزب الشيوعي العراقي على وجه الخصوص. فكانت تنظيمات "راية الشغيلة"أوسع كونها ضمت في صفوفها الكوادر الحزبية المعروفة ومن بينها جمال الحيدري ونافع يونس وعامر عبدالله وحمزة سلمان الجبوري وكان اقوى فروع التنظيم هو فرع النجف والذي يديره حسين سلطان صبي ومعه حزام عيال وناظم محمد وصالح بحر العلوم وفي الكوت كان المعلم عبدالخالق ثروت يمثل جماعة راية الشغيلة ويعمل معه كل من محس عليوي وسمان زاهي وكاظم بشير،وكانت مطبعة راية الشغيلة في دار الكادر الشيوعي رضية رضا الصفار في محلة الزوية في كرادة داخل ثم انتقلوا الى دار اخرى في ساحة الحرية ومن ثم الى دار في تل محمد في بغداد الجديدة. وبالرغم من اعتقال بهاء الدين نوري في عام 1953 إلا ان ذلك لم ينهي الخلاف لاسيما بعد وصول حميد عثمان لقيادة الحزب والذي بدوره سار على نهج سلفه في القذف براية الشغيلة بالرغم من تذبذبه الفكري ومن ثم انتقاله الى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد ذلك والتقيت به وقلت له اليوم اجدك هنا يوم غد اين ستكون فكان رده ان هذا هو حال الدنيا. ولكن وصول حسين احمد الرضي(سلام عادل)لقيادة الحزب تمكن من شن حملة تثقيفة واسعة بين أعضاء الحزب وأخذ يصدر الكراريس الداخلية وينشر مقتطفات من مؤلفات شيوعية مثل كراس"كيف تصبح شيوعياً"،وبدأ بالإشارة الى الخطأ الذي رافق قيادة بهاء الدين نوري فأشار الى ذلك في نشرة الحزب"مناضل الحزب في اواخر كانون الأول 1954 "لقد قادت الإيديولوجية الخاطئة القائلة بأن السياسة خاضعة للتنظيم الى محو الصراع المبدأي الداخلي والى تحريف مبدأ القيادة الجماعية في التطبيق فكان يقمع كل صراع داخلي خوفاً من أن يؤدي الى الانشقاق فأدى هذا الى انعدام النقد الذاتي وانتشرت بسبب هذا الوضع البيروقراطي اللبرالية وعدم الشعور بالمسؤولية وفقدان الالتزامات الحزبية"،فأشار عزيز محمد بان ذلك النقد للقيادة السابقة وأخطائها قد ولد بدوره ردود فعل طيبة في قادة راية الشغيلة لكونها أشارت الى الاخطاء التي ارتكبتها بحق الحزب الشيوعي العراقي وهذا ما زاد في التخفيف من موجة الانتقاد ومن ثم الاندماج في صفوف الحزب وتوحيده في عام 1956 فالشيء المثير اننا كنا نشارك في المؤتمرات والمهرجانات بوفدين وفد يمثل راية الشغيلة ووفد يمثل جماعة القاعدة ،وبعد ان اتصل سلام عادل بقادة راية الشغيلة المتمثل بجمال الحيدري بعد هروبه من السجن وبين له على ضرورة وضع حد للاتجاه الانشقاقي وبهذا توقف السجال بين الطرفين فكان لخالد بكداش سكرتير الحزب الشيوعي السوري دور في تقريب وجهات النظر لتوحيد الكتليتين. حادثة سجن الكوت 1954 نقل عزيز محمد بعد الحكم عليه الى سجن بغداد المركزي ومن ثم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي وبعد مناشدات الأهالي بضرورة بضرورة نقل ابنائهم الى أماكن قريبة بسبب صعوبة الوصل الى سجن نقرة السلمان نقل عزيز محمد الى سجن الكوت المركزي في 1953 في الوقت الذي تفجرت فيه الحوادث في حزيران 1953 بين السجناء الشيوعيين وإدارة السجن حول رداءة الأحوال داخل السجن والتي ادت الى سقوط عدد من الجرحى فان الوضع في سجن الكوت لا يختلف كثيراً عن سجن بغداد وهو المعاملة السيئة التي عومل بها السجناء الشيوعيين كونهم سجناء سياسيين فقدم مجموعة من السجناء الى ادارة السجن عريضة تطالب بتحسين معاملتهم وعلى اثرها وصلت محكمة خاصة من بغداد في 27 تموز 1953 والتي بدورها وجهت تهماً للشيوعيين بقراءة الأناشيد الثورية الممنوعة بدلاً من السماع لشكواهم وكان من ضمنهم عزيز محمد التي قرأ أسمه باسم مسعود محمد في تلك الدعوة. لم تكتفي ادارة السجن كما يذكر عزيز محمد بالتهديد بحق السجناء بل بدأت بقطع ماء الشرب والطعام والكهرباء في صيف تموز اللاهب مما دفعنا الى حفر بئر للماء الذي عمل السجناء جميعاً على شقه ولكن محاولاتنا باءت بالفشل لملوحة مياه البئر وفي ظل تلك المواجهة فان ادارة السجن حاولت التخفيف من مواجهتها معنا بسبب موجة الاستنكار التي عمت بعد احداث سجن بغداد ولكن السجناء اصروا على اضرابهم وعدم التعاون مع ادارة السجن ولكنها سرعان ما تغيرت من موقفها بالرغم من مطالبة الشيوعيين فك الحصار بعد الاعياء الشديد الذي اصاب الشيوعيين من قلة الطعام والماء واستمر الأمر حتى الثاني من ايلول 1953 عندما قامت ادارة السجن بتفتيش السجن بحجة البحث عن اسلحة وبعد عملية التفتيش طلبت ادارة السجن اسماء عدد من الشيوعيين لنقلهم الى سجن اخر وكان عزيز محمد من ضمن تلك القائمة ونتيجة رفض ذلك القرار بدأت قوات الشرطة بالهجوم على السجناء الشيوعيين وهم عزل عن الدفاع عن انفسهم ونتج عن ذلك مقتل عدد من الشيوعيين وإصابة العديد منهم جرحى ومن ثم نقلنا الى سجن بعقوبة المركزي .
#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي العراقي في الحكم مطلب عظيمي
-
الحلقة الأشتراكية الأولى في العراق
-
صفحات من تاريخ العراق ..فيضان عام 1954
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
-
الجيش العراقي النشأة والتطور
-
قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|