عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 00:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جمهورية العقل ج2
من شروط أقامة جمهورية العقل التخلص من دين الإنسان الحسي والانتقال إلى دين العقل الذي يجعل منه ووحده مسؤلا عن الإلتزام بما فيه والتعبير عما فيه , فغير العقل لا يمكن أن تجد للدين موقع أحترام وتقديس حقيقي,الحسيات تنقل الدين من مكان التلقي إلى مكان الإلقاء فيصبح كل ما يتعلق بالتكليف حسيا جسديا شهويا لا منطقيا خيريا وبهذا تنزع عن الدين روحه ويتعرى عن المثالية العقلية ليتحول رمزيا إلى ما يثير الشهوات لا ما يحرك العقليات الإدراكية الواعية,في دولة العقل لا توجد محرمات بل ضوابط عقلية تفرز تلقائيا ما يناسب الأصح والأحق ويرفض ما عداه وبالتالي تختفي المخالفات للحدود الدنيا لحدود ما لا يمكن أن تستثنيه الطبيعة الفطرية للأشياء أو الحد المقبول عقلا لكن مع تحكم العقل الدائم سنرى المعيار هذا في تضايق وصولا لمفهوم الجمهورية الكريمة.
الأخلاق قي جمهورية العقل تستقي ضرورتها من ضروريات التوافق بين الصحيح والخير وبالتالي مشروعية التصرف السلوكي لا يكون حرا وحسيا بالقدر الذي سيكون عليه منطقيا وعقلانيا , هنا تكون للنظرية الاخلاقية دور في صياغات الحد السلوكي الأدنى الذ يعتبر في تنظيرات العقل هو الحد المفرق بين المقبول عقلا والمنافي له , أي أن نظرية العقل تستمد جذورها من قانون الخيرية التي تؤمن به الجماعة العقلية وهو بالأخر يمثل الحد الأدنى للمعقول المقبول , هذه النظرية لا يمكن زحزحتها أو أختيار بديل عنها ليس لأنها نظرية مطلقة لكنها تنمو ذاتيا وتتطور ذاتيا من ارتباط قيم العقل التي وصفنها سابقا أن ترفض التسليم بسكونية الواقع فهي متحركة متبدلة , وكل متحرك متبدل متطور خاصة إذا رافق ذلك تطور في المعايير والمقاييس وهو ما سيكون عليه مجتمع جمهورية العقل .
يصوغ العقل نظريته الجمالية وفق نفس الأسس التي تقوم عليها نظريته المعرفية والأخلاقية ووفق نفس النمطية في التوصيف , الجمال العقلي ليس جمالا حسيا وإن كان الحس هو الكاشف له ولكن العقل هو الذي يصنف ويفرز ويقدر عليه قد يستحسن صاحب الميل الحسي جمالية ما دون أن يفلسف لماذا أمن وأعتقد بهذه الجمالية , العقل قادر على التبرير وقادر على الإلتزام بمعيار موحد وثابت عكس الحسي فهو متأثر ,فقط قد لا تكون هناك مؤثرات حقيقية وقد لا يتمتع الموصوف بقيمة جماليه لكنه وتحت ضغط الحس يميل للتصنيف هذا , العقلي قانونه ينطبق على كل الحالات بنفس المستوى , الحسي لا يمكنه أن يحتكم بقانون ومن هنا العقل أكثر إحساسا بالجمال وهذا التحسس العقلي مرتبط بمقدمة الأحسنية والخيرية فكل ما هو حسن وخير هو جميل بالضرورة , وهنا تكون الطبيعة النقية مصدر الجمال المطلق.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟