عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 09:23
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
قبل سنوات عديدة قمتُ بتحقيق صحفي حول رياض الأطفال، فلم أجد تحولات عميقة وكبيرة في وضع هذه المؤسسة التعليمية على مدى عقود سوى التزايد الكمي.
نشأت هذه الظاهرة مع تزايد عمل النساء في الوزارات الحكومية خاصة، ونشأت كحاجة لمراقبة الأطفال وليس لتعليمهم أو اعتبار الروضة مرحلة تعليمية تمهيدية.
ولهذا غدت أشبه بالدكاكين، ولمجرد حبس ومراقبة الصغار، ولهذا فإن هذه البيوت لم يكن بإمكانها بقدراتها الاقتصادية تعليم الأطفال.
ويعيش التعليم عامة وضع ما قبل الحداثة، فهو (حشو أدمغة الطلبة بمواد معينة)، على اعتبار أن (دماغ الطفل صفحة بيضاء) كما يقول المفكر البريطاني جان لوك.
فكلما صغر الطفل أمكن جلب متحدثين ومراقبين بأي مستوى له.
ورغم أن ظاهرة الرياض ترتبط بعمل النساء والصناعة والتحديث، فإن التعليم ككل لم يغادر العصر الوسيط الديني، لهذا فإن ظاهرات التمزق والصراع في التعليم الصناعي ورياض الأطفال هي جزء من هذا الارتباك.
وعجز التعليم عن ملاحقة البنية الاقتصادية الصناعية التجارية إذ يرتبط بالهيئات البيروقراطية العتيقة ذات التفكير الأدبي الإنشائي لزمن الكتاتيب.
لهذا فإن المراقبات للأطفال في هذه الرياض لسن على دراية بالتعليم وخاصة تعليم الصغار، وبهذا يتم جلب أي مراقبات وحابسات للأطفال.
محدودية أجور الأمهات تجعل من الصعوبة لهن المطالبة بتعليم متقدم في الروضة. فلا يعملن على تقدم صغارهن منذ البدء، فيطالبن بتعليم متقدم لهم.
والمسئولات مالكات الرياض يعملن على جلب مراقبات بلا مؤهلات وبأجور متدنية جداً، وهؤلاء لا يمكن أن يتعاملن مع الأطفال بدراية وفهم.
هذا المستوى التعليمي الثقافي المتدني يملأ رياض الأطفال بحوادث العنف والإهمال، لكن المشكلة أعمق من العنف، فهي في ترك هذه المرحلة التعليمية خارج التعليم، وعدم الصرف المجزي عليها، باعتبارها مرحلة تمهيدية تعليمية من الضروري رفدها بمستويات متقدمة من المعلمين والمعلمات!
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟