|
الاسرائليات روايات
كريم ثاني
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 14:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاسرائليات هي المرويات المنقولة عن مصادر يهودية ( سواء اعتنق الرواي الاسلام أم بقي على يهوديته ) وهي باب كبير جدا في الثقاقة الاسلامية ، ومن اشهر مصادر الاسرائليات في التفسير والحديث يهود اعتنقوا الاسلام مثل عبد الله بن سلام الذي ( شهد له رسول الله بالجنة وهو ممن يقطع له بدخلوها !! ) على حد تعبير ابن كثير .. وهناك بالطبع الحبر اليهودي الشهير كعب الاحبار الذي اسلم زمن خلافة عمر بن الخطاب ، ووهب بن منبه ..
أما رواة الاسرائيليات من غير اليهود فهناك أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص الذي نُسب اليه أنه اصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب يوم اليرموك فكان يحدث منهما ..
واضافة الى هؤلاء الرواة يمكن ان نضم اليهم تميم الداري الذي كان مسيحيا ثم اعتنق الاسلام ، واليه تنسب رواية الجساسة الشهيرة المتعلقة بالدجال والطافحة بالغرائب والعجائب
فقضية تحديد هوية الذبيح هل هو اسماعيل أم اسحاق بل هي قضية كانت مثار جدل كبير بين المفسرين وسط ركام من الروايات المتناقضة، وهناك روايات كثيرة تبين أن الذبيح هو اسحاق لا اسماعيل ( بعضها بالمناسبة مروي عن ابي هريرة وكعب الاحبار !! ) وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور ، بل للسيوطي كتاب كامل عالج في هذه القضية تحديدا عنوانه ( القول الفصيح في تحقيق الذبيح ) وقد عرض فيه أدلة من يقول أنه اسماعيل ومن يقول أنه اسحق ( هم كثير من المفسرين والعلماء منهم الطبري ثم انتهى السيوطي الى التوقف في المسألة دون ترجيح أي رأي ( بالمناسبة آأيات القرآن غامضة في حسم هذه القضية ) هناك رواية صحيحة تقول :
( لولا حواء، لم تخن أنثى زوجها ) " البخاري ومسلم "
هذه الرواية ( المروية بالمناسبة عن أبي هريرة بوابة الاسرائيليات !! ) تطابق الرواية التوراتية التي تنسب زلة آدم الى غواية حواء ، والغريب أن هذه الرواية الصحيحة تتناقض مع القرآن نفسه الذي ينسب الغواية الى الشيطان لا حواء ( فأزلهما الشيطان ) البقرة : 36 . لاحظن أن الآية صريحة في نسبة الغواية من الشيطان الى الاثنين معا ( أدم وحواء ) بخلاف رواية أبي هريرة التي تنسب الغواية الى حواء فقط ( وهذا ما يتطابق مع الرواية التوراتية ) .
رواية اخرى لأبي هريرة ايضا :
( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ) البخاري .
هذه الرواية تكاد تتطابق مع رواية الخلق التوراتية ايضا ( خلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه ) التكوين :1/27 .
رواية ثالثة( مجددا عن أبي هريرة ) :
( جاء ملك الموت إلى موسى ، فقال له : أجب ربك، قال : فلطم موسى ، عين ملك الموت ففقأها، فرجع الملك إلى الله تعالى، فقال : يا رب إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، ولولا كرامته عليك لشققت عليه. قال : فرد الله إليه عينه، وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة؛ فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعرة؛ فإنك تعيش بها سنة، قال : أي رب! ثم مه؟ قال : ثم تموت، قال : فالآن من قريب، رب! أمتني من الأرض المقدسة رمية بحجر! قال : فشمه شمة فقبض روحه، قال : فجاء بعد ذلك إلى الناس خفيا ) مسلم .
هل تعلم أن هذه الرواية مروية في التلمود اليهودي وقد وردت بالحرف في تفسير التوارة المعروفة باسم ( المدراش ) .. فهل المدراش والتلمود كتب سماويه ان وجود "الاسرائيليات" هي احدى الدعائم التي يستشهد بها اصحاب النظرية التي تقول ان الاسلام لم ينشأ في القرن السابع الميلادي مع ظهور محمد بن عبد الله وان القصة الحقيقية ( حسب هذه النظرية) هي ان العرب بقيادة محمد بن عبد الله واليهود الموجودين انذاك دخلوا تحالفا عسكريا وخاضوا حربا مشتركة ضد عدو واحد هو على الاغلب البيزنطيين ومع مرور الوقت حدث الانفصال الذي نشأ لاحقا له الدين العربي الجديد "الاسلام" والذي تطور كمزيج بين اليهودية وبعض معتقدات العرب الوثنية القديمة وبدا هذا الدين الجديد يتبلور منذ منتصف العصر الاموي وبشكل تطوري تدريجي ليكتمل تقريبا في العصر المعروف بعصر التدوين ابان الامبراطورية العباسية. اما كيف ان الاسرائيليات تشكل دعامة قوية لمؤيدي هذه النظرية فالامر الذي يرونه ان انتشار الاسرائيليات بشكل قوي جدا في المؤلفات الاسلامية وكون هذه الاسرائيليات اصولها موجودة في التلمود والمدراش وليست جزئا من التوراة التي يعتبرها المسلميين كتابا سماويا يشكل مصدر شك كبير بالرواية التاريخية التقليدية لظهور الاسلام من حيث التساؤل حول اساس هذا التاثر الكبير بالتلمود والمدراش وهما ليسا كتابين مقدسان عند المسلميين ولا يزعم احد كما قال الزميل شهاب لا من المسلميين ولا اليهود بأي اساس سماوي لهما ،،،
اي ان تاثر العرب البدو باليهود اصحاب الرسالة السماوية برايهم لم يكن سببه القرب الجغرافي بل التحالف العسكري واعتناق معظم العرب لدين احفاد ابراهيم ( اليهود ) نتيجة لذلك التحالف العسكري الذي نشأ في القرن السابع للميلاد.
ولذلك بقي تأثر دين العرب باليهودية واضحا بعد حدوث ذلك الانفصال وتأسيس الديانة الجديدة التي يظهر اثر
#كريم_ثاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل المسيح يهودي الاصل
-
منبع الكتب المقدّسة الأساطير
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|