أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم حق الله ؟














المزيد.....


كيف نفهم حق الله ؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا: ......

قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : (كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على حمار، فقال لي: (يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟) فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاًَ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً) فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشّر الناس؟ قال: (لا تبشروهم فيتّكلوا) متفق عليه.

اقول: نلاحظ على هذا الحديث مايلي:
1) اول ما يتبادر الى ذهن القارئ لهذا الحديث حقوق هذا الحيوان المسكين وقد ركبه رجلان كبيران وهو عادة لا يتحمل سوى راكب واحد, وكأن النبي كان مشغول الذهن بحقوق الله فوقه فغفل عن حقوق الحيوان تحته.

2) لقد نهى النبي في هذا الحديث معاذ من نشر هذا الحديث للناس, ولكنه عصى النبي وافشى هذا الحديث, ويشترك في هذه المعصية جميع رواة هذا الحديث ومنهم البخاري ومسلم وسائر من ذكر هذا الحديث, فكيف يقال بعدالتهم وهم قد خالفوا النبي ؟

3) العجيب من النبي نفسه انه يمنع اخبار الناس بهذه البشارة وقد اخبر بها القرآن في قوله:( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك), اما لو كان مقصوده ان الله لا يعاقب من لا يشرك به حتى لو قتل وسرق وزنا و.. فهو امر عجيب لا يمكن ان يقوله حتى السفهاء من الناس, بل العكس هو الصحيح, فالله منح الحرية للانسان في الايمان والشرك والالحاد ولا يهمه لو اشرك الانسان او آمن به فالثمرة تعود على الانسان نفسه ولا معنى لان يعاقبه في صورة عدم الايمان به, ولكنه لم يسمح له بالعدوان على الناس وقتلهم لانهم رعيته ومخلوقاته.

4) اساسا ليس لله اي حق على عباده بحيث يحق له ان يؤاخذهم عليه, لانه خلقنا تطوعنا ولم نطلب منه ذلك, وسبق ان قلنا ان سائق التاكسي لو تبرع بايصالك الى بيتك من دون ان تطلب منه ذلك, او قام نقاش بصبغ باب دارك دون علمك وطلبك منه, فلا يستحق شيئا عليك, نعم من الناحية الاخلاقية اذا اعطيته شيئا من المال فانت محسن اليه, وهكذا الحال مع الله فلو شكرناه وعبدناه كان ذلك من حسن اخلاقنا معه لا ان له الحق في عقابنا لو لم نعبده ونشكره. وهكذا تتحول العلاقة بيننا وبين الله الى علاقة اخلاقية ومن شأن هذه الرابطة الاخلاقية ان تقوي انسانيتنا واخلاقنا, اما في الفكر الديني السائد فالعلاقة هي علاقة العبد بمولاه ويجب على العبد الطاعة المطلقة ويحق للمولى ان يعاقب عبده في صورة المخالفة كما في المفهوم البشري للعلاقة بين السيد والعبد. ولكنه قياس مع الفارق ويتضمن وجود اثنينية بين الله ومخلوقاته وان الله مفارق لها ويريد ات يتأمر عليها كما هو حال البشر.

5)هناك خلط واضح في مفهوم الحقوق والعدالة في هذا الحديث, فالحقوق في المفهوم البشري من اختراع الانسان لتسيير حياته الاجتماعية والسياسية وتنظيم علاقته مع الآخرين ولا علاقة بالله في ذلك, ففي الحكومات المدنية هناك حق المجتمع وهو حق معقول في ما لو قام الفرد بالعدوان على الجماعة واثارة الفوضى في المجتمع فيستحق عقوبة معينة, اما في الحكومة الدينية فهناك الكثير من العقوبات العبثية القاسية لا تنطلق من حق الجماعة بل من حق الله كما ورد في الفقه الاسلامي كالرجم وقطع يد السارق وقتل المرتد وغزو البلدان لنشر الاسلام وامثال ذلك, وتقدم ان الله ليس له اي حق علينا سوى الحق الاخلاقي بأن نشكره ونحبه ونؤمن به اذا كان الشخص يؤمن بالله, ولا يترتب عليه اية عقوبة في حال المخالفة.. فلو قيل ان المقصود من حق الله في الفقه هو حق المجتمع كما يدعي بعض الاسلاميين فان المجتمع لا يحق له رجم الزاني لانه لم يعتد على المجتمع اذا كان برضا الطرف الآخر,ولا قتل تارك الصلاة بعد ثلاث مرات, ولا قتل المرتد اذا لم يقم باعمال عدوانية ضد الناس, ولا قطع يد السارق وتشويه خلقه الى آخر حياته, بل ولا يجوز اهانة المذنب وانتقاص كرامته امام الاخرين كما في حكم الجلد امام الملأ في حد الزنا غير المحصن وبعض التعزيرات.. نعم المجتمع له ان يؤدب هذا الشخص بالسجن مثلا او بغرامة مالية لردعه عن ارتكاب المخالفة مرة اخرى. ولا يحق للمجتمع ان يفرض دينه وعقائده على الفرد او على مجتمعات اخرى بالقوة كما يفتي بجواز ذلك الفقهاء...
والمصيبة الاعظم ان حق الله هذا قد ترك تطبيقه للحاكم الاسلامي وللفقهاء وكانت النتيجة تكريس الاستبداد والخوف من الحكام لا من الله بحجة(ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) او ان السلطان ظل الله على الارض كما عند اهل السنة, أو ان الراد عليه كالراد على الله كما عند الشيعة, ولذلك نقرأ في تاريخ الاسلام الكثير من حالات قتل وتعذيب المعارضين السياسيين او المخالفين الفكريين من قبل الحكام وبفتوى الفقهاء بحجة حق الله..... .... والرأي اليكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم الشرك ؟
- كيف نفهم التوحيد ؟
- الدين وسعادة الانسان !
- الشريعة والشعور بالذنب !
- كيف نعرف النفس؟
- حماقة الدفاع عن الله !
- كيف نفهم الشعور بالمسؤولية؟
- بين الدين والتدين!
- علاقة الدين بالاخلاق.
- لماذا يجب ان نكون اخلاقيين؟
- كيف نفهم الايمان؟
- ماهو جوهر الدين؟
- كيف نعرف الحق؟
- كيف نفهم العرفان؟
- كيف نفهم الله؟
- كيف نفهم خطوات الشيطان؟
- کيف نفهم الشيطان؟
- كيف نفهم العقلانية؟
- كيف نفهم الوحي؟
- كيف نفهم العقل؟


المزيد.....




- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم حق الله ؟