أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر فى عهد النهضة والمرأة















المزيد.....

مصر فى عهد النهضة والمرأة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تمهيد :
فى عام 1805 تولى محمد على حكم مصر. قبل ذاك التاريخ عاش شعبنا المصرى عدة قرون يسبح فى بحور الظلمات ، بحثـًا عن شعاع يُخلصه من ظلم وجهل الغزاة المحتلين . وخلال قرون الظلمات تلك ، لم يكن لشعبنا أى حقوق كبشر، خاصة بعد الغزو العربى ، فكان المحتلون العرب يُطلقون على جدودنا لفظ (أعاجم) أى بهايم وفق التعريف الوارد فى قواميس اللغة العربية ((العجم ضد العرب. والعجماء البهيمة. والذى لا يُفصح ولا يبين كلامه وإنْ كان من العرب والمرأة عجماء)) (مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 440) أى أنّ المرأة (حتى العربية) بهيمة. كما أطلق العرب على شعبنا موالى أو علوج . وذكر الراحل الجليل خليل عبد الكريم ((كان العرب يُطلقون على مواطنى البلاد التى وطئوها بسنابك خيولهم (العلوج – جمع علج) فى كتابه (العرب والمرأة) دار الانتشار العربى – عام 98- ص 97. وإذا كانت تلك نظرة الغزاة لجدودنا (نساءً ورجالا) فإنّ نظرتهم للمرأة كانت أشد قسوة فهى الأمة/ العبدة/ الجارية/ المملوكة (سليمان فياض فى كتابه " الوجه الآخر للخلافة الإسلامية " دار ميريت للنشر- عام 96- ص 91 وكتب ((اتخذ الخلفاء العباسيون القصور وبها غلمان يتراوح عددهم بين الأربعين والستين غلامًا)) (ص 97) أى أنّ المرأة مملوكة لسيدها بقاعدة (ملك اليمين) وبالتالى يحق له مُضاجعتها فى أى وقت مع عدم الاعتراف بها زوجة شرعية. وقال ابن عباس أنّ النبى قال ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته لعنتها الملائكة حتى تـُصبح)) وجاء فى الصحيحيْن ((حتى يرضى عنها زوجها)) (رواه أبو هريرة وأبو داود والنسائى فى الترغيب) وعن الحسن قال حدثنى من سمع النبى يقول ((أول ما تـُسأل المرأة يوم القيامة عن صلاتها وعن بعلها)) مع ملاحظة أنّ النبى فى ذاك الحديث ساوى بين فريضة الصلاة وخضوع المرأة لزوجها (بعلها) ومع ملاحظة أنّ كلمة (بعل) كانت تعنى أحد الآلهة قبل الإسلام وهو ما أكده القرآن ((أتدعون بعلا وتـَذرونَ أحسن الخالقين)) (الصافات/ 125) وأكثر من ذلك لا يحل للمرأة أنْ تصوم صيام التطوع إلاّ بإذن زوجها. وقال النبى ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أنْ تسجد لزوجها)) (رواه الترمذى) وقال النبى ((إذا خرجتْ المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب)) وقال ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإنْ كانت على تنور)) باستثناء ما إذا كانت فى حيض أو نفاس كما حاول الفقهاء التخفيف من صرامة الحديث وإطلاق المعنى. والمقصود بكلمة (تنور) حتى لو كانت على ظهر جمل أو حمار كما جاء فى حديث آخر أكثر صراحة ووضوحًا. وجاء فى كتاب (الكبائر) تأليف شمس الدين الذهبى الدمشقى ((ينبغى للمرأة أنْ تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف فى نفسها ولا فى ماله إلا بإذنه وتـُقدم حقه على حقها ، وحقوق أقاربه على حقوق أقاربها ، وتكون مُستعدة لتمتعه بها)) (دار الغد العربى- بدون سنة نشر- توزيع مكتبة الكليات الأزهرية- ص 189) وقال النبى محمد ((المرأة عورة فإذا خرجتْ من بيتها استشرفها الشيطان . فاحبسوها فى البيت)) وحكى على بن أبى طالب أنّ النبى حكى له أنه فى ليلية الإسراء ((رأى امرأة معلقة من شعرها لأنها كانت لا تغطى شعرها. ورأى امرأة معلقة من لسانها لأنها كانت تؤذى زوجها. ورأى امرأة معلقة من ثدييها لأنها كانت تفسد فراش زوجها)) (المصدر السابق- من 190- 193) ذاك هو موقف العرب من المرأة ، لأنّ رواة تلك الأحاديث عرب ، سواء قالها محمد أم لم يقلها، ولذلك انتشرتْ ظاهرة الجوارى فى قصور الولاة وهى الظاهرة التى بدأتْ مع عصور الخلافة الإسلامية الأولى واستمرتْ حتى أواخر القرن التاسع عشر. وكان للزبير بن العوام ألف عبد وألف عبدة (سليمان فياض- مصدر سابق- ص97)
فى ذاك المناخ المُظلم الذى استمر لعدة قرون كان دور المرأة ينحصر فى خدمة الرجل وإمتاعه (زوج أو سيد) أى أنها خادمة وموضوع للفراش ، وبالتالى ليس لها أى كيان مستقل ، حيث لا تـُشارك فى الحياة الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية (باستثناء الفلاحات اللائى شاركنَ أزواجهنّ فى الزراعة والبائعات والدلالات) وفى المدينة كان وضع الفتاة أشد بؤسًا من فتاة الريف ، فالأولى لا تخرج من بيت أبيها إلاّ مرتيْن: مرة إلى بيت زوجها والثانية إلى قبرها. أما الفلاحة فكانت تتمتع بحرية الخروج إلى الغيط لمساعدة الأب أو الزوج.
وعبودية الرجل للمرأة تجسّدتْ فى أشكال عديدة منها : من حق البعل (= الزوج) أنْ ينقلها لأى بلد يشاء دون اعتراض منها. ومحظور عليها أنْ تستقبل أى رجل فى غياب زوجها خلاف والدها وأخوتها ، حتى ولو كان ابن عمها أو ابن خالها أو زوج أختها الخ . ولا يحق للمرأة أنْ تـُزوّج نفسها (حتى) وإنْ كانت بالغة عاقلة رشيدة بل وثيبًا . ولا يصح عقد نكاحها (= عقد الزواج) إلا بولى . وأنّ عقد (النكاح) هو عقد تمليك أى شىء . وأنّ عقد (النكاح) كان ولا يزال يُسمى المُـلكة (بضم الميم) فى بعض البلاد العربية. وليس للمرأة أنْ تـُسلم على (الأجنبى) مثل زوج أختها الخ لأنّ مجرد اللمس من الطرفيْن يُؤجج الرغبة فى كليهما بل يُهيج الشهوة ، لأنه مجتمع ليس فيه نشاطات سوى النزوع إلى ملامسة الآخر. وليس للزوجة أنْ تـُرضع غير ولدها إلاّ بإذن زوجها (لمزيد من التفاصيل انظر: خليل عبد الكريم- مصدر سابق- ص 113، 162 ومن 231- 242)
رأيتُ أهمية التمهيد السابق لبيان صعوبة الخروج من عصور الظلم والظلمات. وإذا كنتُ سأتناول دور المرأة فى تحطيم الثوابت التى قيّدتها لعدة قرون ، وبالتالى منعتها من الخروج إلى آفاق الحرية والتقدم ، فإنه لا يمكن فصل دور المرأة عن دور الرجل ، وأنّ دور المرأة والرجل ارتبط ببزوغ عصر النهضة المصرية. أى أنّ دور المرأة فى النهضة تواكب مع ظهور عدة أجيال من المفكرين المصريين وبعض المفكرين الشوام الذين عاشوا فى مصر، وأرسوا قواعد الدولة الحديثة على أسس الليبرالية بشقيها : الفكرى والسياسى ، أمثال أحد لطفى السيد ، فرح أنطون ، شبلى شميل ، سلامة موسى ، طه حسين ، محمود عزمى ، عبد الحميد الحديدى ، محمود عزمى ، إسماعيل مظهر، إسماعيل أدهم إلى آخر قائمة الليبراليين الذين آمنوا ب (علمنة مؤسسات الدولة) كى تتحقق النهضة والذين أثروا الحياة الثقافية فى مصر حتى بداية الخمسينات من القرن العشرين ، عندما بدأ أفول النهضة بعد سيطرة ضباط يوليو1952على شعبنا ووأدوا طموحاته لتحقيق العدالة والتقدم والحرية.
الأديبة اللبنانية زينب فوّاز :
رغم أنّ تلك الأديبة ليست مصرية ، رأيتُ أهمية بيان دورها التنويرى فى سبيل الانعتاق من سيطرة الرجل على عقلها وليس على جسدها فقط . وُلدتْ زينب فوّاز فى لبنان (يوجد خلاف حول تاريخ مولدها بين عام 1840، 1845، 1846) وعاشتْ معظم حياتها فى مصر، وماتتْ فى يناير1914 فى حى السيدة زينب بالقاهرة. وكتب عنها أ. حلمى النمنم فى كتابه (الرائدة المجهولة) أنّ رواية زينب فوّاز (حـُسن العواقب) التى صدرت عام 1899 هى الرواية العربية الأولى (أعادتْ هيئة الكتاب المصرية – مكتبة الأسرة– عام 2004 نشر رواية زينب فواز (غادة الزاهرة) مع دراسة للأستاذ حلمى النمنم ) وأنّ الباحثة (بث بارون) ذكرتْ فى كتابها (النهضة النسائية فى مصر) أنّ زينب فوّاز نشرت الرواية عام 1893 ووقــّـعتها باسم (امرأة مصرية) فكتب أ. حلمى النمنم عن سبب إخفاء اسمها مُندهشـًا لأنها ((كانت تـُوقـــّع مقالاتها منذ وقت مـُبكر باسمها صريحًا رغم جرأة الأفكار التى كانت تطرحها . وقد جلب عليها ذلك هجوم التقليديين والمحافظين)) ولخـّص أ. حلمى رسالة الرواية فى كلمات موجزة مُكثفة وهى أنّ المرأة لن تتحرّر وتحصل على حقوقها إلاّ إذا وُجد الرجل المُتحرّر. ولن يتحقق ذلك بلا مجتمع مُتحرّر يقوم على نظام ديمقراطى مؤسّس على شرعية القبول والرفض . وأنّ ما جسّدته زينب فوّاز فى الرواية كتبته فى مقالاتها فى الصحف . ومن أمثلة ذلك مقالها المُكون من جزءيْن فى صحيفة المؤيد فى عدد 9، 10مايو1892 وكتبتْ فيه ((ما من أمة انبثقتْ فيها أشعة التمدن فى أى زمن إلاّ وكان للنساء فيها اليد الطولى والفضل الأعظم)) وكتبتْ فى مقال آخر ((أنّ للرجال عقولا . وفى النساء من هى أعقل وأقوى عزيمة من الرجل)) وكتبتْ المثقفة المصرية الكبيرة درية شفيق عن زينب فوّاز أنها ((إحدى معجزات المرأة المصرية))
وفى مقالاتى اللاحقة سأتناول دور بعض السيدات اللائى ساهمنَ فى إثراء الحياة الثقافية فى مصر قبل أنْ تحط عليها سحابة يوليو1952 السوداء.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة ضباط عاشوا مذبحة يونيو67
- نظام يوليو1952 والعداء للديمقراطية
- التأريخ بين الموضوعية والعواطف الشخصية
- التنمية والقهر قبل وبعد يوليو1952
- ضباط يوليو 1952 والسفارة الأمريكية
- قراءة فى كتاب شامل أباظة (حلف الأفاعى)
- قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت
- الأزهر فى سباق الارتداد للخلف
- غياب الدولة المصرية عن تاريخها الحضارى
- الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مصر فى عهد النهضة والمرأة