أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - النكسة والارتباك الروسي من اوكرانيا الى سورية .















المزيد.....

النكسة والارتباك الروسي من اوكرانيا الى سورية .


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 01:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


النكسة والارتباك الروسي من اوكرانيا الى سورية .
مما لاشك فيه، ان السياسة الروسية تعاني من ارتباك حقيقي في اتخاذ القرارات الحاسمة ، خاصة بعد النكسة التي تعرضت لها روسيا في اوكرانيا ،بالرغم من الموافقة البرلمانية على استخدام القوة العسكرية في اوكرانيا لحماية المصالح الروسية .لكن الرئيس بوتين متردد في ممارسة اي فعل عسكري قد يترك اثاره السلبية على روسيا وحلفاءها .
فالتردد في ممارسة اي ردة فعل تجاه اوكرانيا قد لا تحسب عقباها ، وبالرغم من مساندة روسيا لانفصاليي جزيرة القرم والتي لا يمكنها عدم مساندتهم بوجه الهجمة الغربية والتطرف الاوكراني الذي يهدد مصالحها، وبالوقت عينه، لا تريد موسكو ممارسة اي عمل عسكري ضد اوكرانيا، قد يترك اثاره على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي روسيا لا تريد ان يكتب عليها انها فككت اوكرانيا .
موسكو لا تريد الذهاب نحو حرب باردة جديدة تنهك القدرات الروسية المالية والمعنوية،بالرغم من المحاولات المتعددة التي تمارسها اميركا ضدها منذ فترة، فالروس يعلمون جيدا العودة الى الحرب الباردة يعني محاصرة روسيا وسياستها الطموحة الى ممارسة دور دولي في عالم متعدد الاقطاب ،الساسة الروس يعلمون جيدا ان الحرب الباردة والتدخلات العسكرية لا تخدم مصالحهم،فالحرب قد اسهمت سابقا بانهيار الاتحاد السوفياتي السابق. والعقوبات الاقتصادية التي قد يفرضها الغرب على روسيا بالتعاون مع الولايات المتحدة سوف يكون لها نتائج سلبية على روسيا واقتصادها وشعبها ورجال اعمالها، كما سينعكس ايضا على الغرب وأوروبا لاحقا .فالرئيس بوتين يعلم جيدا بأنه محاط بالعديد من "يانوكوفيتش الروس" الذين يحاولون الحفاظ على اموالهم ويخافون من العقوبات التي تطلهم .فالرشوة متفشية في روسية وفي حاشية الرئيس بوتين وطاقمه السياسي .
لذلك يحاول بوتين استخدام لغتين في التعاطي مع الملف الاوكراني : لهجة خاصة تعتمد على الهدوء والبحث والتهديد واستعراض القدرات العسكرية في مكالمته مع اوباما، ويطغى عليها لغة المصالح وربما التلويح بتبادل الملفات ، ولهجة اخرى تستخدم مع اوروبا وتحديدا مع المانيا التي يسودها نوع من الغزل الخفي و يسيطر عليها لغة المصالح المالية والاقتصادية .
اميركا وأوروبا يحاولان انهاك روسيا بأزمات اقتصادية واستنزافها في ملفات لا يمكن تحملها طويلا ،وبحال استمرارها في التعنت ستؤدي سياستها حتما الى عزلها اقتصاديا وإثقالها بقوى وحلفاء لم تختارهم . وبالرغم من عمليات غسيل الدماغ التي تجري على المواطنين الروس من قبل وسائل الاعلام الروسية بشأن ما يجري في أوكرانيا وسورية ، فالضخ المتواصل عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة في موسكو والتي تريد إقناع الروس بأن ما يجري في أوكرانيا ليس سوى محاولة أميركية لإضعاف روسيا.
ان تردد الرئيس الروسي بوتبن في استخدام القوة العسكرية يعود الى الاسباب التالية :
-المزاج الروسي الرافض للدخول في معارك عسكرية ضد اوكرانيا والذي يقدر تعده وفقا لإحصائيات بنسبة 73% من الروس والتي ستكون من اقل القرارات الشعبوية في حياة بوتين السياسية، اضافة الى انضمام معارضين روس لتايد المزاج الاوكراني المعترض اصلا على نهج بوتين والذي كان اخرها ظهور المعارض الروسي خضركوفسكي في ميدان كيف .
-مزاج حلفاء الروس الذين لم يتقبلوا فكرة التدخل العسكري في اوكراينا، مما دفع هذه الدول بالخوف من ان تكون هي الفريسة القادمة للعدوان الروسي القادم . وهذا ما عبرت عنه استانا الحليف الرسمي لروسيا والتي تعتبر كازاخستان القوة النفطية والاقتصادية والحليف الثابت لروسيا من خلال بيانها الرسمي الرافض للتدخل العسكري.
- بداية ظهور الخسائر الاقتصادية الكبرى والتي بدأت موسكو بالفعل تدفعها، حيث هبطت البورصة في موسكو بنسبة 10% من خلال تداولات في المصرف المركزي في أول أيام التداول بعد التحركات العسكرية الروسية ،اضافة الى هبوط اسعار شركة "غاز بروم" النفطية .وطبعا هذا الانهيار التدرجي في الاسواق الاقتصادية يذكر الروس بالوضع الاقتصادي ايام غزو افغانستان وهبوط اسعار النفط التي تم من خلالهما فرض حصار اقتصادي على الاتحاد ساهم بالانهيار للإمبراطورية الشيوعية.
-العزلة الغربيةالمتوقعة على روسيا من قبل الغرب والتي ستزداد في حال التدخل العسكري، وهذه العزلة ستكون ضربة قاسية لبوتين الذي كافح طويلاً من أجل الحصول على مقعد له على الطاولة الدولية والاعتراف بروسيا كدولة عملاقة .
كما يتوقع أن تمتد العزلة الروسية لتصل الى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية، يمكن أن تتحول الى أزمة في روسيا، وهو ما لا يتوقع أن يقبل به بوتين، في تهديد لمصالح روسيا.
من هنا، نرى بان لغة الروس تعتمد على التهدئة والدخول بحوار من خلال النفاش الجاد بمستقبل اوكرانيا وكيفية حلها، وكيفية مساهمة روسيا الضرورية بهذه الحلول، لذلك روسيا في خطابها التمسك بالعودة الى تنفيذ بنود اتفاق 21 فبراير الذي رعته اوروبا ،وبالرغم من التهديد العسكري الروسي، فروسيا لم تحاول التلويح بالأوراق الاقتصادية والطاقة بوجه اوكرانيا ومطالبتها بديون الغاز خوفا من اعتبار هذه الاوراق تستخدم بوجه اوروبا وليس اوكرانيا .
طبعا روسيا تحاول ان تعيد النظر بكل مواقفها وسياستها ، وبالتالي هي تطالب الغرب حماية مصالحها الاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية، ويعني هذا بان روسيا اضحت مقتنعة بانها لم تعد تستطيع ادارة اوكرانيا لوحدها، بل ايضا يوجد شركاء لروسيا في ادارة اوكرانيا القادمة ولكن بطريقة اخرى.
وهذا يعني بان روسيا سوف تفرج عن ملفات اخرى كانت واقعة في الاسر لكونها كانت تعتقد بانها تحقق تقدما ونقاطا على السياسة الاميركية. فالتصلب لن يفيد الرئيس الروسي في الملف السوري.فالرئيس الروسي تصلب بما يكفي من الوقت طوال ثلاثة سنوات وامن الفرصة تلوى الفرصة للرئيس السوري الاسد وقدم له الحماية والمساعدة العسكرية واللوجستية طوال ثلاثة سنوات، ولم يستطع ان يقدم بوتين للأسد اي شي سوى الجز بجنوده وجيشه مباشرة في ميدان الحرب، ولن يستطيع التصلب والتشدد اكثر في سورية كما يعتقد البعض ، لان التصلب كما تقول البروفيسورة الروسية يلينا ميلكوميان المتخصصة بالشرق الأوسط بأن تدهور العلاقات الروسية الأميركية بسبب أوكرانيا قد يدفع أميركا للعودة إلى توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وهذا الضعف في الموقف الروسي حاليا لقد تم التقاطه من قبل بعض الدول العربية التي تحاول تغير الوضع في سورية، وربما كان اجتماع وزراء الخارجية العرب في 9 اذار الحالي كان صريحا وواضحا في كيفية التعامل مع الازمة السورية من خلال تأمين دعم عسكري للمعتدلين العسكريين السورين والتعبير عن الاستياء الكامل من فشل اتفاق جنيف 2 الذي يتحمل مسؤوليته الروس الذين كانوا يعتقدون بان الاسد سوف يغير المعادلة من خلال الحملة العسكرية الذي ينتهجها المدعومة ايرانيا وروسيا وقوى متطرفة اخرى .
وبالتالي الروس يعانون اليوم ضعفا سياسيا في كل الملفات التي كانوا يعتبرونها ملفات قابلة للتفاوض من خلال توجهاتهم الخاصة، وسوف يرضخون للشروط الدولية وعدم الوقوع في مستنقع الاستنزاف والتجربة الايرانية لا تزال امام الجميع وبوتين لن يكون بمقدوره تجاوز تجربة الملالي.
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب وباحث اعلامي مختص بالشؤون الروسية دول اوروبا الشرفية .



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الروسية –الامريكية بظل الصراع الجيوسياسي
- قراءة جديدة في احداث 1958 اللبنانية .
- مخيم عين الحلوة امام التطورات والصراعات
- روسيا والقضية الفلسطينية ...!!!
- المصالح الجيوسياسية الروسية في سورية
- نقد لكتاب دكتور وائل الدبيسي -دليل العمليات المصرفية الالكتر ...
- اهمال وتضييق و-سلفية- و-قاعد ة- مخيم عين الحلوة على حافة الا ...
- الاعلام العربي في اوكرانيا : نقل الخبر بصدقية من مكان الحدث.
- اوكرانيا والمأزق الكبير.... و48 ساعة التي هزت روسيا ...
- المخيمات الفلسطينية في لبنان ... ضريبة التهميش والتطرف
- شبه جزيرة القرم الفرصة الاخيرة ... الانفصال او المواجهة ...! ...
- اوكرانيا : ثورة وأزمة ...
- الازمتين القومية والاقتصادية تسيطران على اوكرانيا .
- ايفلين المصطفى والإعلام الاقتصادي
- يوناوكوفيتش ابن شعبه...!!!
- اخلاقيات مهنة الاعلام
- الاعلام مهنة وأخلاق يمارسها الاعلامي .
- سيارات الموت تهدد شوارع بيروت ...!!!
- سوريا :القضايا الاخلاقية، إساءة للمعارضة والثورة والشعب ...! ...
- التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - النكسة والارتباك الروسي من اوكرانيا الى سورية .