أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - حاشيةٌ ومستشارون














المزيد.....

حاشيةٌ ومستشارون


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاشية ومستشارون


يبدو ان المحاصصة لم تترك مكانا الاّ وعبثت به ايادي الجهلاء في بلادي المثقلة بالهموم والمشاكل الجمة لكن اكثرها ايلاما حينما تعشعش في دوائر الدولة وفي المرافق الحسّاسة منها ؛ بالاخص الاماكن التي ينبثق منها اتخاذ القرارات ويؤدي ذلك الى العبث بمصائر الناس دون دراية لانعدام الخبرة وسعة الافق
ففي كل عصب مهم ترى رعايا الوزير الفلاني وأقرباءه والمحسوبين عليه من طائفته او حزبه ينتشرون كالطحالب في اروقة الوزارة ومؤسساتها والدوائر التابعة لها دون الاخذ بنظر الاعتبار الخبرة والممارسة اثناء التعيين او تكليف احدهم بمسؤوليات جسيمة تتعلق بشؤون الدائرة التي لها احتكاك وعلاقة مباشرة بحلّ مشاكل المواطنين وتيسير مصالحهم وخدمتهم على الوجه الامثل
كل هذا يهون – على خطورته — امام سوء اختيار مستشارين وخبراء في رأس الدولة وفي مواقع اتخاذ القرارات التي تمسّ المواطن دون اية اعتبارات للخبرة والمران وسعة افق الخبير والمستشار الانسب لهذه المهمة او تلك وكثيرا ما لمسنا هذا المستشار او ذاك المسؤول او الخبير يتخبط خبط عشواء في افعاله وتصريحاته التي اصبحت مثار سخرية الملأ ومبعثا للتندّر والاستهجان ثم يتم طمطمة الموضوع واعتبار ان هذا التصريح هي وجهة نظره ولاتمثّل وجهة نظر الوزارة او الدولة تخلّصا من المسؤولية وتغطيةً للفشل
وتحضرني حادثة طريفة قرأتها منذ سنوات حين عمد العالم الفيزيائي العظيم البرت اينشتاين على شرح نظريته النسبية للعلماء والمعنيين وإلقاء محاضراته في اروقة جامعاتها العريقة مما اضطره الى السفر الدائم بين العواصم الاوربية وغير الاوربية لشرح نظريته لانعدام اجهزة التلفزيون وضعف وسائل الاتصالات وقتذاك والاجابة على اسئلة واستفسارات الحضور ففي احدى جولاته قال له سائقه الخاص والمقرّب اليه جداً انه عرف وحفظ النظرية بكاملها عن ظهر قلب لان الزنّ الكثير في الكلام والتكرار يعلم حتى الحمار كما يقول مثَلُنا السائر ، فاختبره بعدة اسئلة صعبة خرج منا رفيقه السائق ناجحا موفّقا في إجاباتهِ ، بعد ذلك طلب اينشتاين منه ان يقوم مقامه في المحاضرات اللاحقة لعلّه يأخذ قسطا من الراحة بسبب الاسفار المتعبة والإرهاق الذي ألمّ به من كثرة الطواف بين الجامعات وانهماكه في شرح وإيضاح الغموض الكثير في نظريته النسبية
اخذ السائق حقيبة انشتاين واعتلى المنصة وبدأ يشرح النظرية والإجابة على اسئلة الحاضرين بكلّ ثقةٍ ونجحت الخطة وبدا لعالم الفيزياء ان سائقه لم يخيبْ ظنّه ويستطيع الاعتماد عليه في سفراته المقبلة
غير ان سؤالا عسيراً طرحه احد العلماء المهتمين لم يسبق ان تم التطرق اليه من قبل وتعذّر على السائق فهمه فارتبك قليلا لكنه استدرك قائلا للسائل ان سؤاله بسيط جدا وأبسط مما اتخيّل وسأطلب من سائقي ان يُجيبك عليه بكل يسر وسهولة ، فقام اينشتاين وأجاب عليه وأنقذ الموقف الحرج
اسوق هذه القصة الطريفة واقول ؛ عسى ان يرعوي ساستنا ويختاروا حاشية ومستشارين نابهين يعرفون كيف ينتقون مايقولون والاّ يفرضوا انفسهم كناطقين رسميين في اجهزة الدولة العاملين بها وليعرف كل واحد دوره ويقف عند صلاحياته ولايتجاوز على صلاحيات الاخرين المخولين وان يبتعدوا عن نفخ اوداجهم على شاشات التلفزيون وليتهم يكيلون الكلام بوزن معلوم ويتجنبون طرح مايريدون وفق ماشاء لهم مزاجهم لعلهم يقتدون بسيدنا علي بن ابي طالب/ع الذي تمنى ان تكون رقبته كرقبة البعير ليحسن انتقاء كلامه قبل خروجه من حلقومه فانما المرء بأصغريه وهما القلب واللسان وكثيرا ماكان الكلام غير المستقيم مثار نزاعات وعداوة حينما ينحو نحو الزلل ويشطّ عن الحق والحقيقة ، وحريّ بهم ان يفهم كل فرد موقعه ودوره كبيرا كان ام صغيرا فالرحمة النازلة من الله تحلّ عليهم عندما يعرف كل واحد قدَر نفسه

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي
- قصيدة نثر - المالُ والمُجون -
- هل الحورُ العين فائقات الجمال ؟!
- حلولٌ جنسيّة لرجالنا الفحول
- انحسارُ الثقافة في العراق
- معالم بغدادية ثقافية لاتنسى/ الجزء السادس
- كيف تفوز بالانتخابات النيابيّة ؟
- منظمات المجتمع المدني في العراق /مالها وماعليها


المزيد.....




- نجل ترامب يرد على تقارير حول تدخله وشقيقه في اختيار المرشح ل ...
- القاهرة: إسرائيل تشن حرب إبادة ضد غزة
- الداخلية السورية تصدر بيانا بعد ضجة على مواقع التوصل عن حالا ...
- دراسة: المشروبات الغازية واللحوم المصنعة تزيد من خطر الوفاة ...
- حل مبتكر لمنع اختراق الأجهزة المنزلية الذكية للخصوصية
- عواقب الكسل المفرط
- تحذيرات من طرق احتيالية جديدة لاختراق حسابات -تليغرام-
- -نيوزويك- تكشف خطة ألمانية لإرسال مئات آلاف من جنودها وعناصر ...
- ميرسك تحذر من -تداعيات عالمية- بعد اضطرابات البحر الأحمر
- رئيسة بلدية باريس تسبح في نهر السين في تأكيد لنظافته قبيل اف ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - حاشيةٌ ومستشارون