نقد العقل العربي

مهدي الدريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 15:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كم هو مضحك وضع العالم العربي اليوم فالعديد من الكلمات مثل كارثي و مأساوي لم تعد تفيد لوصف العربي اليوم فلم يبقى لنا سوى الضحك و اللامبالات فهي كما قال محمود درويش صفة من صفات الأمل...
ماهو ذنب المواطن العربي مثلي الذي خلق ليحب الحياة, اللذي خلق بأجنحة يريد أن يحلق بها الى أعالي السماء و لكنه يصطدم بواقع مرير و هو أنه ولد في أرض هوائها فاسد و عقولها مريضة يرى الغرب و هو يتقدم و يزدهر و يحتل بعلمه الفضاء و يحس في أعماقه أن مكانه ليس في هذه الأرض البالية التي نسميها زورا و بهتانا الوطن و كم صدعت رؤوسنا بأغاني الوطنية و كم كنا ملائكة عندما كنا نغني هذه الأغاني البالية و في اخر المطاف عرفنا بالطريقة الصعبة وجه الحقيقة و هو أن الوطنية مجرد عنوان لمسرحية خدعنا بأداء ممثليها و اليوم بعد ما سمي بالثوراة العربية و التي لا ترقى أن تكون مجرد انتفاضة توسع مدى خشبة المسرح لتشمل الشعب و ليس فقط السياسيين فأصبحت حين أخرج للشارع لا أرى حياة بل أرى أمامي مسرحية مقرفة تتكرر فيها عبارات جوفاء مثل الحرية و العدالة و المعادات لأمريكا و تحرير فلسطين.. كفاكم كذبا يا أسخف شعوب الأرض و أكثرها تفاهة أنتم أيتها الشعوب اللقيطة الهواء الفاسد على الأرض, أنتم رمز للدكتاتورية و الوحشية على كل ماهو جميل أنتم من قتل الفن ليحيى كبير القتلة مجتمعاتكم غابة تكثر فيها الذئاب و الأوساخ كفاكم كذبا على أنفسكم يا أكبر مستهلك للأفيون كفاكم حديثا باليا عن الشيوعية أيها اليسارجيون و عن الشريعة أيها المتأسلمون فلسطين محتلة فماذا أنتم فاعلون بعقولكم المتخلفة, لا يسع المفكر اللذي مثلي من يحب الحياة و الفن و المتمرد عنكم و عن مجتمعاتكم و تقاليدكم سوى أن يكرهكم..
الشعوب تتقدم بالعلم و المعرفة و الفن و الابداع لكن مثل هذه العبارات محرمة لديكم كثير منكم يعادي أمريكا و حلمكم أن تعيشو تحت سمائها لتنعموا بالدنيا كفاكم صخبا أيتها الرؤوس الفارغة و كما قال محمود درويش سقط القناع عن القناع ليس فقط عن الحكام العرب بل على عن كل العرب ..
سوف تحاكمون من محكمة الطبيعة يوما و سوف تحكم عليكم بالانقراض فليس لكم مكان اليوم غير مزبلة التاريخ

#مهدي_الدريدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات