يصنعون الإرهاب ، و يتسألون ، من أين أتى ؟!

جمال رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 06:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الارهاب الطائفى فى مصر ليس سببه فى المقام الاول رجال الدين او اى من الاديان او نصوصها ، انما السبب الرئيسى هى النصوص الدستورية ، و خاصة المادة الثانية من الدستور المصرى التى تنص على ان الاسلام هو دين الدولة .

و هل للدولة دين ؟! ، و هل فى السياسة دين ؟! ، و ماذا عن الاديان الاخرى ؟!

و تصل بهم البجاحة و الوقاحة و التناقض و الجهل و الاستخفاف بالعقول ليقولون انهم يريدون دولة دينية !! ، اى دولة دينية اكثر من تلك يريدونها !! ، فلقد تم احتكار الدولة المتعددة الديانات و الطوائف و المذاهب لصالح ديانة واحدة ، ألا يكفى هذا لنقول ان مصر دولة دينية !!
و من جانب اخر تخرج علينا النخب الناقصة عقل التى تدعى المدنية ، لتطالب بدولة مدنية فى وجود ذلك الاحتكار للدولة من جانب ديانة واحدة ، فالمادة الثانية فى الدستور لا تعنى إلا ان مصر دولة دينية و لن تكون مدنية فى وجود تلك المادة التى تعتبر وصمة عار لمصر امام العالم و دساتيره و تحضره و تعدديته .
للأسف ، امام كل هذا الهراء و العبث و اللامنطق ، لا استطيع ان اقول ان مصر تعود للخلف ، لأنه لو كانت كذلك بالفعل ، لتقدمنا و تحضرنا و عرفنا ان ماضينا الفرعونى كان اكثر شرفاً من عارنا ( وكستنا ) الذى نحن فيه ، و لا اقول ان مصر تسير للأمام ، فمصر اصبحت فى مؤخرة الدول من حيث كل شئ ، و لا استطيع ان احدد فى اى نقطة الان تقف مصر ، فمصر خرجت عن جلباب ابائها الملوك الذين صنعوا الانسانية و الحضارة ، اين نحن من ذلك ، اين نحن ؟!!!!

لن تقوم لمصر قامة إلا بـ إزالة تلك المادة كفكر من العقول قبل إزالتها كمادة من الدستور ، المصريين تبرمجوا على ان الاسلام هو الديانة الوحيدة الاحق بالاتباع و نسوا و ربما تناسوا ان معهم على ارضهم يعيش من هم يتبعون ديانات اخرى و ايضاَ من هم لا يتبعون ديانات .

لا احد ضد الديانة الرئيسية ، و لكننا ضد ان تكون رئيسية ،و ضد اى ديانة تكون رئيسية و تحتكر الدولة ، فلن يتوقف الارهاب الطائفى فى دولة لا تعترف بالاخر و لا تعترف بحقه فى ان يحيا معه و كأنه احتكر الحق المطلق و احتكر الحياة ، نطالب بالحق فى التعددية الدينية و اللادينية ، كفانا تسكين لأمراضنا دعونا نعالجها .

#جمال_رفعت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات