طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 08:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يقال ان في العراق اليوم ديمقراطية ولكنها عجيبة غريبة في نواحي عديدة ، تجعل ديمقراطيتنا نوع من الفوضى التي لاتجلب الى قياد البلاد سوى من هو قادر على الدفع اكثر فاكثر بغض النظر عن كفاءته وامكانياته القيادية والتشريعية ، فاذا نسـينا ان البرلمانيون القدامى يتركون ما يمس حاجة الشعب الملحّة في الصميم ويتسـابقون الى التوقيع على امتيازات لشخوصهم . فاننا نصطدم بقوانين يضعونها تهيأ لهم استغلال مناصبهم الحالية وامكانيات الدولة في دعايتهم الأنتخابية ،فآليات الدولة من جهد هندسي وخدمي يظل معطلا ًوغير فاعل في الأيام العادية ،والتي من الواجب ، ان تكون عاملة بأستمرار لخدمة المواطن وتقديم الخدمة الضرورية له ،ولكنها فجأة بقدرة قادر تتحول الى جهد ضخم ايام الأنتخابات ولكن لخدمة الدعاية الأنتخابية للسادة المسؤولين .
ان المعروف في الديمقراطية ان المسؤول يتنحى ايام الحملة الأنتخابية ،ليكون هو والمرشح الجديد سواسية في الأمكانيات المقدمة وبالتالي تكون المنافسة شريفة ولكن ما نراه اليوم هو عكس ذلك حيث ينشط المسؤولون وعلى اعلى المستويات ويأتون بأفعال الكثير منها يستغل امكانيات الدولة في الدعاية الأنتخابية والتلفيق على المواطنين والضحك على الذقون .
يأتي الوزير الفلاني محاطا ً بالهالة الأعلامية والحمايات وسيارات الدولة الى المدن العراقية من اجل حملة انتخابية لشخصه او لكتلته وبالتالي فهو يجب ان يظهر للناس انه الأنسان القادر على توفير ما لم يوفره بالأمس عندما كان متربعا ً طيلة الأربعة سنوات الماضية ! اليس هذا دجلا ً وخداع لجموع الشعب من الناخبين الذين بعضهم ولبساطتهم ينخدعون بهذه المسرحيات التمثيلية ،التي يظهر فيها معالي الوزير يسير والأموال والخيرات تتدفق من بين يديه ويظهر انه حامي الضعفاء والمساكين ،وسيف مسلط على الفساد والباطل وهو يسبح ،في حقيقته ببحر متلاطم من الفساد والأهمال لكل مرافق الوزارة التي كان يتربع على كرسيها .
العراق اليوم بحاجة الى اناس يتمتعون بالصدق والنزاهة والكفاءة المقترنة بالعلم واحترام الزمن حيث البلاد التي واجهت اقسى انواع التدمير والتخريب بحاجة الى الى كل دقيقة من اجل البناء والأعمار ،وهذا كله غير متوفر في الأشخاص الدين يجلسون اكثر من ستة اشهر كل عام للتصارع على توقيع ميزانية الدولة فيما تبقى البلاد معطلة بكل قطاعاتها ،وهم ذاتهم من وقع بالأمس امتيازات لأشخاصهم دون الشعب ،ومن هنا تبرز مسؤولية الناخب ،والتي هي مسؤولية كبيرة جدا وخطيرة ، في عدم الأنخداع بالدعاية الكاذبة وان يساءل مثل هؤلاء الأشخاص : اين كنتم السنوات الماضية لماذا الأن في ايام الأنتخابات تكيلون لنا الوعود البراقة ،التي سبق وان سمعناها منكم دون جدوى ، وان عليه كناخب مسؤولية التغيير الكبرى التي ينتظرها العراقيين جميعا ً .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟