أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - ذكرى ثورة 14 تموز















المزيد.....

ذكرى ثورة 14 تموز


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 13:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سنقرأ اليوم كما في كل ١٤ تموز كثيرا عن هذه الثورة وعن امجادها كاستقلال العراق السياسي والغاء المعاهدة البريطانية العراقية والغاء القاعدتين العسكريتين البريطانيتين والغاء حلف بغداد، والغاء الاتحاد الهاشمي والاصلاح الزراعي ومساهمة الحزب الشيوعي في قيادتها او ربما قيادتها كليا ومعضلة وجود القيادتين قيادة السلطة وقيادة الشارع والمظاهرات المليونية والمد الثوري والفرصة التي سنحت للحزب الشيوعي في الاستيلاء على السلطة وعدم انتهاز الحزب الشيوعي لتلك الفرصة الخ الخ..
لم يكن في نيتي ان اساهم هذه السنة في الكتابة عن هذه الذكرى حتى ساعات صباح هذا اليوم الثالث عشر من تموز ربما لانني كتبت كل ما استطيع كتابته عن هذه الثورة في كتابي الذي صدر في لندن قبل اكثر من عشرين عاما "ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق وسياسة الحزب الشيوعي" وفي مناسبات عديدة كان ضمن كتاباتي مواضيع عن الثورة. ولكن في ساعات هذا الصباح وانا في الفراش اخذت افكر في هذا الموضوع فلم استطع النوم وقمت من الفراش الى الحاسب لكتابة هذه الملاحظات السريعة عن ذكرى ثورة ١٤ تموز.
كان العراق في منتصف القرن الماضي ناضجا بالثورة. ومعنى انه كان ناضجا بالثورة هو ان العراق اصبح مجتمعا راسماليا كاملا من جميع النواحي فنشأت فيه البرجوازية الوطنية الضعيفة نسبيا والطبقة العاملة الواسعة بالقياس اليها بسبب المشاريع الامبريالية التي خلقت طبقة عاملة واسعة. وحتى الانتاج الزراعي اصبح جزءا من السوق الراسمالية المحلية والعالمية حين اصبحت المنتجات الزراعية تباع في السوق لقاء النقود اسوة بسائر السلع الاخرى. ونضوج الثورة معناه ان الثورة اصبحت ضرورة تتطلبها ظروف المجتمع. وهذا ما يعبر عنه في الاقتصاد السياسي الماركسي بضرورة توافق علاقات الانتاج مع مستوى تطور قوى الانتاج.
كان هناك معسكران في العراق تدعو مصالحهما الى قيام الثورة. معسكر الطبقة البرجوازية ومعسكر الطبقة العاملة والفلاحين. فالطبقة البرجوازية تريد الثورة لانها تريد الاستيلاء على السلطة السياسية ولكنها في الوقت ذاته تخشى الطبقة العاملة لان الطبقة العاملة لها اهداف ابعد من هذا الهدف البرجوازي. وعلى ذلك تبحث البرجوازية عن طريقة للتحول الاجتماعي بحيث تتحاشى تسليح الطبقة العاملة وتحاول جر الطبقة العاملة ذيلا لها تناضل في سبيل الثورة ولا تكتسب منها شيئا. اما الطبقة العاملة فان من مصلحتها قيام الثورة البرجوازية التي تقضي على العلاقات الاقطاعية لان ذلك يفسح لها المجال في السير قدما نحو هدفها الاساسي، هدف الثورة الاشتراكية التي تطيح بالنظام الراسمالي. ان الثورة بمفهوم الطبقة العاملة هي ثورة يقوم بها الشعب بقيادة الطبقة العاملة وحتى بقيادة البرجوازية لان قيام العمال والفلاحين بالثورة يمنحهم التجربة اللازمة للاعداد للثورة الثانية، الثورة الاشتراكية.
وكانت الثورة بالشكل الذي يحقق للبرجوازية هدفها من الثورة اي استلام السلطة والقضاء على السلطة الاقطاعية بدون تسليح جماهير الطبقة العاملة والفلاحين. فقامت الثورة بشكل الانقلاب العسكري. وما جعل الانقلاب العسكري، خلاف الانقلابات العسكرية السابقة واللاحقة، ثورة هو انه حقق الضرورة التاريخية، ضرورة تحويل علاقات الانتاج الاقطاعية الى علاقات انتاج راسمالية تتفق وتطور قوى الانتاج الاجتماعية. وهذا هو سر الاندفاع والحماس الشعبي في تأييد الثورة ومناصرتها منذ سماع البيان الاول عن الثورة وعن تشكيل حكومة الثورة. وهذا ايضا هو سر تكوين الحكومة البرجوازية الكاملة بدون اشراك الطبقة العاملة رغم وجود الحزب الشيوعي في الجبهة التي تكونت سنة ١٩٥٧ ووجود العديد من الضباط الشيوعيين ضمن الضباط الاحرار الذين قادوا الثورة.
كانت الميزة التي جعلت من الانقلاب العسكري ثورة اذن كونه حقق مرحلة من مراحل تطور المجتمع، هي مرحلة الثورة البرجوازية. ومغزى تحقيق الثورة البرجوازية هو الانتقال من المرحلة الاولى للثورة، مرحلة الثورة البرجوازية، الى المرحلة الثانية للثورة، مرحلة الثورة الاشتراكية. ليس بين هاتين المرحلتين مرحلة بينية مهما كان اسمها، كالثورة الديمقراطية الشعبية او غير ذلك من التسميات، تمهيدا للانتقال الى مرحلة الثورة الاشتراكية. كان المفروض ان تبدأ مرحلة الثورة الاشتراكية صباح ١٤ تموز. وهذا لا يعني ان الثورة كانت ستتحقق يوم ١٤ تموز او في السنوات التالية وانما تعني ان قيادة الثورة يجب ان تحدد ان هدفها قد تحول من هدف الثورة البرجوازية الى هدف الثورة الاشتراكية وان تعمل حسب مقدراتها في هذا الاتجاه مع كل ما يتطلبه ذلك من تأييد الخطوات الايجابية في سياسة الحكومة الجديدة وانتقاد خطواتها السلبية والنضال ضدها وحث الحكومة على تحقيق المطاليب الشعبية عن طريق الضغط الجماهيري. ويعني تثقيف الطبقة العاملة بهدف الثورة الاشتراكية ورص صفوفها في هذا الاتجاه سواء اطال زمن الاعداد للثورة الاشتراكية ام قصر.
ان الحزب الذي كان من المفروض ان يقوم بهذه المهمة هو الحزب الشيوعي، حزب الطبقة العاملة. ولكن الحزب الشيوعي الذي سار في اعقاب الخروشوفيين والمؤتمر العشرين، لم يدرك هذا التحول من المرحلة الاولى للثورة الى المرحلة الثانية منها. لم يشعر الحزب الشيوعي بانتهاء المرحلة الاولى من الثورة لحظة تحول السلطة من السلطة الاقطاعية الى السلطة البرجوازية. فاستمر الحزب الشيوعي بعد الثورة سواء في مظاهراته المليونية ام في سياساته التالية مساندا للثورة وحكومتها تحت شعار صيانة الجمهورية وتاليه الزعيم عبد الكريم قاسم. وبذلك حرم الحزب الشيوعي الانقلاب العسكري من هذه الصفة الوحيدة التي جعلته ثورة مما ادى الى ان الثورة وئدت صباح ١٤ تموز. فلم يعامل الحزب الشيوعي الثورة كثورة بل عاملها كمجرد انقلاب عسكري لم يغير من الاوضاع شيئا وبقي يجتر نفس الشعارات القديمة حول الجبهة وحول المعجزات التي انجزتها الجبهة رغم ان محمد حديد اعلن منذ اليوم الاول ان الجبهة انهت مهمتها ولم يعد لها وجود، ورغم ان اية جبهة في المرحلة الجديدة كان لابد ان تتألف ضد البرجوازية وليس معها. وحتى النضالات التي قادها الحزب الشيوعي كالقضاء على حركة الشواف في الموصل مثلا خاضها تحت شعار صيانة الجمهورية وباسم الزعيم الاوحد عبد الكريم قاسم.
ليس فيما جاء اعلاه انتقاص لامجاد ثورة تموز. فالثورة باعتبارها ثورة برجوازية حققت اكثر مما كان حتى الحزب الشيوعي يتوقعه في بيانه الذي اصدره يوم ١٢ تموز وفي اكثر الاحتمالات لم يخرج البيان من دار طباعته. وكان ذلك واضحا لان الحزب لم يستطع توزيع البيان بعد الثورة رغم توفر كل الظروف المناسبة لتوزيعه. فقد كان البيان يعتبر انجازات الثورة كاعلان الجمهورية والغاء الاتحاد الهاشمي مع الاردن وغير ذلك تطرفا يجب تجنبه. وكان شعار البيان الاساسي تحويل الاتحاد الهاشمي الى اتحاد وطني.
لا اطيل على القراء الكرام في بحث المد الاحمر وامكانية استلام الحزب الشيوعي السلطة وتقاعسه عن استلامها لان هذا قد يطيل البحث ولاني كنت قد ناقشته في كتابي وفي مناسبات عديدة ولا يعني التطرق الى ذلك، كالملاحظات الواردة في الاسطر اعلاه، سوى تكرار ما كنت قد بحثته سابقا. واكتفي اليوم بهذه الملاحظات السريعة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي
- ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
- ملكية العمال الاشتراكية وراسمالية الدولة
- الدعوة الى الحوار لحل الازمة العراقية
- الماركسية نظرية للطبقة العاملة
- هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها
- الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية
- البحث عن الطبقة الوسطى
- هل تستطيع الطبقة العاملة قيادة الحركات الثورية؟
- عيد العمال العالمي
- حول مقولة لينين -الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية-.
- أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.
- أزمة اليسار (من هو الشعب؟) الجزء الثاني
- أزمة اليسار (من هو الشعب ) في جزأين
- الاخ العزيز سلامه كيله
- ازمة اليسار - صنعة ماركسية عربية
- أزمة اليسار - تعاريف
- جواب سريع الى الاخ سلامة كيله
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - القسم الا ...
- ملاحظات حول رايي في الحزب الشيوعي الاسرائيلي سنة 1962


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - ذكرى ثورة 14 تموز